مسقط – ش
ضمن جهود جامعة السلطان قابوس الرامية إلى تحقيق الجودة في برامجها الأكاديمية والحصول على الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات دولية، حققت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية الاعتماد التخصصي لعدد من برامجها الدراسية في درجتي البكالوريوس والماجستير، بعد أن كانت الكلية قد حققت العام الفائت اعتمادا مؤسسيا لها من قبل المؤسسة الألمانية لضبط الجودة (AQAS) ، ولمدة ست سنوات اعتباراً من يوليو 2016 وحتى سبتمبر 2022 وهي المدة القصوى التي تمنحها هذه المؤسسة للمؤسسات الأكاديمية داخل ألمانيا وخارجها.
وحصلت برامج البكالوريوس والماجستير في قسم الجغرافيا، وبرنامج البكالوريوس في قسم الموسيقى والعلوم الموسيقية، وبرامج البكالوريوس والماجستير الأربعة في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي على الاعتماد الأكاديمي الدولي من قبل مؤسسات ألمانية متخصصة في ضبط الجودة واعتماد البرامج الأكاديمية إلى جانب برنامج ماجستير قسم دراسات المعلومات.
ومنحت هذه الوكالة، الاعتماد الأكاديمي لبرنامجي البكالوريوس والماجستير في قسم الجغرافيا لمدة خمس سنوات اعتبارا من مايو 2017، إلى جانب اعتماد برنامج البكالوريوس لقسم الموسيقى والعلوم الموسيقية لمدة خمس سنوات أيضا.
وتُعد هذه الوكالة والتي تقع في مدينة كولون بجمهورية ألمانيا الاتحادية، جهة مستقلة غير ربحية وواحدة من أكبر المؤسسات في الاتحاد الأوروبي المسئولة عن اعتماد مؤسسات وبرامج التعليم العالي داخل ألمانيا وخارجها.
إلى جانب ذلك تمكنت الكلية من الحصول على الاعتماد الأكاديمي التخصصي لبرنامجي البكالوريوس والماجستير لكل من تخصصي علم الاجتماع والعمل الاجتماعي لمدة خمس سنوات اعتبارا من يوليو 2017 من قبل المؤسسة الألمانية للاعتماد الأكاديمي المتخصصة في مجال الصحة والعمل الاجتماعي، وهي مؤسسة متخصصة في اعتماد البرامج الدراسية في العديد من المجالات التعليمية وبرامج مؤسسات التعليم العالي، مع التركيز بشكل خاص على الصحة والعلوم الاجتماعية.
ويركز عمل المؤسسة على ضمان معايير موحدة دوليا لمجموعة واسعة من الشهادات العلمية من خلال دعم ضمان الجودة والتنمية المستمرة.
ويشير عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية د. محمد بن علي البلوشي أن قضية ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي من القضايا التي شغلت وما زالت تشغل اهتمام جامعة السلطان قابوس، وقد انعكس ذلك على الاهتمام بالأنظمة التعليمية بها والسعي المتواصل نحو تحسين وتطوير التعليم بمختلف كلياتها وأقسامها وهو ما يتيح التعامل والتفاعل مع معطيات العصر وتحدياته، إلى جانب المحافظة على سمعة أكاديمية متميزة وهوية معترف بها محلياً واقليمياً ودولياً. وشدد الدكتور عميد الكلية على أهمية الانجاز الذي حققته أقسام الكلية المختلفة في جهودها الرامية لتحقيق الاعتماد الأكاديمي، مؤكدا على دور الهيئات الأكاديمية والفنية والإدارية وطلبة الكلية فيما تحقق في هذا المجال.
وتضيف الدكتورة شيخة بنت سالم المسلمي رئيس قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي إلى ان الاعتماد الأكاديمي للبرامج الدراسية في القسم سيساهم في تحسين جودة التعليم ومنها ما يتعلق على سبيل المثال بالخطط الدراسية وآلية التعليم والتعلم وآلية التقييم والامتحانات ومراقبة تقدم الطلبة وإنجازاتهم والدعم الأكاديمي ووفرة المصادر التعليمية إلى جانب متابعة الخريجين والتواصل مع المجتمع المحلي.
وأضاف د. محمد الشربيني ممثل القسم في لجنة ضبط الجودة والاعتماد الأكاديمي بأن تحقيق الاعتماد الأكاديمي للبرامج الدراسية في القسم سيمكن طلاب القسم من استكمال دراساتهم سواء في مرحلة البكالوريوس أو في الدراسات العليا في الجامعات العالمية المرموقة.
