­بالصور.. المستشفى السلطاني يجري عملية زراعة الكبد لأول مرة بالسلطنة

بلادنا الثلاثاء ٠٣/أكتوبر/٢٠١٧ ١٨:٢٦ م
­بالصور.. المستشفى السلطاني يجري عملية زراعة الكبد لأول مرة بالسلطنة

مسقط - ش
استطاع المستشفى السلطاني من تحقيق إنجاز نوعي يعد الأول من نوعه في مسيرة الرعاية الصحية بالسلطنة، يتمثل في زراعة كبد لمريضة تعاني من تليف وورم سرطاني في الكبد.
حيث زار وزير الصحة معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي اليوم الثلاثاء المستشفى السلطاني من أجل الاطئمنان على صحة المريضة التي أجريت لها عملية زراعة الكبد لأول مرة بالسلطنة من قبل الجراح العالمي الدكتور محمد ريلا وهو أحد أبرز جراحين زراعة الكبد على الصعيد الدولي، بالتعاون مع طاقم طبي من المستشفى السلطاني يتألف من الدكتورة نادية بنت عبدالله الحارثية استشارية أمراض الكبد والجهاز الهضمي، والدكتور أحمد بن محمد الكندي استشاري أول جراحة كبد بالبرنامج الوطني لزراعة الكبد، والدكتور سليمان المعمري استشاري جراحة كبد، والدكتورة رملة القصاب، استشارية أولى تخدير إضافة إلى الكوادر الطبية المساعدة والتمريضية من مختلف الأقسام الطبية.
كما قام بزيارة المتبرع لها بالكبد برفقة عدد من المسؤولين والكادر الطبي بالمستشفى.
وفي تصريح لمعالي وزير الصحة قال: "يعد هذا الإنجاز النوعي مرحلة فاصلة في تاريخ خدمات الرعاية الصحية بالسلطنة، فمنذ ما يقارب السنوات العشر الفائتة كان مرضى الكبد يتم إرسالهم لزراعة الكبد خارج السلطنة، لذا أتت هذه الخطة الإستراتيجية بالتعاون مع إحدى المستشفيات بجمهورية الهند الصديقة من أجل إدخال خدمة زراعة الكبد بالمؤسسات الصحية بالسلطنة وتكللت العملية الأولى بالنجاح، ويعد هذا الإنجاز إحدى أبرز الإنجازات الطبية خلال السنوات الفائتة، كما يشرفني أن أتوجه بالشكر للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- على دعمه الدائم للقطاع الصحي".
وشجع معاليه أفراد المجتمع للإسراع بالتسجيل في البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء لإجراء مزيد من العمليات التي من شأنها أن تنقذ أرواح المرضى.
وفي هذا الصدد أوضح مدير عام المستشفى السلطاني د. قاسم بن أحمد السالمي أنه "في بادئ الأمر نتوجه بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى على سلامة المريضة، ومنّته علينا بنجاح أول عملية زراعة كبد في أرض وطننا المعطاء".
وأضاف السالمي: "إن هذا الإنجاز الطبي التاريخي الذي شهده المستشفى السلطاني ليس وَليدُ هذه اللحظة بل هو نتاج ثمار لجهود مضنية بذلت على مدار عامين متواصلين تخللها ابتعاث طاقم طبي من المستشفى للتدريب في أحد أرقى مؤسسات زراعة الكبد على مستوى العالم، وتوفير أحدث المعدات والأجهزة الطبية المستخدمة في هذا المجال، فضلاً عن استقبال بيوت الخبرة العالمية للاطلاع على استعدادات المستشفى السلطاني لتدشين عمليات زراعة الكبد ".
وأشار أن: "تكلل نجاح عملية زراعة الكبد للمريضة يمنحنا دافعاً للمضي قُدماً نحو توسعة وتطوير هذه الخدمة العلاجية بالمستشفى السلطاني، لتشمل تدشين عمليات زراعة الكبد للأطفال في العام المقبل بمشيئة الله سبحانه وتعالى".
ومن جهته قال البروفيسور محمد ريلا: قمنا بالتعاون مع أطباء عمانيين من المستشفى السلطاني بعملية زراعة الكبد من متبرع حي لوالدته التي تعاني من مرض في الكبد، وتمت العملية بتضافر جراحي معهد تشيناي بالإضافة للكوادر الطبية وأطباء التحدير وأخصائيي العناية المركزة بالمستشفى السلطاني، وقد أعرب عن إعجابه بكفاءة الطاقم الطبي من حيث التشخيص والعلاج وأنه سوف يستمر بدعم الطاقم الطبي في السلطنة حتى يتمكنوا من إجراء العملية بشكل مستقل.
