مسقط – ش
تظل حرب السادس من أكتوبر 1973 خالدة في ذاكرة الأمة العربية وعقلها الجمعي ما بقي الزمن، وتظل أدوار أبطالها مصريين وعرب تيجانا على رؤوسهم يحكي عنهم التاريخ ما يشاء..
لاشك أن سلاح النفط كان له دور فعال في إحراز النصر، لا يقل عن أي سلاح مقاتل داخل القوات المسلحة.
متى بدأ الحديث عن إمكانية استخدام النفط كسلاح في المعركة؟ ومن هو أول من نادى باستخدامه؟
التقرير الآتي يستعرض التسلسل الزمني لبلورة فكرة استخدام البترول في المعارك، هذا التسلسل الذي يثبت تاريخا أسبقية دعوة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- لاستخدام النفط كسلاح بجانب القوة العسكرية.
- مايو 1973
قبل الحرب بخمسة أشهر كاملة جاءت دعوة جلالته لاستخدام سلاح النفط خلال حرب أكتوبر موثقة في صحيفة الدستور الأردنية التي أكد عبرها في الخامس من مايو 1973 قائلا: "يجب على الدول العربية المنتجة للنفط أن تركز انتباهها على الطريق الذي يسير في نفطها حتى لا يصدر إلا إلى البلاد التي لا تعادي الأمة العربية.
- يونيو 1973
مرة أخرى وقبل الحرب بأربعة أشهر وفي حوار مع مجلة المصور المصرية بتاريخ 23 يونيو 1973 قال جلالته: "إن البترول سلاح ذو حدين، فإذا أمكن استخدامه كوسيلة للضغط فقد يفيد من هذه الناحية، ولكنه من ناحية أخرى قد يضر بمصالح البلاد التي تعتمد اعتمادا كليا على هذا البترول في دخلها القومي، وهذا الدخل قد يستخدم في تدعيم اقتصادات هذه البلاد وتقوية جيوشها لمواجهة هذا العدوان، وفي مساندة المواجهة ضد العدوان، ولذلك فعندما نفكر في قطع البترول عن هذه الدول فيجب أن نبحث أولا عن أسواق جديدة لتسويقه وأعتقد أن هذا ميسور".
- أغسطس 1973
قام الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بزيارة سرية للعاصمة السعودية الرياض، والتقى بالعاهل السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، حيث كشف له السادات عن قرار الحرب على إسرائيل إلا أنه لم يخبر الملك فيصل عن موعد الحرب، مكتفيا بالقول إن الحرب قريبة. وقد طلب السادات خلال اللقاء أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ النفط للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية.
- أكتوبر 1973
في السابع عشر من أكتوبر عقد وزراء النفط العرب اجتماعاً في الكويت، تقرر بموجبه خفض إنتاج النفط بواقع 5% شهريا ورفع أسعار النفط من جانب واحد.
في 19 من الشهر نفسه طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونجرس اعتماد 2.2 بليون دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل الأمر الذي أدى لقيام الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى لإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما أوجد أزمة طاقة في الولايات المتحدة الأمريكية.