انطلاق مؤتمر الرعاية الصيدلانية الثامن

بلادنا الثلاثاء ٢٠/فبراير/٢٠١٨ ٠٦:٢٨ ص
انطلاق مؤتمر الرعاية الصيدلانية الثامن

مسقط -

برعاية وزير الصحة معالي د. أحمد بن محمد السعيدي افتتحت مساء أمس الاثنين بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض فعاليات مؤتمر الــرعاية الصيدلانية الثامن الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للتموين الطبي وبحضور عدد من أصحاب السعادة وعدد من المسؤولين، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.

يهدف المؤتمر إلى تعزيز قيم البحث العلمي والإبداع والابتكار في مجال الصيدلة إضافة إلى تبادل الخبرات العلمية بين المشاركين فيه، وإلى بناء جـيل من الباحثين لتطوير ممارسة مهنة الصيدلة بهدف رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة ولتحقيق الجودة والفعالية في إدارة العمل الصيدلاني بمهنية وتفعيل الرعاية الصيدلانية بصيدليات المجتمع من خلال طرح 39 ورقة عمل محلية ودولية فيه، بالإضافة إلى إقامة سبع عشرة حلقة عمل صيدلانية وصحية، وثماني جلسات حـوارية ومشاركة 29 ملصقاً علمياً معـداً من قبل الممارسين والطلبة.

