النسيم - سعيد الهنداسي
البحر والغوص والسفر بحثا عن لقمة العيش قديما والذكريات الجميلة والأخطار التي يتعرّض لها البحّار في رحلته من الصباح الباكر حتى العودة والوصول إلى بر الأمان، كل هذه الأحداث والصور كانت حاضرة في حديثنا مع الوالد سالم بن عبدالله الهنداسي القادم من بلدة الغليل الساحلية في ولاية السويق والذي يحضر في متنزه النسيم من خلال مشاركته في مهرجان مسقط 2018.
خبرة السنين
بدأ الوالد سالم الهنداسي حديثه معنا حول مشاركته في مهرجان مسقط يقول: بداية أشكر القائمين على هذا المهرجان بدعوتهم لي للمشاركة من خلال هذا الموقع والذي أعرض من خلاله مجموعة من الأدوات الخاصة بمهنة الصيد وهي مهنة الآباء والأجداد تعلمناها منهم ومارسناها لأكثر من 50 عاما. ويضيف: معي في هذا المكان شبكة الصيد التي تُعرف محليا (بالشقه) ويتم من خلالها صيد الأسماك الصغيرة التي تُعرف (بالبريه)، وكنا في السابق نصنع هذه الأدوات بأنفسنا أما الآن فنقوم بشرائها من المحلات المتخصصة ببيع أدوات الصيد.
المهنة الوحيدة
وعن حبه وولعه بمهنة الصيد يواصل الهنداسي حديثه معنا قائلا: مهنة الصيد من المهن المحببة إلى قلبي ولا أمارس مهنة غيرها، أحببناها من حب الأهل وممارستهم لها طوال السنوات الفائتة.
عتاب من الأب
وعن مدى تقبّل الأبناء الآن وممارستهم لمهنة الصيد يُبدي الوالد سالم الهنداسي عتبه على الأبناء فيقول: كنت أتمنّى أن يستمر الأبناء في مزاولة هذه المهنة ولكن هناك عدد قليل الآن من يمارس مهنة الصيد؛ ويعود السبب إلى ارتباط الكثير منهم بالأعمال في القطاعين العام والخاص، ولكن ألاحظ في الفترة الأخيرة عودة بعض الأبناء لممارسة مهنة الصيد خاصة في أيام الإجازات الأسبوعية والسنوية وأوقات الفراغ، وأدعوهم إلى ضرورة الاستمرار في ممارسة هذه المهنة التي تعود بالخير الوفير على من يمارسها.
مواصفات الصياد الناجح
وحول مواصفات الصياد الناجح يضيف الهنداسي: الصيد مهنة تحتاج إلى الصبر بالدرجة الأولى؛ بحيث يجب على الصياد أن يكون صبورا على صيده ولا يستعجل وإذا لم يُوفق في يوم فعليه أن يُعيد الكرّة مرات ومرات كما يجب أن يكون مركِّزا عند رميه لسنارته أو شبكته وأن يختار الأماكن التي توجد فيها الأسماك وأن يختار الطُعم الذي يحبه السمك وكذلك أن يختار أدوات الصيد المناسبة لمختلف الأعماق في البحار، فعلى سبل المثال البحار الأقل عمقا لها أدوات خاصة بينما الأعماق الكبيرة لمياه البحر تحتاج إلى أدوات أكثر وجهد أكبر.
أنواع السفن
وعن أنواع سفن الصيد التي يستخدمها خلال رحلات الصيد أضاف الوالد سالم الهنداسي: هناك أنواع من السفن الصغيرة التقليدية والتي تُسمى (الشاشة) ويتم التجديف فيها بشكل يدوي باستخدام (المجداف) والشراع، وهناك (الهوري) وهذه السفن صغيرة الحجم أصبحت نادرة الاستخدام الآن بعد ظهور السفن الحديثة (الطرادات) التي تستخدم النفط كوقود لتشغيلها والتي تقطع مسافات أكبر عن قوارب الصيد التقليدية القديمة.
تعب ومتعة
ويختم الهنداسي حديثه معنا بقوله: إن مهنة الصيد متعتها في التعب الذي ينتج عنه وبعد أن ترى الأسماك أمامك يذهب عنك كل شعور بالتعب يمكن أن يكون حاضرا في تلك اللحظة، وأتمنى من الأبناء أن يستفيدوا من الخدمات التي توفّرها الحكومة للشباب عبر المعاهد ومؤسسات تأهيل الصيادين في تعلّم مهنة الصيد.
إشترك عبر خدمة أخبار “الشبيبة “ على الواتساب لتصلك آخر و أهم الأخبار.
للإشتراك أرسل كلمة “ أشترك “ على الأرقام التالية:
تواصل معنا لعرض مشكلتك
