استخدام الهاتف النقال أثناء العمل.. ضرورة ملحة أم تسلية مرفهة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٩/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
استخدام الهاتف النقال أثناء العمل.. ضرورة ملحة أم تسلية مرفهة

يواصل عمود نبض قلم نهجه المعتاد في طرح القضايا ذات الصيغة المجتمعية وهذه المرة مع مناشدة وصلت لعمود «نبض قلم» قد يراها البعض عادية ولا ترقى لأن تكون موضوع عمود صحفي، وقد يراها آخرون مناشدة مهمة ملحة خصوصا أولئك الذين تضرروا أو عانوا جراء استخدام الهاتف النقال أثناء ساعات العمل... نترككم مع المناشدة كما وصلت بكل أمانة ومصداقية: «أصبحت الهواتف النقالة وتصفح المواقع الاجتماعية هي الشغل الشاغل في كل وقت، ملأت حياتنا وأوقاتنا، أبعدتنا لا إراديًا عن الجلسات العائلية، الأخوية، الزوجية، والتي تجعل الأشخاص يجلسون تحت سقف واحد كأجساد ولكن شغلهم الشاغل هو الاطلاع على آخر الأخبار والموضات والتجول في حسابات أشخاص مشهورين، يحاولون أن يتطفلوا على حياتهم الخاصة، وتقليدهم التقليد الأعمى في لبسهم، خطوات مشيتهم، أسلوب حياتهم، وفئة أخرى لا همّ لها سوى تصيد أخبار فلان وعلان وترقب أخبار فلانة وعلانة.. هذا كله يحدث على حساب أوقاتنا الخاصة بل والأدهى أنه يحدث في أوقات العمل أيضا وما أكثرها، وهذا بدوره يؤدي إلى التقليل من إنتاجية العمل وعدم الوصول إلى تقديم خدمات بجودة عالية.

موقف مررت به في إحدى الجهات الخدمية حينما دخلت على طبيب يعمل في أحد المستشفيات الحكومية ليقوم بتشخيص طفلي المريض وجدته منشغلا بهاتفه ونتيجة لانشغاله سألني وبعجالة عن الأعراض وبعدما أخبرته قام بإنهاء الأمر بسرعة دون تشخيص كاف بل حتى دون أن يطمئنني عن حالة الطفل، ورجعت بعدها وأنا مستاء جراء ما حدث بسبب الهاتف النقال والله لطف وستر فماذا لو حدثت مضاعفات للطفل بعد ذلك نظرا لسرعة التشخيص من سيكون حينها المسؤول؟ فهل من الضروري وضع قانون يقنن من استخدام الهواتف أثناء تأدية أمانة العمل وهي أمانة وطنية أم على كل طالب خدمة تقبل أمزجة الموظفين ريثما تصله رسالة مرضية ومفرحة لإتمام عمله على الشكل الأمثل؟ ولم لا يكون الموظف هو رقيب نفسه ويعرف متى يستخدم هاتفه النقال ومتى يغلقه عوضاً عن التسيب الحاصل في مؤسسات مرجعية حكومية كانت أو خاصة».

مناشدة في اعتقادي تبعث رسالة واضحة أتمنى أن تصل للجهات المعنية ومنها وزارة الخدمة المدنية ومجلس الشورى والقوى العاملة في إصدار قانون يحدد ضوابط استخدام الهاتف النقال أثناء ساعات العمل لاسيما في بعض الوظائف الحيوية أو تلك التي تقدم خدمات للمراجعين وذلك كما هو معمول به في القطاعات العسكرية.
(خارج النص)... يستغل البعض مواقع التواصل الاجتماعي في تقديم مواد أو مقاطع لا ترقى أبدا لقيم وعادات مجتمعنا الأصيل وديننا الحنيف، وانتشرت مؤخرا مقاطع كثيرة بل وأصبحت تتناقل بسرعة البرق وخصوصا بين جيل الشباب أو من جهة طالبي المتعة والتسلية، ولو كان كل واحد فينا حكم عقله وأوقف تلكم المقاطع عند جهاز هاتفه ولم يساعد على انتشارها لكفى.
رسالة لكل من يفكر بإصدار مثل هذه المقاطع ارتقوا بتفكيركم، وبما تقدمونه فأنتم محاسبون عليه فلا تكونوا كنافخ الكير إِما أن يحرق ثيابك وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة.
ودعوة لكل من يتلقى مثل هذه المواد اجعلها تقف عندك وكن كحامل المسك إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة...
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح.