ورق الشجر غذاء وغطاء أطفالهم لاجئو الروهينجا.. هل من مغيث؟

الحدث الخميس ٠٥/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٦ ص
ورق الشجر غذاء وغطاء أطفالهم 

لاجئو الروهينجا.. هل من مغيث؟

عواصم – – وكالات

قالت المنظمات الإنسانية التي تساعد لاجئي الروهينجا المسلمين في بنجلاديش أمس الأربعاء إنها بحاجة إلى 434 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة للمساعدة في إنقاذ حياة ما يصل إلى 1.2 مليون شخص الكثير منهم من الأطفال.

وتقدر أعداد مسلمي الروهينجا الذين فروا إلى بنجلاديش هربا من العنف والإضطهاد في ميانمار بنحو 809 آلاف شخص منهم أكثر من نصف مليون وصلوا منذ 25 أغسطس للانضمام إلى 300 ألف من الروهينجا الذين كانوا موجودين بالفعل في بنجلاديش.
وقال روبرت واتكينس منسق الأمم المتحدة المقيم في بنجلاديش: «الروهينجا في كوكس بازار في شدة الضعف فالكثيرون يعانون من صدمة قاسية ويعيشون الآن في أوضاع صعبة للغاية». وكوكــس بازار منطـقة حــدوديــة في بنجلاديــش يصــل إليها معظم الروهينجا الفارين.
وتواجه بنجلاديش والمنظمات الإنسانية صعوبات لمساعدة 509 آلاف من الروهينجا وصلوا منذ 25 أغسطس عندما أثارت هجمات شنها متشددون من الروهينجا ردا عسكريا عنيفا من ميانمار وصفته الأمم المتحدة بأنه تطهير عرقي.
وقال واتكينس إن تدفق اللاجئين مستمر يوميا وإن خطة الوكالات تتضمن احتمال وصول 91 ألفا آخرين.
وأضاف أن «الخطة تستهدف 1.2 مليون شخص بينهم كل اللاجئين الروهينجا و300 ألـــف من الجـمـاعـات البنجلاديشية المضــيـفــة».
وقال: «الاستجابة السريعة من المانحين لهذه الخطة ضرورية للغاية حتى يتسنى للمنظمات الإنسانية مواصلة أنشطة حيوية لإنقاذ أرواح الروهينجا في بنجلاديش وتوفير الحماية لهم».

ورق الشجر ملاذهم

تساقطت الأمطار بغزارة على منطقة بازار كوكس في بنجلاديش والتي تمتلئ باللاجئين الروهينجيين الهاربين من العنف الطائفي والعسكري في ميانميار.
ونشرت وكالة الأنباء رويترز، صوراً لأطفال أقلية الروهينجـا المســلمة يحتمون تحت ورق الأشجار، هربا من الأمطار الغـزيرة التي تتســاقط عليها في مخيماتهم غير الصالحة بمنطقة بازار كوكس في بنجلاديش.

تشكيك

في وقت سابق، أبدى الروهينجا المسلمون في بنجلاديش تشككهم في فرص عودتهم إلى ميانمار رغم تأكيد حكومتها أنها ستقبل عودة من يثبت أنهم لجأوا إلى بنجلاديش.
وتنفي ميانمار التطهير العرقي وتقول إنها تقاتل إرهابيين من الروهينجا أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات على قوات الأمن. وقالت الحكومة إن كل من يثبت أنه لاجئ سيسمح له بالعودة بمقتضى تدابير تم ترتيبها مع بنجلاديش العام 1993.
واتفق البلدان يوم الاثنين على العمل لوضع خطة عودة اللاجئين وأكد متحدث باســم حكومــة ميانمــار إنهــا ســتنفذ الاتفاق بشرط أن يكون لدى اللاجئين الأوراق التى تثبت وضعهم، غير أن كثيرين من اللاجئين في مخيمات في بنجلاديش سخــروا مــن الخـطــة.
وقال رجل ذكر إن اسمه عبدالله: «كل شيء احترق حتى الناس احترقوا» مستبعدا أن يكون لدى الناس وثائق تثبت أحقيتهم في البقاء في ميانمار، ولب المشكلة أن الأغلبية البوذية في ميانمار ترفض منح الجنسية للأقلية المسلمة وتعتبر أفرادها متطفلين من بنجلاديش، وسلم مسؤول في وزارة الخارجية في بنجلاديش بأن العملية صعبة.
وكانت بنجلاديش تستضيف قرابة 400 ألف من اللاجئين الروهينجا قبل موجة النزوح الأخيرة غير أن ميانمار قالت إنها لن تقبل إلا من وصلوا إلى بنجلاديش بعد أكتوبر الفائت عندما أدى هجوم عسكري ردا على هجمات لمتمردين إلى فرار 87 ألفا من الروهينجا إلى بنجلاديش.
لكن حتى إذا كان لدى اللاجئين وثائق فكثيرون يخشون العودة دون الحصول على الجنسية الكاملة خشية أن يظلوا عرضة للاضطهاد تحت القيود التي عاشوا مكبلين بها سنوات.
وقالت أمينة كاتو (60 عاما) وهي تضحك: «إذا ذهبنا إلى هناك فسنضطر للعـــودة. إذا أعطــونا حقـوقنا فســنذهب. لكن الناس فعلـــوا ذلك من قبــل واضـطـروا للعــودة».

النزوح يتواصل

من جهة أخرى قالت وسائل إعلام بورمية أن أكثر من 10 آلاف من الروهينجا يتجمعون قرب إحدى نقاط العبور مع بنجلاديش، فيما يتواصل نزوح أفراد هذه الأقلية وسط نقص في المواد الغذائية وتزايد مشاعر العداء تجاههم.
وهذا النزوح المتواصل ودخول أكثر من 500 الف من الروهينجا الى بنجلاديش منذ الشــهر الفائت، يلقي شكوكا على التطبيق العملي لمقترح بورمي أعلن الإثنين، من أجل إعــادة نازحي هـــذه الأقليــة الى قراهــم.
وفرغت ولاية راخين من نصف عدد سكانها الروهينجا في غضون أسابيع، وتواصل أعداد أخرى النزوح لشعورها بعدم الأمان حتى في القرى التي تجنبت الاسوأ في أعمال العنف الدينية التي تجتاح الولاية.
وكتبت صحيفة «جلوبال نيو لايت اوف ميانمار» المدعومة من الحكومة الثلاثاء أن أكثر من «10 آلاف مسلم يصلون إلى الحقول الغربية بين قريتي ليتبويكيا وكونثبين للهجرة الى الدولة المجاورة».
وترفض حكومة بورما الاعتراف بالروهينجا كإحدى المجموعات العرقية، وتطلق عليهم «مسلمون» أو «بنغاليون»، مصطلح الإشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين، وسعت السلطات لطمأنة الروهينجا الفارين إلى أنهم بأمان الآن في راخين، بحسب التقرير، لكنهم يريدون المغادرة «بملء إرادتهم».
ويعاني القرويون من نقص في المواد الغذائية، فيما الخوف في مناطق ذات غالبية من اتنية الراخين تؤججه أعمال العنف وتقارير عن تهديدات بالقتل من قبل جيرانهم البوذيين، وقال كريس ليوا من مجموعة «اراكان بروجيكت» المدافعة عن الروهينجــا لوكالة فرانــس برس «في بعض القرى يخشــون العبور بمحاذاة قرى للراخين»، وإذا ما قرر زعيم قرية للروهينـجـــا المــغادرة فإن جميع الأهالي يتبعــونه ويفرغــون القريــة «في غضون بضع ساعات».