دمشق - موسكو - وكالات
أعلن التلفزيون السوري أن أول حافلتين تُقلان مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم غادرتا آخر معقل لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية في طريقهما إلى شمال سوريا في إشارة لبدء خروج الجماعات المسلحة ومنها جيش الإسلام من دوما.
فيما أفادت قناة الميادين الفضائية عبر مراسلها من معبر الوافدين في الغوطة الشرقية لدمشق، أن السلطات السورية استكملت الاستعدادات لتأمين خروج مسلحي "جيش الإسلام" من دوما.
وقالت قناة الميادين إن كل ما قاله "شرعي جيش الإسلام" عن عرض روسي لنقل المسلحين إلى حميميم غير دقيق، مشيرة إلى وجود مخاوف من تعطيل المسلحين في ما بينهم للاتفاق في دوما.
وسبق ذلك إعلان رئيس "مركز المصالحة الروسي" يوري يوفتشنكو، تجاوز عدد من تم إجلاؤهم من مناطق الغوطة 40 ألفاً، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 112 مسلحاً وأكثر من ألف من عائلاتهم غادروا دوما أمس الأول الأحد.
من جانبه، نوّه محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم إلى بدء عودة الخدمات إلى مناطق عديدة في الغوطة الشرقية، مع عودة بعض المواطنين إلى منازلهم.
يأتي ذلك بعد إعلان الإعلام الحربي البدء بتنفيذ اتفاق دوما الذي يقضي بخروج مسلحي "جيش الإسلام" باتجاه جرابلس الحدودية مع تركيا.
وينص الاتفاق على تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الموجودة بحوزة الأخير للجيش السوري، وتشكيل مجلس محلي توافق عليه دمشق.
وسبق ذلك أيضاً إعلان بلدات عين ترما وجوبر وعربين وزملكا بالغوطة الشرقية، آمنة وخالية من المسلحين.
وفي السياق، تحدّث مراسل الميادين عن ضغط شعبي على الجماعات المسلحة في بيت سحم والحجر الأسود والقدم، للقبول بالتسوية مع الحكومة السورية.
وقالت مراسلة قناة الميادين الفضائية إنّ اتفاقاً جرى بين جيش الإسلام الموجود في دوما مع الطرف الروسي يقضي بإخراج مسلحيه من المدينة إلى جرابلس في شمال سوريا.
وتحدّث موقع "سبوتنيك" الروسي عن خروج 1000 مسلح من فيلق الرحمن مع عائلاتهم من مدينة دوما بالغوطة الشرقية لريف دمشق باتجاه إدلب.
من جهته، أفاد الإعلام الحربي السوري ببدء تنفيذ اتفاق دوما الذي يقضي بخروج إرهابيي جيش الإسلام باتجاه مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، معلناً أن الاتفاق ينصّ على تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الموجودة بحوزة جيش الإسلام للجيش السوري.
كما ينصّ الاتفاق، على تشكيل فريق عمل برئاسة روسية لترتيب موضوع تسليم الأسرى لدى جيش الإسلام، ويتضمّن بنداً يمنع وجود أي سلاح خفيف في دوما بعد تشكيل مجلس محلي توافق عليه دمشق.
وفي السياق، قال مراسل الميادين إن خروج مسلحي فيلق الرحمن الفارين إلى دوما يجري عبر معبر الوافدين في الغوطة الشرقية.
وقالت وكالة سانا الرسمية إنّ المعلومات المتوفرة حول الاتفاق تفيد بخروج مسلحي دوما إلى الشمال السوري وتسوية أوضاع المتبقين، وتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة السورية.
وبحسب سانا فإنّ الاتفاق يتضمّن تسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين إضافة إلى جثامين الشهداء، كما ينصّ على عودة كل مؤسسات الدولة بالكامل إلى المدينة.
وذكرت مصادر من المعارضة أن مسؤولي جيش الإسلام كانوا يحاولون باستماتة التوصل إلى اتفاق يأتي بالشرطة العسكرية الروسية إلى دوما ويسمح للجماعة بالاحتفاظ بدور في الحفاظ على الأمن الداخلي لكن تحت إشراف الدولة.
وقال مصدر كبير بالمعارضة على دراية بالمحادثات إن روسيا، وهي حليف رئيسي لسوريا، أبلغت الجماعة بقبولها هذا الترتيب لكن الحكومة السورية ظلت على معارضتها له.
وحذّرت قيادة القوات الحكومية أمس مقاتلي المعارضة من هجوم عسكري لطردهم إذا لم يستسلموا.
وقالت إنها استعادت أغلب بلدات وقرى الغوطة الشرقية وإن العملية العسكرية مستمرة في دوما.
وستمثل استعادة الحكومة السورية السيطرة على دوما أسوأ هزيمة للمعارضة السورية منذ العام 2016.
وكانت دوما يوما ما منطقة تجارية مزدهرة والمركز الرئيسي لاحتجاجات الشوارع في ريف دمشق على حكم الرئيس بشار الأسد والتي أشعلت شرارة الصراع الذي دخل عامه الثامن.