موسكو - رويترز
وجّهت وزارة الخارجية الروسية 14 سؤالا إلى بريطانيا، بخصوص قضية سكريبال، وطلبت منها الإجابة عنها.
وتتركز الأسئلة الروسية حول عدد من النقاط أولها لماذا تم منع القنصل الروسي من لقاء سكريبال؟ والثاني بأي حق تسمح المملكة المتحدة لفرنسا المشاركة في تحقيقات سكريبال؟
والسؤال الثالث ما هي المضادات للسم التي أعطتها بريطانيا لسكريبال ومن أين حصلت عليها في مكان الحادث؟
وطالبت الخارجية الروسية لندن بتقديم معلومات عن كيفية استنتاج المملكة المتحدة أن المادة المستخدمة في تسمم سكريبال أصلها روسي؟
وعثرت الشرطة البريطانية في 4 مارس الجاري، على سكريبال وابنته يوليا في حالة إغماء إثر تســـميمهما بمادة مجهولة وتم نقلهما إلى مستشفى في سولزبوري.
واتّهمت بريطانيا روسيا بالضلوع في الحادث، بينما تنفي روسيا تلك التهم بصورة كاملة وتطالب بإجراء تحقيقات مشتركة مع لندن.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو أبلغت بريطانيا بأنه يتعيّن عليها سحب «ما يزيد قليلا عن 50» آخرين من الدبلوماسيين والفنيين العاملين في روسيا مع تفاقم الأزمة بين موسكو والغرب بسبب تسميم جاسوس روسي سابق وابنته في بريطانيا.
وفي تطوّر آخر طلبت موسكو توضيحا رسميا لتفتيش طائرة ركاب روسية في لندن وقالت إنها قد تحتفظ بحق اتخاذ إجراء مماثل تجاه شركات الطيران البريطانية في روسيا. وقالت بريطانيا إن التفتيش إجراء روتيني.
في الوقت نفسه نصحت روسيا مواطنيها بالتفكير مليا قبل السفر إلى بريطانيا محذّرة من أنهم قد يكونوا عرضة لتحرّش السلطات بهم.
وتقول لندن إن موسكو مسؤولة عن تسميم سكريبال في أول استخدام معروف لغاز أعصاب له استخدامات عسكرية على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وتنفي روسيا ذلك بشكل قاطع وتقول إن الاتهامات جزء من مخطط غربي واضح لتخريب العلاقات بين الشرق والغرب وعزل موسكو.
وكانت روسيا قد ردّت بالمثل بالفعل على بريطانيا وطردت 23 من دبلوماسييها. واستدعت وزارة الخارجية الروسية الســفير البريطاني لوري بريستو الجمعة الفائت وأبلغته بأن أمام لندن شهرا لخفض حجم بعثتها الدبلوماســـية في روسيا إلى نفس مستوى البعثة الروسية في بريطانيا. وطردت أيضا 59 دبلوماسيا من 23 دولة أخرى لدعمها بريطانيا.
ووصفت متحدّثة باسم وزارة الخارجية البريطانية الخطوة الروسية بالمؤسفة وقالت إن الوزارة تدرس عواقب هذه الإجراءات. ولم تذكر عدد الدبلوماسيين الموجودين في روسيا الذين سيتأثرون بالقرار بينما تقول السفارة البريطانية في موسكو إنها لا تعلن أعداد العاملين.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لرويترز إن ذلك يعني أنه يتعيّن على بريطانيا خفض عدد دبلوماسييها «بما يزيد قليلا عن 50» بالإضافة إلى الدبلوماسيين الثلاثة والعشرين الذين عادوا إلى بلادهم بالفعل. وأضافت: «طالبنا بالتكافؤ. يزيد عدد الدبلوماسيين البريطانيين على نظرائهم الروس بمقدار 50».
وفي إجراء يسلّط الضوء على مدى خطورة الأزمة الدبلوماسية، نصحت السفارة الروسية أيضا مواطنيها بالتفكير مليا قبل التوجه إلى بريطانيا، محذّرة من تنامي الشعور المعادي لروسيا واحتمال تعرّض السلطات هناك لمواطنيها، بما في ذلك خطر دس أشياء في أمتعتهم.
وقالت السفارة للآباء الذين يخططون لإرسال أبنائهم لدراسة اللغة الإنجليزية في بريطانيا على وجه الخصوص إن عليهم أن يفكروا بجدية في مدى أهمية مثل تلك الرحلات».
كما أصدرت تحذيرات مشابهة لمشجعي كرة القدم الروسية الذين يخططون لزيارة بريطانيا والروس الذين يشتبهون في احتمال أن يكون لدى السلطات البريطانية مشاكل معهم.
وقالت السفارة في بيان «لا يمكننا استبعاد زيادة تركيز وكالات إنفاذ القانون وأجهزة المخابرات البريطانية على حاملي جواز السفر الروسي».
في الوقت نفسه طالبت وزارة النقل الروسية بريطانيا بتفسير سبب تعرّض طائرة ركاب روسية تتبع شركة إيروفلوت للتفتيش في مطار هيثرو يوم الجمعة فيما وصفته السفارة الروسية في لندن بأنه «استفزاز سافر».
وقالت السفارة «بعد انتهاء التفتيش، رفض الموظفون البريطانيون تقديم أي وثيقة مكتوبة تحدد أسباب إجراءاتهم والأسس القانونية التي استندت إليها تلك الإجراءات ونتائجها»، مختتمة قولها بأن الإجراء «أُجرِي في إطار سياسة عداء» الحكومة البريطانية تجاه روسيا، وهو ما نفته بريطانيا.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية أمس الأول السبت إنها تدرس السماح بزيارة يوليا سكريبال في إطار شروط دخول قنصلية، مشيرة إلى أن صحتها تتحسّن في المستشفى ولم تعُد في حالة حرجة.
وقالت السفارة الروسية إنها تواصلت مع فيكتوريا سكريبال ابنة عم يوليا.
وأضافت: «بعد تلقي تأكيد بأن حالة يوليا سكريبال تتحسّن وأنها أصبحت قادرة على التواصل قالت إنها ترغب في الذهاب إلى لندن لزيارة ابنة عمها».
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نقلا عن مصادر الجمعة الفائت إن يوليا «واعية وتتكلّم» وهو عامل قد يؤثر على التحقيق بشأن كيفية تعرّضها مع والدها للتسميم.