صناعة الخزف والفخار في عمان تحظى باهتمام رسمي وشعبي

مزاج الاثنين ٠٧/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٢٠ م
صناعة الخزف والفخار في عمان تحظى باهتمام رسمي وشعبي

الحمراء - طالب بن علي الخياري

تعد صناعة الخزف من الصناعات المنتشره في ارجاء العالم، وهناك مصادر عدة تحدثت عن هذه الصناعة البسيطه كفن من الاحترافية والتي تتعدد فيها طرق العمل، فليس من السهل تحديد صناعة الخزف في الدول العربية ولكن هناك مصادر تتحدث عن وجودها في مناطق مصر القديمة وخاصة في وادي النيل فترة عصور ما قبل التاريخ.

الخزف في السلطنة
وتعود صناعة الخزف في السلطنة الى الألف الثالث قبل الميلاد، وتنتشر هذه الصناعة الحرفية في معظم المحافظات، فتجدها في محافظة ظفار التي لا يزال ينتج فيها المجمر الخاص بالبخور باشكاله المختلفة ويتميز بدقه صناعته وتمسك أهل ظفار بالمحافظة على هذه الصناعة العريقة ولا يكاد يخلو بيت من وجود المجمر الظفاري في السلطنة.
وعن تلك الصناعة حدثنا ناصر بن حميد بن ناصر اليحيائي من مركز التدريب وانتاج الفخار والخزف ببهلاء حيث قال تلقى صناعة الخزف حاليا اهتماما كبيرا وواسعا من الهيئة العامة للصناعات الحرفية والتي عملت على توثيق وتطوير هذه الصناعات الحرفية بشكل عام، حيث تنتشر حاليا مراكز عدة تقوم بدورها بالمحافظة على استمرارية تلك الصناعة من تدريب الكوادر الفنية العمانية كمركز تدريب وانتاج الفخار والخزف ببهلاء ومن أجل ادخال تقنيات حديثة في هذه الصناعة تم ادخال تقنية النقش بالريشة باستخدام عناصر زخرفية مستوحاة من القلاع والحصون والبيوت العمانية القديمة وكذلك من الحلي.
ومن ضمن الدورات التدريبية التي قامت بها الهيئة العامة للصناعات الحرفية متمثلة في مركز التدريب وانتاج الفخار والخزف ببهلاء في عام 2006 م واستمرت 6 اشهر وكذلك في عام 2013 م واستمرت سنتين مع سنة اضافية وهي عبارة عن صقل المهارة في صناعة الفخار والخزف.
هذا وتولي الحكومة الرشيدة اهتماما كبيرا لهذه الصناعة حتى يكون لها دورا رائدا في السلطنة وفي معظم بلاد العالم لانها تعبر عن الهوية العمانية الضاربة في القدم متمثلة في الزخارف والنقوشات التراثية العمانية، وتلعب هذه الصناعة حاليا دورا كبيرا في الاقتصاد الوطني وزيادة رفد السياحه في السلطنة بصورة اوسع عما كانت عليه.
واكد اليحيائي: يبرز انتشار هذه الصناعة في ولاية بهلاء المشتهرة بهذه الصناعة التقليدية القديمة في المنطقة الداخلية حيث تتواجد كمية كبيرة من مادة الطين في ماكن قريبه منها، وامتازت منتجات بهلاء بضخامة حجمها حيث كانت معظم المنتجات تتمثل في صناعة الخروس والمزهريات والصحون ذات الاشكال والاحجام المختلفة والتي تتواكب مع متطلبات العصر الحديث من حيث الجودة والالوان المختلفة البراقة من الطين الاحمر وصناعة الجحلة باشكالها من طينة المدر المائلة الي الاخضرار وتزخرف عن طريق النقوش والزخارف.
واختتم اليحيائي قائلا: تبدا صناعة الخزف في تجهيز المعجون الطيني والذي يحتوي علي السليكات والالومينيا والذي يحضر يدويا او باستخدام الالات. ثم يقوم الخزاف بتشكيل هذا المعجون يدويا او باستخدام الالات لانتاج الاواني المختلفة وتترك لفترة تجفيف وبعدها تحرق بالفرن الحراري المخصص، ثم بعد ذلك يوضع الطلاء على هذه المنتجات وتحرق مرة اخرى للحصول على سطح أملس وصلب وبراق، وهنا لا بد من بيان الفرق الطين والفخار والخزف. فالطين هو المعجون الذي يتم تشكيلة والفخار هو الطين الذي تعرض للحرارة والخزف هو الفخار الذي تم طلائه وحرقه مره اخري ...
ولا تزال الابحاث مستمره من خلال الهيئه العامه للصناعات الحرفية العمانية في وقتنا هذا حرصا منها على استغلال اكبر قدر ممكن من الخامات المحلية والتي توجد في معظم ارجاء السلطنة في ظل هذا العهد الزاهر تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.