خاص - ش
اتسمت كلمة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بالواقعية في التعامل مع الأزمة من جهة، والحكمة في تدارك الخسائر والحيلولة دون تفاقمها من جهة أخرى.
"ينبغي أن يكون مقر سفارات الدول المعتمدة لدى الدولة الفلسطينية في مدينة القدس الشرقية" جملة محورية جاءت في خطاب ابن علوي نجحت بامتياز في تشخيص العلاج ورسم مسار التحركات العربية التي ينبغي أن تحدث وتكون محور الخطة التي طالب بها معاليه للتعامل الأمثل مع الأزمة.
بحنكة الدبلوماسي، وبخبرته الواسعة أدرك الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن الرهان ليس فقط على إجبار واشنطن على التراجع عن خطوتها، وإنما في المبادرة العربية بالتحرك دوليا باتجاه أن تكون القدس الشرقية مقراً لسفارات الدول المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية، وهو الأمر الذي يحسم القضية لصالح العرب ويفوت الفرصة على إسرائيل، علاوة على أنه يمنع توابع زلزال القرار الأمريكي ويفرغه من محتواه.
من المتوقع أن تنشط دبلوماسية الكيان الإسرائيلي في القريب لتشجيع دول أوروبية على نقل سفاراتها إلى القدس أسوة بالولايات المتحدة، وهو ما أكدته دعوة سابقة لتل أبيب لنقل كل السفارات إلى القدس حينما طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يناير الفائت بنقل كل السفارات الأجنبية من تل أبيب إلى القدس، وليس السفارة الأمريكية وحدها، وذلك مع اقتراب موعد لقائه الأول بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وقال نتنياهو لدى بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته "يجب على السفارة الأمريكية أن تكون هنا في القدس". واعتبر نتنياهو أنه "من الجيّد ألا تكون السفارة الأمريكية الوحيدة هنا، بل يجب على جميع السفارات الانتقال إلى هنا".
من جهة أخرى ومما يؤكد رجاحة الفكرة التي طرحها معالي يوسف بن علوي ويعطيها زخماً وقوة دفع، وجود حالة تعاطف دولي وأوروبي مع القضية العربية والرفض الشامل للقرار الأمريكي، وهو ما يمكن الاستدلال عليه بالتعهد الأوروبي بعدم نقل السفارات إلى القدس، حين أعلن دبلوماسي أوروبي، الجمعة أنه لن يتم نقل أي من سفارات الدول الأوروبية لدى إسرائيل إلى القدس ما لم يتم التوصل إلى حل نهائي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، حسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الألمانية.
وقال رالف طراف، ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين، في بيان صحفي: إن «الاتحاد والدول الأعضاء فيه سيستمرون باحترام الإجماع الدولي، ولن ننقل أياً من سفاراتنا إلى القدس، ما لم يتم التوصل إلى الحل النهائي».