العميد المدير العام لمكافحة المخدرات: المخدرات تتطلب تكاتف جميع الجهود

بلادنا الخميس ١٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٧:١٢ ص
العميد المدير العام لمكافحة المخدرات: 


المخدرات تتطلب تكاتف جميع الجهود

مسقط -
«مكافحة أمنية وجهود وقائية»، محوران لخص بهما مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية العميد عبدالرحيم بن قاسم الفارسي الإستراتيجية التي تنتهجها شرطة عمان السلطانية لمحاربة آفة المخدرات والتصدي لمهربيها ومروجيها، يتواكب ذلك مع عقوبات رادعة تصل إلى الإعدام والسجن المطلق. وأوضح العميد عبد الرحيم الفارسي أن هناك عدداً من الآليات والإجراءات التي تعمل بها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية للتصدي لآفة المخدرات الخطيرة بالتعاون مع بقية تشكيلات شرطة عمان السلطانية واللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، أما على المستوى الدولي والإقليمي فهناك تنسيق مع الأجهزة النظيرة والمنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة بمشكلة المخدرات انطلاقاً من أن مشكلة المخدرات مشكلة عالمية تتطلب تكاتف جميع الجهود.

خفض العرض والطلب

وأشار إلى أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية تتصدى لظاهرة المخدرات من خلال خفض العرض وخفض الطلب، ويُقصد بخفض العرض المكافحة الأمنية من خلال اتخاذ الإجراءات التنفيذية بالتعاون والتنسيق مع بقية تشكيلات شرطة عمان السلطانية وتتمثل هذه الإجراءات في منع دخول المخدرات والمؤثرات العقلية، والقبض على المهربين والمروجين والمتاجرين بها، ومراقبة السواحل والشواطئ عبر الحدود الأمنية، إضافة إلى التعاون الدولي والإقليمي في مجال المكافحة. أما خفض الطلب فهو محور الوقاية ويهدف إلى توعية المجتمع بأخطار وأضرار المخدرات والمؤثرات العقلية من خلال فتح خط ساخن مجاني (1444) يعمل على مدار الساعة لاستقبال البلاغات والرد على الاستفسارات، وتنظيم عدد من البرامج التوعوية الهادفة التي من أبرزها إلقاء المحاضرات التوعوية للجمهور في المدارس والجامعات والأندية الرياضية، وإقامة المعارض التوعوية والمشاركة بالمعرض المتنقل للتوعية بأضرار المخدرات في مختلف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات التي تقام على أرض السلطنة، إلى جانب إعداد وطباعة المطويات والمطبوعات التوعوية، والمشاركة في البرامج الإعلامية المسموعة والمرئية، وكذلك مشاركة المجتمع في مجال التوعوية والمكافحة، والتشجيع على المبادرات الاجتماعية بكافة أنواعها، وتأهيل الكوادر اللازمة في الجهات الحكومية والمدنية للقيام بالدور التوعوي.وتقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بإعداد وتنفيذ برنامج توعوي يشتمل على العديد من الفقرات التوعوية، وقد نفذت خلال العام الفائت 878 فعالية توعوية.

عقوبات رادعة

وذكر العميد عبدالرحيم الفارسي أن قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية يعاقب على جرائم التهريب بالإعدام أو السجن المطلق ودفع غرامة لا تقل عن (25000) ريال عماني ولا تزيد على (50000) ريال عمـاني، وتصل عقوبة جرائم الاتجار إلى السجن المطلق وغرامة لا تقل عن (3000) ريال عماني، فيما تصل عقوبة جـــرائم الحيازة إلى السجن لمدة لا تقل عن 10 سنوات وغرامة تصل إلى (15000) ريال عماني، أمــا عقوبة جرائم التعاطي فتصل إلى السجن مدة 3 سنوات وبغرامة لا تزيد على (3000) ريال عماني.

أسباب التعاطي

وعن أسباب تعاطي المخدرات قال العميد عبد الرحيم الفارسي إن هناك عدة أسباب للوقوع في براثن تعاطي المخدرات تتفاوت من شخص لآخر ولكن في الواقع هناك أسباب رئيسية تلعب دوراً كبيراً في الوقوع في فخ المخدرات من أبرزها: ضعف الوازع الديني لدى الشخص المتعاطي، وأصدقاء السوء، وعدم وجود المتابعة من أولياء الأمور، كما تسهم المشاكل الأسرية في انحراف الأبناء وتعاطيهم للمواد المخدرة، إضافة إلى قلة الوعي بخطورة المخدرات وتعاطيها، والسفر إلى أماكن يكثر فيها انتشار مثل هذه الجرائم، وسوء استخدام الأدوية بدون وصفة طبية.

الصحبة

وأكد أن للصحبة دوراً كبيراً في تكوين شخصية أي شاب فإذا ما كانت هذه الصحبة سيئة فإنها بكل تأكيد سوف تؤدي إلى الانحراف وارتكاب جرائم متعددة منها جرائم تعاطي المخدرات لذا يجب على كل شخص أن يختار أصحابه بدقة وعناية وعلى أولياء الأمور أن يتابعوا أبناءهم ويتعرفوا على أصدقائهم حتى يجنبوهم خطر الصحبة السيئة.

الشرطة والمجتمع

وعن التعاون بين الشرطة والمجتمع في مكافحة المخدرات أشار العميد عبدالرحيم بن قاسم الفارسي إلى أن المجتمع شريك في المكافحة من خلال التعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لتنفيذ البرامج التوعوية، باعتبار أن الوقاية هي إحدى أهم مراحل التصدي لهذه الآفة الخطرة. وانطلاقاً من مبدأ «الوقاية خير من العلاج» فإن الوقاية يجب أن تأخذ مساراً متوازياً ومتكاملاً مع المكافحة الأمنية لمشكلة المخدرات، فالمكافحة الأمنية وحدها لا تكفي وإنما لابد من مشاركة المجتمع في جهود المكافحة، وما نلمسه من وعي اجتماعي كبير على كافة المستويات يدعو للفخر والاعتزاز وقد ساهم بشكل كبير في الحد من خطر المخدرات.

العلاج

أما فيما يخص برامج العلاج والرعاية اللاحقة فإن وزارة الصحة تقوم بدور كبير في هذا المجال من خلال توفير فرص أكثر للعلاج المناسب من إدمان المخدرات والمؤثرات العقلية في مستشفى المسرة، وفتح مراكز لإعادة التأهيل مثل مركز بيوت التعافي، بالإضافة إلى عدد من المراكز الخاصة التي تقدم خدماتها في هذا المجال وبإشراف من وزارة الصحة. واختتم العميد مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية حديثه قائلاً: «إن مسؤولية مكافحة آفة المخدرات هي مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف المجتمع بشرائحه كافة لمواجهتها بكل حزم وعزم ويجب علينا التركيز على التربية الصالحة والتنشئة الاجتماعية السليمة لحماية أبنائنا من الوقوع في براثن المخدرات، فالمسؤولية مشتركة والواجب مقدس والهدف ســـــام والوصول إلى مجتمع خال من المخدرات مطلب أساسي لابد من تحقيقه».