وسبقت هذه الانجازات، تحقيق كل من قسم السياحة وقسم دراسات المعلومات الاعتماد الأكاديمي لبرامجهما حيث حصل قسم السياحة على الاعتماد الدولي من المؤسسة الألمانية AQAS ولمدة خمس سنوات، اعتبارا من أبريل 2016، وهو الاعتماد الثاني الذي يحصل عليه القسم حيث نجح في الحصول على اعتماد المنظمة العالمية للسياحة (UNWTO TedQual) وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة.
في حين نجح قسم دراسات المعلومات في تحقيق الاعتماد الأكاديمي لبرنامجي البكالوريوس والماجستير من قبل المؤسسة البريطانية (CILIP) وهو المعهد المعتمد للمهنيين في المكتبات والمعلومات ومقره في العاصمة البريطانية لندن.
وتعد المؤسسة أحد أعرق المؤسسات التي تقدم خدماتها لقطاع المعلومات، وقد نجحت في اعتماد برامج معظم أقسام المعلومات بالمملكة المتحدة، والصين، وهونكونج، والكويت، وسلطنة عمان، وغيرها من الدول.
ويشير الدكتور نبهان بن حارث الحراصي، مساعد العميد للدراسات العليا والبحث العلمي أن هذه المؤسسة قامت بتطوير مجموعة متكاملة من المهارات والكفايات المعرفية الخاصة بمتخصصي المعلومات، وأن من الأسباب المهمة للارتباط بهذه المؤسسة هو وجود خطة شاملة ومفصله بمراحل الاعتماد الأكاديمي، تعد بمثابة دليل دقيق الأقسام للوصول الى الجاهزية لمرحلة التقييم والزيارة الميدانية ثم وصولا إلى الاعتماد.
ويرى الدكتور جمال بن مطر السالمي رئيس قسم دراسات المعلومات إلى أن ممارسات قسم دراسات المعلومات اختلفت بعد الاعتماد حيث أصبحت أكثر تنظيما ووضوحا، وتم على إثرها إنشاء قاعدة بيانات تضم بداخلها جميع مشاريع التخرج وأطروحات طلبة الماجستير والدكتوراه، وإنشاء محرك بحث باهتمامات جميع أعضاء هيئة التدريس. وتم التواصل مع شركات عالمية ذات علاقة بالتخصص لتعزيز فرص التعاون والتدريب، ومن أمثلتها إرسال مجموعة من طلبة القسم للتدرب في شركة إنفوفورت في دبي خلال صيف 2017، ويعمل القسم حاليا على تطوير معمل تدريبي متكامل تدعمه شركات القطاع الخاص يكون نموذجاً على مستوى الخليج العربي.
ويضيف الدكتور طلال بن يوسف العوضي رئيس قسم الجغرافيا أن الكلية تعمل حاليا على إعداد خطة خارطة الطريق لما بعد مرحلة الاعتماد الأكاديمي، حيث تركز خطة العمل على ركائز عديدة منها المحافظة على المكتسبات السابقة الخاصة بالجودة وتدعيمها وبالذات في مجال تحسين البنية التعليمية. وتقوم عمادة الكلية بالتنسيق مع الأقسام الاكاديمية بها والاستفادة من المراكز البحثية في الجامعة على تأسيس هوية بحثية للكلية بحيث تسمح بتداخل البحوث في العلوم الاجتماعية.
جدير بالذكر أن جهود كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في تعزيز جودة البرامج الدراسية فيها شملت أيضا عمليات مراجعة وتقييم دولية للبرامج التي تطرحها أقسام اللغة العربية وآدابها واللغة الانجليزية وآدابها من قبل مقيمين خارجيين من مؤسسات دولية وعربية.
وقد مرت جهود تحقيق الاعتماد المؤسسي والبرامجي ومراجعة البرامج الأكاديمية بمرحلة طويلة من التخطيط والإعداد، بداية مع تشكيل عمادة الكلية لفريق عمل مصغر عام 2013، ضم مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بالكلية لإعداد تقرير الدراسة الذاتية، ومن ثم تولت هذه المجموعة مسؤولية صياغة الردود على معايير مؤسسات الاعتماد المختلفة، بدعم وتوجيه مستمر من لجنة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي في الكلية.