كما أكد الدكتور أحمد الكندي والدكتور سليمان المعمري، بأن عملية زراعة الكبد تجرى على مرحلتين هما: ما قبل إجراء العملية ومرحلة زراعة الكبد للمريضة بحيث تتلخص كالآتي: قبل إجراء العملية يخضع المتبرع للعديد من الفحوصات الطبية أبرزها التحقق من مطابقة فصيلة دم المتبرع والمستقبل، وقياس حجم كبد المتبرع والتأكد من سلامته، علاوةً على إجراء فحوصات شاملة للمتبرع للاستيضاح من سلامته من الأمراض المزمنة والمعدية، بعدها تأتي مرحلة زراعة الكبد وتتمثل في إجراء رسم دقيق لكبد المتبرع، ومن ثم استئصال ما بين 60 %-65 % من الكبد، بعد ذلك يتم استئصال كلي لكبد المريضة، وأخيراً يتم توصيل كبد المتبرَع به بالأوردة الدموية والقنوات المرارية بجسم المريضة".
وأكدت الدكتورة رملة القصاب أن "أبرز التحديات التي تواجه تدشين برنامج عمليات زراعة الكبد في أية مؤسسة صحية هي: توافر أطباء جراحة يمتلكون المهارة والدقة المتناهية، وامتلاكهم الخبرة والدراية التامة في مجال أمراض الكبد وأسس علم التشريح له، بالإضافة إلى أهمية توافر طاقم طبي متكامل مُكون من أطباء جراحين الكبد، وأطباء أمراض الكبد، وأطباء وفنيي الأشعة والمختبرات، وأطباء التخدير، وكادر تمريضي متخصص".
وأضافت الدكتور نادية الحارثية أن "عملية زراعة الكبد للمرضى لها العديد من المزايا والإيجابيات أبرزها: تعد زراعة الكبد علاجا ناجعا للمرضى الذين يعانون من تليف وأورام وفشل مزمن في الكبد، كما تُجنب المرضى تكبد عناء السفر إلى خارج السلطنة لإجراء عملية زراعة الكبد -التي تتكفل بها وزراة الصحة بكافة المصاريف- والبقاء بعيداً عن الوطن لفترة طويلة قد تمتد ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر".
وقد عبرت نصرة بنت سالم الهاشمية نائبة مديرة التمريض عن النتائج الطيبة عن حالة المريضة والمتبرع بعد إجراء العملية قائلة: نشعر بالرضا عن التقدم الإيجابي لحالة المريضة والمتبرع، فقد كانت هناك استعدادات كثيرة من قبل الطاقم التمريضي، قبل إجراء العملية وتكمن في تجهيز غرفة العمليات وتجهيز المتبرع والمريضة قبل يومين من إجراء العملية، وكذلك متابعتهما سواء في العناية المركزة أو عند انتقالهما لجناح الجراحة، ونشيد بدور الطاقم الذي تعامل مع الحالة لأول مرة بمنتهى الحرفية والعناية متمنين لهما دوام الصحة.
وقد ثمنت المريضة فاطمة عن الشكر والتقدير لكافة الكوادر العاملة بالمستشفى السلطاني قائلة: "يشرفني في البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى كافة الكوادر الصحية التي أشرفت على عملية زراعة الكبد يتقدمهم الدكتور محمد ريلا، والدكتورة نادية الحارثية، والدكتور أحمد الكندي والدكتور سليمان المعمري، والدكتورة رملة، وذلك على حسن الرعاية والاعتناء بي خلال فترة الفحوصات الطبية ووصولاً إلى مرحلة إجراء العملية".
كما أكد ابن المريضة المتبرع أحمد أن العملية تكللت بنجاح ولله الحمد، مضيفا أنه انطلق في مبادرته لوضع حد لمعاناة والدته من مرض تليف الكبد والأورام السرطانية المصاحبة له، وقد تحتم الواجب الإنساني عليَّ المبادرة في التبرع بجزء من الكبد، وهو شعور نابع من تشجيع عائلتي لي، وثقتي بالكادر الطبي المشرف على عملية زراعة الكبد، كذلك أود التنويه أن من قدرة الله تعالى وفضله وهب الكبد قدرة النمو مرة أخرى والعودة إلى حجمه الطبيعي في فترة زمنية لا تتعدى عن 6-8 أسابيع، علاوةً عن تأكيدات الدراسات والأبحاث الطبية أن نسبة 20 % من الكبد هي قادرة على أداء كافة الوظائف الحيوية في الجسم، لذلك أوجه الدعوة لأفراد المجتمع للمضي قدماً نحو التبرع إذا ما استدعت الحاجة للمساهمة في إنقاذ حياة المرضى وإعطاء الثقة لمؤسساتنا في تقديم العلاج.
أما مشرفو طاقم التمريض المتخصصين في زراعة الكبد فقد أشرفوا على العناية بالمريضة على مدار 12 ساعة بالتناوب وهو أمر استثنائي مراعاة لظروف المريضة الصحية وتأكيداً على إنسانية هذه المهنة التي تعمل في مختلف الظروف، أما طاقم التمريض الذي أشرف على العناية بالمريضة، فكان له دور حيوي في الرعاية الصحية الإكلينيكة للمريضة بعد إجراء العملية حيث قاموا بالمواظبة على العمل طوال الفترة التي كانت موجودة بها في العناية المركزة وتقسيمها فيما بينهم، من حيث متابعة جهاز التنفس الاصطناعي ومتابعة تناول المريضة لأدوية المناعة، ومتابعة أنزيمات الكبد بعد العملية.