اتهامات على ضفتي الخليج

الحدث الأربعاء ٠٨/نوفمبر/٢٠١٧ ١٢:١٤ م
اتهامات على ضفتي الخليج

الرياض - طهران - عواصم - وكالات

عاد التوتر مجدداً بين السعودية وإيران بعد تبنّي حركة أنصار الله اليمنية لعملية إطلاق صاروخ باليستي على المملكة العربية السعودية حيث اتهمت الرياض طهران بتزويد الحركة بالصواريخ واعتبرته عدواناً عليها فيما نفت طهران ذلك على لسان مسؤول بالخارجية الإيرانية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قوله أمس الثلاثاء إن قيام إيران بتقديم صواريخ لفصائل في اليمن عدوان عسكري مباشر.

ونسبت الوكالة لولي العهد قوله في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «إن ضلوع النظام الإيراني في تزويد حركة أنصار الله بالصواريخ يعدّ عدواناً عسكرياً مباشراً من قِبل «النظام الإيراني»، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة». وكانت قوات الدفاع الجوي السعودية قد اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته حركة أنصار الله في اليمن باتجاه الرياض السبت الفائت.
ونفت إيران صلتها بإطلاق الصاروخ رافضة التصريحات السعودية والأمريكية التي تدينها قائلة إنها تصريحات «مدمرة ومستفزة» ومحض «افتراءات».
واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في حديث مع شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية أمس الأول الاثنين حزب الله اللبناني بإطلاق صاروخ على الرياض من أراض تسيطر عليها حركة أنصار الله اليمنية التي تخوض قتالاً ضد القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه هادي منصور المدعومة من قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وقال الجبير: «فيما يتعلق بالصاروخ... الذي أُطلق على الأراضي السعودية، فقد كان صاروخاً إيرانياً أطلقه حزب الله من أراض يسيطر عليها «الحوثيون» في اليمن».
وقال إن الصاروخ يشبه آخر أُطلق في شهر يوليو على ينبع في السعودية وكان مصنوعاً في إيران وجرى تفكيكه وتهريبه إلى اليمن ثم أعادت عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله تجميعه «وبعدها أُطلق على السعودية».
ورداً على إطلاق الصاروخ قال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إنه سيغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية المؤدية إلى اليمن لوقف تدفق السلاح على «المتمردين الحوثيين» من إيران. ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تدهور الأزمة الإنسانية في اليمن والتي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها دفعت نحو سبعة ملايين يمني إلى شفا المجاعة وتسببت في إصابة ما يقرب من 900 ألف بالكوليرا.

مواجهة مع إيران

توترت العلاقات الأمريكية السعودية خلال عهد أوباما الذي شعرت الرياض أنه يعتبر التحالف معها أقل أهمية من التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.

لكن إدارة ترامب تعهدت بالتصدي لإيران بفاعلية أكبر في المنطقة. وتشاطر إدارة ترامب السعودية وجهة نظرها بأن إيران تزعزع استقرار المنطقة عبر عدد من الوكلاء في دول منها لبنان وسوريا واليمن. وتنفي طهران تلك المزاعم.
وفتحت الأحداث التي شهدتها السعودية في الأيام القليلة الفائتة الباب على ما يبدو أمام احتمال حدوث مواجهة أشد مع إيران وحلفائها.
واتهمت السعودية لبنان يوم الاثنين بإعلان الحرب عليها بسبب ما تصفه بعدوان حزب الله المدعوم من إيران على المملكة.
واستقال السياسي اللبناني المتحالف مع السعودية سعد الحريري من رئاسة وزراء لبنان يوم السبت حيث أعلن استقالته من الرياض ملقياً باللوم على إيران وحزب الله.
وأشادت الولايات المتحدة أمس الأول الاثنين بالمملكة العربية السعودية «لفضحها» دور إيران في اليمن وتزويد طهران للمسلحين الحوثيين هناك بأنظمة صاروخية وذلك عقب اعتراض صاروخ أُطلق صوب العاصمة السعودية الرياض يوم السبت.
وقال الميجر أدريان رانكين جالاوي المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) «نواصل الحفاظ على علاقات دفاعية قوية مع المملكة العربية السعودية ونعمل معاً بخصوص الأولويات الأمنية المشتركة لتشمل العمليات القتالية ضد الجماعات المتطرفة العنيفة وإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».
واتهمت السعودية لبنان أمس الأول الاثنين بإعلان الحرب عليها بسبب ما سمّته عدوان حزب الله اللبنانية على المملكة في تصعيد حاد لأزمة تهدد استقرار البلد الصغير.
ووجد لبنان نفسه مرة أخرى في واجهة الصراع على الهيمنة في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران منذ أن أعلن سعد الحريري استقالته من رئاسة الوزراء يوم السبت ملقياً باللوم على إيران وحزب الله.
وقال وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان لتلفزيون العربية «سوف تُعامَل الحكومة اللبنانية كأنها حكومة إعلان حرب على المملكة العربية السعودية» بسبب ما وصفه بعدوان جماعة حزب الله.
وعاب السبهان على حكومة الحريري فشلها في التحرك ضد حزب الله خلال عام لها في السلطة وقال «هناك من سوف يردعه ويجعله يعود إلى كهوفه الموجود فيها في جنوب لبنان».
وأضاف السبهان: «يجب على اللبنانيين جمعياً أن يعوا هذه المخاطر وأن يعملوا على تدارك الأمور قبل أن تصل إلى نقطة لا رجعة فيها».
وأضاف السبهان أنه تم إبلاغ سعد الحريري الذي أعلن استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية يوم السبت بأن أعمال العدوان التي يقوم بها حزب الله تعتبر «إعلان حرب على المملكة العربية السعودية من قِبل لبنان ومن قِبل حزب الله اللبناني».
ولم يوضح الإجراءات التي قد تتخذها المملكة ضد لبنان الدولة المثقلة بالديون والتي ما تزال في طور إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990 والتي يشكّل اللاجئون السوريون ربع السكان فيها. ولم يصدر تعليق بعد من الحكومة اللبنانية.
وفي خطاب بثه التلفزيون يوم السبت أعلن الحريري الاستقالة وقال إنه يخشى من مخطط لاغتياله متهماً إيران وجماعة حزب الله المتحالفة معها بزرع الفتنة في العالم العربي.
ودفعت استقالة الحريري بلبنان مرة أخرى إلى واجهة الصراع على الهيمنة في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران.
وقالت الأمم المتحدة أمس إن أسعار الوقود في اليمن قفزت أكثر من 60% وارتفاع غاز الطهي 100% وصفوف طويلة أمام محطات البنزين منذ قيام التحالف بغلق جميع المنافذ اليمنية، مشيرة إلى أنه إذا لم يُعاد فتح شريان إغاثة لليمن فسيكون الأمر كارثياً لسبعة ملايين مواطن يواجهون المجاعة، وناشدت التحالف بقيادة السعودية السماح بدخول واردات الغذاء والوقود إلى اليمن.