«المهرجانات».. تنفض غبار الركود وتثري القطاعات

مؤشر الأحد ٠٨/أبريل/٢٠١٨ ٠٣:٣٥ ص
«المهرجانات».. تنفض غبار الركود وتثري القطاعات

مسقط - خالد عرابي

تشهد محافظات وولايات السلطنة من آن لآخر مهرجانات سياحية داخلية تنظمها الولايات، وقد تناقلت التجربة من منطقة لأخرى حتى باتت سمة أساسية، تستعرض خلالها كل ولاية ما لديها من تراث عريق وإمكانات هائلة، وقد أثبتت نجاحها وبرهنت على قدرتها في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وكذلك استقطاب السائحين من دول العالم كافة.

أُسدل الستار مؤخراً، على فعاليات مهرجان طاقة التراثي الذي بدأت فعالياته في 22 مارس واستمرت حتى 5 أبريل الجاري، وقبله انتهت فعاليات مهرجان مطرح التراثي السياحي، وهناك الكثير من المهرجانات السنوية التي تُعقد في مختلف محافظات وولايات السلطنة، مثل: سدح وعبري وإبراء وضنك وصلالة، وغيرها.

تنوع وزخم

وعن أهمية المهرجانات الداخلية، يقول والي ولاية طاقة، سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي: «ضم المهرجان الذي قام في دورته للعام 2018 العديد من الفنون التراثية والثقافية والفنية والسياحية والاجتماعية والرياضية، إضافة إلى معرض لصاحبات الأعمال والمعرض الاستهلاكي ومسابقات للطفل والألعاب الكهربائية وغيرها، وبالطبع مثل هذا التنوع والزخم من الفعاليات يحدث نوعاً من الرواج والثراء، وإحداث ترفيه في المجتمع».
وأشار البوسعيدي إلى أن هذا المهرجان الذي يقام في دورته السادسة، وأصبح له نوع من الديمومة، مؤكداً أن تأثيره السياحي أصبح ملموساً بالنسبة لأبناء الولاية، ومن خلال المتابعة والرصد جرى التأكد من وجود زيادة ملحوظة في نسب الإشغالات السياحية في الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية سواء في الولاية أو حتى في المحافظة.
وأضاف: «المهرجان لا يثري السياحة المحلية فحسب، بل يروج لها خارجياً، فمن يوجدون بالصدفة خلال أيام المهرجان ويشاهدون ما يحدث في الولاية ويتطلعون على التراث والفعاليات التي تكشف الوجه الثري للولاية ولعمان في كل مكان، حينما يعودون ينقلون كل ذلك، ويتحدثون عنه في بلادهم، ما يعد نوعاً من الدعاية والترويج للسياحة في السلطنة بصفة عامة».
واستطرد: «في ظل وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الإلكتروني الذي لا يحده سقف، أصبح هناك ترويج من خلال البث والنشر عن فعاليات المهرجان ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وانعكس ذلك على القطاعات الأخرى كافة سواء السياحية أو التجارية أو الاقتصادية، وقد أضفنا إلى فعالياته هذا العام المعرض الاستهلاكي والذي يشارك فيه حوالي 150 شركة، مما يعزز النواحي الاقتصادية كافة، ويوظف بعض الشباب ولو لفترة مؤقتة وذلك يدعم بعض الأسر المحتاجة».

