ضابط استخبارات يفجّر العداء

الحدث الخميس ٢٩/مارس/٢٠١٨ ٠٢:٣٤ ص
ضابط استخبارات يفجّر العداء

موسكو - واشنطن - لندن - وكالات
قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إن موسكو ستقيّم مستويات عداء واشنطن ولندن لروسيا قبل الرد على طرد دبلوماسيين روس بحسب وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.
وفي إجراء يعدّ الأوسع نطاقا من نوعه ضد موسكو منذ ذروة الحرب الباردة، تعتزم الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي طرد عشرات الدبلوماسيين الروس لمعاقبة الكرملين على هجوم بغاز أعصاب على عميل مزدوج روسي سابق وابنته في انجلترا.
وتقول روسيا، التي تنفي أي ضلوع لها في هجوم يوم الرابع من مارس، إن التصرفات الغربية "بادرة استفزازية"، وقالت إنها سترد عليها.
وأعلن الممثل الرسمي لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، مايكل أنطون، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يناقش في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قضية سكريبال، بسبب إعداد واشنطن عقوبات ضد موسكو.
وأشار أنطون إلى أن "السبب وراء عدم ذكره تسمم سكريبال مع بوتين، هو أنه في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة اتّخذت الإجراءات المناسبة (فرض عقوبات). وكما يعلن الرئيس ترامب في كثير من الأحيان، فإنه لا يحذّر قبل اتخاذه خطوات أو هجمات عندما ينوي ذلك بالفعل".
ووفقا لوسائل إعلام غربية، فإن الممثل الرسمي لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض يرى أن الرئيس الأمريكي فعل شيئا صحيحا، عندما لم يحذّر روسيا من التدابير المتخذة، وفق صحيفة "سي إن إن".
وأكّد أنطون أن الولايات المتحدة أعلنت طرد الدبلوماسيين الروس عندما كانوا "مستعدين للتصرف"، مشيرا إلى أن هذا العمل حرم موسكو من فرصة للإعداد.
وأعلنت 23 دولة، بينها بريطانيا، والولايات المتحدة وكندا، و16 دولة من الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، عن طرد عدد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، وعلى وجه الخصوص، وأعلنت السلطات الأمريكية أنها ستطرد 48 دبلوماسيا روسيا و12 موظفا من البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، فضلا عن إغلاق القنصلية العامة الروسية في سياتل. وذلك على خلفية تسمم العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرجي سكريبال في بريطانيا.
وقال المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس إن لندن لم تقدّم أي أدلة "كافية ومفهومة" بشأن التورط المزعوم لموسكو في تسميم ضابط المخابرات الروسية السابق، سيرجي سكريبال.
وأشار بيسكوف في تصريحات إلى الصحفيين: "ربما أستطيع أن أكرر مرة أخرى أننا، للأسف الشديد، لم نرَ أي أدلة أو تفسيرات كافة للموقف، الذي اتخذه المسؤولون في لندن حتى الآن".
وتابع: "لم تقدم لندن أي معلومات إلى الجانب الروسي، والتقارير التي رأيناها في وسائل الإعلام، التي يدعم الادعاء بأنها معلومات تم تقديمها كحجج رئيسية، وهو أمر بالكاد يصمد أمام النقد".
يذكر أن دولا عديدة اتخذت قرارات بطرد دبلوماسيين روس، على خلفية قضية تسمم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية، والذي تتهم لندن موسكو بالتورط في تسممه، وهو ما تنفيه روسيا مرارا وتكرارا.
رجّح رجل الأعمال الروسي المقيم في بريطانيا، فاليري موروزوف، الذي كان على معرفة شخصية مع سيرجي سكريبال، أمس الأربعاء، أن يكون الإجرام وراء تسمم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية، بسبب صلته المحتملة مع جماعة إجرامية دولية.
وقال موروزوف: "بحسب رأيي، فإن سكريبال متورط مع جماعة دولية مرتبطة بسياسات كبيرة، وهناك تم خداع شخص ما، أو شيء آخر متعلق بالمال، فالجرائم عادة تكون مرتبطة بالمال".
وأكّد رجل الأعمال الروسي أنه "حسبما قال سكريبال، فإنه يعمل في مجال الأمن السيبراني، مرجِّحا أن يكون هذا العمل مرتبط بالتجسس السياسي، وحصلت بعض الخلافات هناك".
وتابع حديثه قائلا: "سكريبال أخبرني أنه يشارك في العديد من الأعمال والمشاريع، وهو نفسه حدثني بأنه كان لديه نوع من العلاقة مع السفارة الروسية، والتي لم يخفها وكان البريطانيون على علم بها، كما قال لي، إنه يعمل محلل في مجال الأمن السيبراني، واتخذت قراراً بأنه لا حاجة لي بالاتصال به".
ووفقاً لموروزوف، فإن معرفته بسكريبال تمت في ظروف عرضية في ديسمبر من العام الفائت
وقال بهذا الصدد: "التقيت به في ديسمبر العام 2017. كان نشيطاً بالفعل ويعمل في مجالات كثيرة، كرجال الأعمال".
ويصنّف الأمن السيبراني كسلاح استراتيجي بيد الحكومات والأفراد، لاسيما أن الحرب السيبرانية أصبحت جزءا لا يتجزأ من التكتيكات الحديثة للحروب والهجمات بين الدول.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أمس الأربعاء، لمجلة "Business Insider" الأمريكية أن قضية تسميم الجاسوس سكريبال وابنته هو استمرار لمحاولات روسية لتقويض وحدة الغرب.
وأضاف موروزوف: "أعرف كيف تجري الأمور هنا، فقد تم تحويل كل شيء إلى محور جنائي دولي، وكله مرتبط بالسياسة".
وقال ماتيس للمجلة: "إنهم يفعلون أشياء يعتقدون أنه يمكنهم إنكارها والتهرّب من المسؤولية والبقاء من دون عقاب، وبهذه المحاولات روسيا تحاول كسر وحدة التحالف بين الدول الغربية".
وعند قيام الصحفيين باستيضاح موقف ماتيس، وتحميله المسؤولية لروسيا بشأن محاولة قتل الجاسوس الروسي سكريبال وابنته، رد وزير الدفاع الأمريكي، قائلا: "محاولة قتل الجاسوس وابنته هي البداية، ما رأيكم بهذا؟".
وأشار ماتيس إلى أن روسيا وحدها اختارت أن تلعب دور المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، واعتبر أن روسيا هي المسؤولة عن تدهور العلاقات مع أمريكا بسبب سياساتها في العالم، وإمكانية عودة العلاقات كما كانت صعبة للغاية.