في بداية الافتتاح ألقت المديرة العامة للتموين الطبي الصيدلانية نسيبة بنت حبيب بن محمد نصيب كلمة أوضحت فيها أن مؤتمر هذا العام يحمل شعار «نحو التميز المهني في الممارسات الصيدلانية، وأن إقامته تأتي امتداداً للمؤتمرات السابقة بهدف فتح آفاق جديدة للتفاعل العلمي والمهني بوجود نخبة مجيدة من الخبراء والباحثين والصيادلة.
وأشارت إلى أن المؤتمر سيشهد إقامة العديد من المحاضرات وحلقات العمل والجلسات الحوارية بمشاركات محلية ودولية تتركز على التغطية الصحية الشاملة، وعلى قدرة النظام الصحي ومرونته في التعامل مع الأزمات بمبادرة من المديرية العامة للتخطيط والدراسات بالوزارة ضمن رؤية تؤمن أن الصحة هي بوابة التقدم وأن العلم والمعرفة هما طريقا التميز والإبداع.
وأضافت أنه على هذا النهج تأسست رؤية ورسالة وأهداف النظام الصحي عشرين خمسين برعاية وزير الصحة معالي د. أحمد بن محمد السعيدي بهدف الارتقاء ولتطوير النظام الصحي بالسلطنة.
وأكدت أن أساس النظام العلاجي يعتمد بنسبة كبيرة على وصف الدواء واستخدامه، وهي عملية علمية دقيقة، وسلسلة متصلة من الإجراءات لضمان وصف الدواء المناسب والتأكد من استخدامه الآمن، كما أن هذه العملية تمر بالعديد من التحديات على مختلف المستويات في نظام الرعاية الصحية، وأن الأخطاء الدوائية يمكن أن تحدث في أي مرحلة من مراحل استخدامه، بدءاً من وصف الدواء من قبل الطبيب المعالج، أو من تدقيق ومراجعة الوصفة الطبية وتحضير الدواء من قبل الصيدلي، أو من طريقة كتابة تعليمات ومواعيد أخذ الدواء وصولاً لطريقة حفظ الدواء واستخدامه من قبل المريض
وأوضحت أن التزام السلطنة ومساندتها للخطة الإستراتيجية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية للحد من الأضرار المرتبطة بالأدوية بمقدار النصف خلال الأعوام الخمسة المقبلة بعنوان أدوية بلا ضرر سيؤدي لتحسين استخدام الدواء في كل مرحلة من مراحل الوصف والتوزيع والإشراف والرصد، والاستخدام.
وأكدت على أن تعمين صيدليات المجتمع أصبح ضرورة ملحة تفرضها تحديات الواقع الحالي من خلال إعداد كوادر قادرة على الاستمرار في سوق العمل مما يعود بالنفع على الوطن والمواطن. وتقدمت بالشكر للمجلس الأمريكي لاعتماد التعليم الصيدلي وشركة الخبرات الدوائية على التعاون المثمر، موضحة أن انضمام المديرية العامة للتموين الطبي لعضوية الاتحاد الدولي للصيادلة سوف يتيح للصيادلة الوصول للمعارف والخبرات من أنشطة وبرامج بقية أعضاء الاتحاد بهدف تحسين وتطوير ممارسة مهنة الصيادلة.
كما أكدت على أهمية الموضوعات التي ستتم مناقشتها والتي ستتركز على تطوير النظم الصحية للارتقاء بالصحة العامة وباستخدام أدلة تحديد الأولويات في اتخاذ قرارات التغطية الصحية الشاملة لتعزيز مفاهيم القيادة بالممارسة المهنية التخصصية ولتعزيز قيم البحث العلمي والإبداع والابتكار في مجال الصيدلة، والمشاكل المرتبطة بالأدوية وتأثيرها على نتائج العلاج الدوائي، وإدارة الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية.
بعـدها ألقت نائبة الرئيس والرئيسية التنفيذية للعمليات في معهد الممارسات الدوائية اللازمة الكندي د. سيلفيا هايلاند كلمة أوضحت فيها أن السلطنة أطلقت التحدي العالمي الثالث في سبتمبر 2017 والذي هدف في أحد مجالاته إلى خفض مستوى الضرر الجسيم الذي يمكن تلافيه نتيجة استعمال الأدوية بنسبة تصل إلى 50% وذلك على مدى خمس سنوات.
وأشارت إلى أن التدخلات التي أحدثها الصيدلاني ساهمت في تدني معدلات التنويم المتكررة للمريض، وذلك بناء على التجارب السريرية العشوائية التي أجريت على 1467 مشاركا ممن يتناولون ما لا يقل عن 5 أنواع من الأدوية.
وأضافت أن أدوار الصيدلاني قد تغيرت على مرور السنوات مع زيادة التأكيد على نقل المعرفة، إذ إن الصيدلاني هو بدون شك يملك التدريب الأفضل فيما يتعلق بالتعامل مع تفاعلات الأدوية، كما أشارت إلى أن العمل مع الكوادر الطبية والتمريضية وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية سيساهم في تحقيق النتائج الصحية الإيجابية المطلوبة.
بعدها تحدث أستاذ الصيدلة الإكلينيكية ورئيس مركز باوزير للاستشارات الصيدلانية البروفيسور صالح باوزير عن حاجة المؤسسات إلى برامج التدريب، حيث أوضح أن التدريب يعد عملية منهجية يتم من خلالها اكتساب المعرفة وتطوير مهارات الموارد البشرية لمؤسسة ما عن طريق الأنشطة التعليمية والتطبيقية من أجل تحسين الأداء المؤسسي.
وأشار إلى أنه يوجد اختلاف بين التدريب والتعليم والتطوير، موضحا أن التدريب يعد قصير المدى وموجه نحو تحقيق مهام معينة ويستهدف إحداث تغيير في السلوك والمهارات والمعرفة ضمن نطاق معين وعادة ما يكون ذا صلة بالعمل، بينما التعليم هو استثمار لمدى الحياة ويشرع به الفرد عند ميله لمجال ما، أما بالنسبة للتطوير فهو استثمار طويل المدى للموارد البشرية.
وقد تضمن حـفل الافتتاح تقديم عروض مرئية؛ كان الأول عن برنامج الصيدلي المتميز، فيما كان العرض المرئي الثاني عن الدور الذي يقوم الصيدلي في مجال الرعاية الصحية وعلى ضوء المسابقة نفسها التي كانت حول اختيار أحسن سيناريو في مجال الرعاية الصيدلانية فازت بها سلمى المعشنية من مركز جيجيات الصحي في محافـظة ظفار.
في ختام حفل الافتتاح قام وزير الصحة معالي د. أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي بتكريم الحاصلين على لقب الصيدلي المتميز، إلى جانب تكريم المتحدين بالمؤتمر.
بعدها قام بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي شارك فيه عدد من الشركات المصنعة للأدوية والمؤسسات التخصصية بقطاع الصيدلة. جدير بالذكر أن جلسات أعمال المؤتمر بدأت صباح أمس الاثنين بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض من خلال عقد حلقات عمل تناولت مواضيعها المشاكل المرتبطة بالأدوية والتصنيف والتطبيقات العملية في السلطنة، إلى جانب مناقشة التقنيات الخاصة بمراقبة وتقييم أثر البحوث على صياغة السياسات، بالإضافة إلى مناقشة المفـــــاهيم والأســـــاليب المتبعة في استخدام أدلة تحديد الأولويات في قرارات التغطية الصحية الشاملة، ولتأكيد دور الصيدلي في رعاية المرضى واعتماد إدخال التصنيف الموحد للمشاكل المرتبطة بالأدوية ضمن برامج السلامة الدوائية.