تنشيط الحركة السياحية

ومن جانبه قال رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عمان لمحافظة الظاهرة، سيف بن سعيد البادي: «بطبيعة الحال فإن لهذه المهرجانات دور كبير في تنشيط الحركة السياحية وإظهار المعالم التراثية والسياحية والتسويق السياحي، وإيجاد متنفس لأصحاب المنطقة والزائرين لها، بجانب تنشيط الحركة التجارية».
وأضاف: «لقد بدأنا هذا المهرجان قبل ثلاث سنوات على سبيل التجربة، ولكن حينما وجدنا نجاحه ولمسنا إيجابياته أصبحنا نقيمه بشكل سنوي، وحتى ينعكس أثره على جميع الولايات التابعة للظاهرة، وعمدنا إلى أن يكون في كل عام في ولاية مختلفة. وقد لمسنا نتائجه في الزيادة في عدد السياح الذين يزورون السلطنة سواء أثناء المهرجان أو بعده وسواء من داخل السلطنة أو من خارج الولاية أو حتى من خارج السلطنة، وقد جاء ذلك من خلال الإحصائيات التي وردت إلينا من وزارة السياحة ومن إدارة السياحة بالظاهرة، وقد وجدنا بالفعل فرقاً كبيراً مقارنة بالسنوات الفائتة في عدد السياح».
وأشار البادي إلى أن ما يؤكد نجاح فكرة مهرجانات الولايات ومردودهـــا الإيجابي على السياحة وغيـــرها، هو أن هناك كثيراً من الولايات بدأت تطبق الفكرة، «فبعد أن قمنـــا بمبادرتـــنا كغرفـــة التجـــارة والصناعة - فرع الظاهـرة، وتحديـــداً لجنـــة السياحة بها وقبل ثلاث سنوات، وجدنا أن هناك ولايات عدة طبقتهــــا ونجحــت، ونحن سعدنا بذلك بل ونتمنى أن تطبقهـــا ولايات أخرى، لأنه خير سيعم علـــى الجميع وينعكس على بقية الولايات ثم على السياحة في السلطنة عامة، وهذا هو الأهم، ولكن الإشكالية التي تواجه إقامة تلك المهرجانات هي التكلفة، وقد تكون فيها صعوبة في بعض الأحيان، ولكن عندنا في الغرفة نقيم المهرجان بجهود ذاتية يقوم بها بعض المشايخ والأعيان في الولاية، ونطالب أن تقوم الشركات الكبرى بالدعم لمهرجانات الولايات، خاصة أنها وطنية بالدرجة الأولى وتخدم الاقتصاد الوطني وتعمل على تنويع مصادر الدخل الذي هو هدف من أهداف الدولة المعروفة».
وأشار البادي إلى أن هذه المهرجانات تدعم أيضاً رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأثبتت جدواها وفوائدها الحقيقية، علاوة على تشجيع الاستثمار وكذلك إبراز ما تشتهر به كل ولاية دون غيرها من خصوصية في المعالم السياحية، فمثلاً ضنك تختلف تماماً عما تزخر به ينقل وكذلك عبري، وهذا بالطبع يثري السياحة وغيرها.

تعاون بين الحكومة والمجتمع

وقال مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الظاهرة حماد بن سعيد الخاطري: «إن ما يميز هذه المهرجانات أنها تقام بجهد وتعاون مشترك بين الجهات الحكومية والمجتمع، ومن ثم فأثرها وانعكاسها الإيجابي يعود ليس على الدولة فحسب بل على الأشخاص والأفراد والمؤسسات وحتى الفرق الأهلية، بجانب تعريفها بالمنطقة أو الولاية التي تقام بها، فمثلاً المهرجان السنوي الذي نقيمه بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الظاهرة، يقام في كل عام في ولاية مختلفة من الولايات الثلاث التي يغطيها فرع الغرفة، فقد أقمناه على مدى الدورات الثلاثة الفائتة، ففي العام 2015 كان في ولاية ينقل، وفي 2016 في ضنك، وفي 2017 أقمناه في عبري، وقد أثرى تلك الولايات والمنطقة عامة، وفي هذا العام نتوقع أن تبدأ الدورة من ولاية ينقل مرة ثانية».
وأشار الخاطري إلى أن مثل هذه المهرجانات تقام على مدى من 3 إلى 10 أيام وتضم العديد من الفعاليات المتنوعة، سواء من الولاية أو المحافظة أو من خارجها مما يحدث نوعاً من الحركة النشطة في كل تلك القطاعات.
كما أن هذا المهرجان يدعم السياحة الداخلية، ويعمل على استقطاب السياحة الخارجية، إذ يروج للمنطقة فيأتي لها الزوار والسياح من خارج المحافظة ويطلّعون على المعالم الموجودة في الولاية من معالم أثرية وتاريخية، وهذا بدوره يعكس صورة هذا التنوع الموجود والذي يميز ولاية عن الأخرى، ما يلفت الأنظار إليها وهذا بدوره يساهم في نشره في وسائل التواصل الاجتماعي وتعمل على إعطائه نوعاً من الشهرة الكبيرة في المنصات المختلفة ليس في عمان فقط وإنما في الخارج أيضاً مما يروج للسياحة خارجياً.
وأشار مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الظاهرة إلى أن الإشكالية والتحدي الذي يقابل هذه المهرجانات هو التكلفة والإنفاق عليها، ولكن ذلك شيء طبيعي وكل شيء فيه تحدٍ، ونحن في هذا المهرجان نتغلب على ذلك من خلال تعاون وتكاتف بين لجنة السياحة بغرفة التجارة والصناعة فرع الظاهرة، وإدارة السياحة بمحافظة الظاهرة وذلك لإقامته سنوياً.