قصر "آل عبد الهادي".. أفخم المباني التاريخية في مدينة نابلس

مزاج الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٥٥ م
قصر "آل عبد الهادي"..
أفخم المباني التاريخية في مدينة نابلس

نابلس - العمانية
يعتبر قصر آل عبد الهادي واحدًا من القصور التي بنيت على الطراز المعماري العثماني في البلدة القديمة من مدينة نابلس واحدة من أكبر مدن الضفة الغربية وأهمها موقعا ويرمز إلى العمارة الإسلامية الشرقية التقليدية ويقع على سفح جبل "جرزيم" في منطقة تتوفر فيها ينابيع المياه.
والزائر إلى القصر بإمكانه مشاهدة الحجارة الكبيرة على جدرانه السميكة ذات النوافذ المقوسة العالية والبوابات الكبيرة العالية المزخرفة بالرسومات ذات الطابع الإسلامي وباحات كبيرة هي سمات البناء العثماني.
يقول عبد الرحيم عواد مدير دائرة تطوير المواقع الأثرية في وزارة السياحة الفلسطينية لوكالة الأنباء العمانية إن قصر آل عبد الهادي من أضخم وأفخم المباني إن لم يكن من اكبر المباني التاريخية العريقة في مدينة نابلس شيده محمود عبد الهادي سنة 1820م عندما كان حاكم نابلس في العهد العثماني حيث اعتمدت الدولة العثمانية في حكم نابلس على ثلاث عائلات هي عبد الهادي وطوقان والنمر وفي تاريخ آل عبد الهادي كان اشهرهم حسين عبد الهادي الذي برز دوره على الساحة السياسية الفلسطينية مطلع القرن ال19 أما مركز العائلة الإقطاعي فهي بلدة عرابة القريبة من مدينة جنين.

وعلى ارض عرابة ما زالت أيضا قصور آل عبد الهادي ماثلة تحكي حكايات اكبر إقطاعيات فلسطين أما العائلات الثلاث التي حكمت في نابلس فشيدت القصور الجميلة وكانت تشكل مقرًا لإدارة شؤون حكمهم للمدينة التي تستمد عراقتها وعنوانها التاريخي من هذه القصور وغيرها من المعالم التاريخية التي تزخر بها المدينة. وما يميز القصور في مدينة نابلس أن بعض غرفها ما زالت مأهولة بالسكان.

يقع القصر على سفح جبل "جرزيم" في حي القريون وهي منطقة كانت معروفة بكثرة ينابيع المياه فيها وأقيم القصر على مساحة هكتارين شغلت معظمها حديقته التي شبهها زوار القصر بالحدائق المعلقة لكثرة أشجار التوت والحمضيات.

يقول عواد يتألف القصر من قسمين متصلين ومنفصلين في آن واحد مما يدلل على تميز هندسة البناء في ذلك الوقت فكما قال عنه خبراء الآثار إن القصر يجمع بين شكل القصر في بنائه والقلعة في حصانتها وبيت الحاكم في فخامته، والقسم السفلي من القصر يدعى السلملك أي قسم الاستقبال والقسم العلوي هو الحرملك وهو قسم إقامة الأهل والأقارب والمحرمين على الغرباء من العائلة.

والقصر له مدخلان واحد للضيوف والثاني للإسطبلات يصل بينهما ممر بدائي تمت تغطيته في أربعينيات القرن الفائت لأن الناس توقفوا عن استخدام الدواب في تنقلاتهم، واكثر ما يستهوي زوار قصر آل عبد الهادي تلك النخلة الباسقة التي يزيد عمرها على 200 عامٍ وتتوسط باحة القصر وشجرة خشخاش تملأ المكان برحيق لا ينسى فيما تختلط جذور الشجرة بجذور شجرة توت عملاقة يتسابق زائرو المكان لالتقاط الصور تحت معرشها فيما تبدو ظاهرة للعيان في الجهة الغربية للقصر آثار الدمار الذي خلفه الزلزال والذي ضرب المدينة عام 1927م.

ويحتوي القصر على 144 غرفة كبيرة الحجم مساحة كل منها لا تقل عن 60 مترا مربعا ولا يقل ارتفاعها عن سبعة أمتار ويتوسط سقفها صحن تحيط به زخرفة إسلامية. أما سطح الغرف فيأخذ شكل القباب فيما قصارة الجدران هي عبارة عن خليط من الشيد والليف وتعجن بالزيت بدل الماء، فإذا كان الطابق الأرضي إسطبلا للخيول فان الطابق الأول من القصر كان مقرا لاستقبال الضيوف وفي العام 1948م تم تحويل غرف الطابق الأول إلى روضة أطفال والطابق الثالث عبارة عن غرف واسعة استخدمت للمعيشة والطبخ وهي الحرملك.
وفي عام 2004م تحديدا ليلة عيد الميلاد تعرض القصر لتدمير من جنازير الجرافات الإسرائيلية الهمجية التي غرست أنيابها بأسواره بحجة البحث عن مطلوبين وبكل بربرية مزقت جرافات الاحتلال جزءا كبيرا من أبنيته التي تعتبر رموزا معمارية ثقافية ومشاهد حضارية بالغة القدم والأهمية وتعتبر ثروة قومية ووطنية لأنها ترمز لفن العمارة الإسلامية الشرقية التقليدية.