الدهون المتحوّلة.. تأثيرات صحية

مزاج الثلاثاء ٠٢/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٢٠ ص
الدهون المتحوّلة.. تأثيرات صحية

خاص -
هناك ثلاثة مصادر رئيسية للطاقة من الغذاء وهي: الدهون والبروتين والكربوهيدرات، ويحتاج إليها الإنسان بنسب معيّنة محددة، تحدد كميتها للشخص الواحد على حسب الوزن والطول والعمر ومعدل النشاط البدني للجسم خلال اليوم الواحد، ومصدر الطاقة «الدهون» دائماً يتبادر إلى أذهان الكثير من الناس -إن لم نقل الكل- أنه مصدر مضر لصحة الإنسان وعلى الإنسان ألا يتناوله لكي يبقى بصحة جيّدة، على غرار ذلك فالدهون تعتبر مصدراً مهماً جداً للطاقة في جسم الإنسان ويشكّل حوالي (20-30%) من الغذاء الذي يتناوله، وهي مصدر للفيتامينات الذائبة في الدهن مثل (A، E، K، D) ومصدر مهم للأحماض الدهنية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها، ويجب أن نعرف أن للدهون أنواعاً مختلفة مثل الدهون المشبعة والدهون غير المشبعة والدهون المتحوّلة يختلف تأثيرها على صحة الإنسان. في هذا الموضوع سنسلّط الضوء على نوع الدهون المتحوّلة التي لها عدة مسميات منها (المهدرجة والتقابلية)، التي هي في الأصل نوع من الدهون غير المشبعة تشبّعت بالهيدروجين في مرحلة التصنيع وأطلق عليها الدهون المهدرجة.

مصادر الدهون

المتحوّلة أو المهدرجة

1) توجد بشكل طبيعي في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم ومشتقات الألبان، حيث إن بعض الشركة تضيفها بشكل كبير في مشتقات الألبان مادة حافظة للمنتج.
2) تتكون بشكل اصطناعي من خلال عملية الهدرجة، وهي تحويل الزيوت النباتية السائلة إلى مادة جامدة يطلق عليها زبدة نباتية.
3) توجد في الأطعمة المقلية كالبطاطس والدونات وغيرها.

أسباب استخدامها

وتستخدم اليوم بشكل كبير في الغذاء وذلك يعود لعدة أسباب كلها تصب في صالح الشركات المنتجة له:
1) التكلفة: الزيوت المهدرجة أرخص ثمناً من زيت الزيتون وزيت الكانولا وغيرها من الزيوت المفيدة النباتية.
2) تزيد من مدة الصلاحية للمنتج، حيث إنها تساهم في استقرار الزيت، وبالتالي تجعل المنتجات تتحمّل أقسى الظروف ولا تتأثر بالظروف المحيطة بها، وهذا يزيد من ربح الشركات.
3) تحسّن نكهة ومذاق وقوام الطعام فيصبح لذيذاً وطرياً، وبتالي يزيد من استخدام المنتج والتردد عليه.

مضار الدهون المتحوّلة

هناك عدة مضار مسجلة لهذا النوع من الدهون بل يعتبر أنه لا توجد أي أدنى فائدة من استخدامه في الغذاء حيث إن تناول الدهون المتحوّلة تحتاج إلى 51 يوماً لتأييضها مقارنة بالزيوت الطبيعية التي تحتاج إلى 18 يوماً لتأييضها في الجسم. وفي العام 2013 قدّمت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في تقرير أولي أن الزيوت المهدرجة جزئياً ليس معترف بها كلياً كغذاء آمن للبشر، ومن مضارها:
1) أنها ترفع نسبة الكولسترول الضار في الجسم (LDL CHOLESTEROL) ويقلل من الكولسترول النافع (HDL CHOLESTEROL) مما يزيد الخطر من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
2) تزيد من احتمال الإصابة بمرض السكر لأنها تساهم في تراكم الدهون في منطقة البطن وبتالي مقاومة هرمون الأنسولين وبالتالي ظهور المرض بشكل مبكر.

الدهون المتحوّلة في الطعام

تتوفر الصورة المصنعة من الدهون المهدرجة في السلع المخبوزة كـ(الفطائر والكعك البسكويت والمقرمشات)، والوجبات الخفيفة مثل (الفشار المعبأ في أكياس الميكرويف، رقائق البطاطس والذرة، الأطعمة المقلية التي تتطلب القلي الغزير مثل قلي اللحوم والدجاج، العجين المبرد مثل البيتزا الجاهزة وغيرها)، مبيض القهوة والسمن الاصطناعي.
يجب على المستهلك الانتباه لها عند التسوّق لشراء المنتجات الغذائية، منها: خال من الكولسترول، خال من الدهون الحيوانية، زيوت نباتية مهدرجة وزيوت نباتية مهدرجة جزئياً، حيث تدل هذه المصطلحات أنها تحتوي على الهيدروجين في تركيبها وبالتالي تزيد من الخطورة والإصابة بارتفاع نسبة الكولسترول في الجسم.

نصائح يجب اتباعها

للتقليل من استهلاك الدهون المتحوّلة لنكون بعيدين عن الأمراض المزمنة التي ترتفع يوماً بعد يوم هناك عدة نصائح يجب اتباعها:

1) اقرأ الحقائق الغذائية عند التسوّق، ويجب التركيز على نوع الدهون التي يحتوي عليها المنتج لأنه في بعض المنتجات يكتب قليل الدسم وفي نفس الوقت تحتوي على نسبة من الزيوت النباتية المهدرجة المضرة، حيث يعتقد المستهلك أن الزيوت النباتية المهدرجة هي أفضل من الدهون الحيوانية ويستخدمها بشكل يومي في وجباته، لذلك إذا كان المنتج يحتوي على صفر من الزيوت المهدرجة فهي آمنة للاستخدام.

2) قم بزيادة كمية الألياف في الوجبات الأساسية لتقليل من امتصاص الدهون المتحوّلة لأن الألياف تعمل على طرد الدهون المأخوذة في الوجبة وبالتالي تقل نسبة الدهون المتحوّلة التي يستقبلها الدم وبالتالي تقل نسبة الكولسترول في الجسم.
3) تجنّب الزبدة النباتية واستبدلها بزيوت نباتية طبيعية.
في النهاية، نتمنى أن نصل إلى هدف هو التقليل من الحالات المترددة إلى المستوصفات الصحية نتيجة الاستخدام المفرط للدهون المتحوّلة التي هي البداية للإصابة بالأمراض المزمنة التي تعتبر ثقلاً كبيراً على المريض وعلى اقتصاد الدول. دمتم بصحة وسلامة.

أخصائية التغذية: أنوار بنت زاهر العبرية

مركز الغبرة الصحي