منحوتات عبدالباسط في المركز الثقافي الفرنسي

مزاج الخميس ٠٩/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٤ ص
منحوتات عبدالباسط في المركز 

الثقافي الفرنسي

مسقط -
فتح معرض فتنازيا الثاني أبوابه للجمهور مساء أمس الأول في المركز الثقافي الفرنسي، وهذا المعرض للفنان د.حسين عبدالباسط حسن الأستاذ المساعد بقسم التربية الفنية في جامعة السلطان قابوس، ورعى حفل الافتتاح سعادة السفير المصري صبري مجدي صبري، ومجموعة من الفنانين من الجامعة والجمعية العمانية للفنون التشكيلية، ونخبة من المهتمين والمثقفين.

وحول معرضه ذكر د.حسين عبد الباسط بأنه يضم 25 عملاً نحتياً متنوعاً بين المسطح والمجسم في إطار المعالجات الهندسية والعضوية، وبأفكار ترتبط بالفنتازيا الخيالية التي تعبِّر عن اهتماماته التي ظهرت في مراحل أعماله المختلفة من مشواره الفني، وقد حاول البحث فيها عن لغة شكلية جديدة ترتبط بتكوينه الفني الذي جرى صقله بالتقنية والتشكيل، ساعياً إلى تكوين علاقات جمالية يكتمل فيها الشكل والمضمون في إطار علاقات مركبة ظهرت في الأعمال الجدارية والمجسمة، إذ أمكن أن يجد أفكاراً ترتبط بعالمه المجرد، كما جرد الأشياء من مضمونها ليعطي مساحة واسعة من التخيل لتكوين مفردات جديدة، فبناء الأفكار من المشاكل الأساسية التي تواجه الفنان، وقد تستغرق وقتاً في ظل التفكير التقليدي، وإذا وجدت الأفكار أصبح كل شيء سهلاً، وفي بعض الأحيان تكون التقنية والخامة مدخلاً للإبداع، وهي من المداخل التي سمح بها الفن المعاصر، ولكن لا تكتمل الفكرة في ضعف من التقنية والممارسة، وهو ما يجعل الأفكار جزءاً وليست كلاً.
لقد حاول الفنان الاستفادة من الإمكانات المادية في تجسيد أفكاره الأولية، وهو ما استغرق وقتاً من التجريب والبحث عن حلول وبدائل لتوصيل الفكرة.
تبلورت الأفكار الأولى للدكتور حسين عبد الباسط حسن في مرحلة دراسة الدكتوراة التي كانت ترتبط بالخيال العلمي، فقد كان إيمانه بأن الفن التشكيلي له دور ممتد في حياتنا ليس من جانب الفكرة فقط بل من جانب التقنية والمهارة التي يمتلكها الفنان، وهو ما جعله يبحث عن الأفكار التي جمعت بين الخيال والعلم، ودراسة أثر الخيال على نمو قدرات الإنسان وتطوير حياته المادية، وكيفية استغلال ذلك في الوصول إلى أشكال مبتكرة تفرض واقعاً جديداً مرتبطاً بشخصيته.
المعرض مسيرة فترة زمنية تختلط بين مراحل فنية سابقة وأخرى لاحقة، وهو ما يمثل عرضاً لتاريخه الفني، يحمل مراحل تفكير ودراسة محملة بالتقنية والتجريب في العديد من الخامات، وهو ما جعل مراحل إنتاج السنوات العشر الأخيرة مراحل استقرار فني، تدور حول المسطح أو الجدارية، التي استخدم فيها التحليل الهندسي بكثرة ومواضيع تعبر عن فكر مجرد يرتبط بالسواكن المحيطة من أسطح وصخور ومسطحات مائية للبحث عن علاقة غير تقليدية، توجد آفاقاً تشكيلية تختلط بين واقعية المعالجة وخيالية التجريد، لتوجد علاقة جديدة تفرضها الخامة ذات الأسطح الناعمة والملامس البارزة.
وحول هذا المعرض يقول د.أشرف العتباني أستاذ تاريخ الفن والتذوق: «بأسلوب متفرد عبر فلسفة تنتهج مفهوم التفكيك والتركيب بصياغة مختلفة، تجمع بين اتجاهات عدة، فعلاقة الأضداد والجمع بينهم من أهم معايير فنون ما بعد الحداثة، وهذا ما نراه في هذا المعرض، إذ تمكن الفنان د.حسين عبدالباسط من الجمع بين الطبيعي والصناعي الساكن والمتحرك، الهندسي والعضوي، القوة والمرونة، الوحدة والانفصال، والكتلة والفراغ، وهذا يشكل صعوبة فنية تستوجب إيجاد حلول جميلة للطرح ومعالجات بأسلوب واضح باستعراض وانتقاء عناصر ورموز هي أقرب للجماد، ولكنها حملت وعبرت عن أحاسيس ومشاعر إنسانية، في حالة الانقسام والتوالد والازدحام والانكماش، وهذا ما ظهر جلياً في بعض الأعمال.