الحمراء - طالب بن علي الخياري
تعد الحمراء من الولايات العريقة التي ما زالت تحتفظ بالكثير من العادات والتقاليد والقيم والأعراف العريقة التي توارثها أبناء ولاية الحمراء أبا عن جد ولا تخلو الاحتفالات من تلك العادات، فالعيد له طابعه المميز من حيث المشاركة الجماعية بين المواطنين حيث يكون الاستعداد للعيد بشراء أضحية العيد عن طريق التسوق المباشر من هبطة العيد، ويسمى محليًا سوق العيد بالإضافة يقوم فيه المواطن بشراء أضحية العيد حسب استطاعته وعدد أفراد العائلة كما تقوم الأسر بالتزود بملابس العيد وشراء الحلوى العمانية، ومن العادات الطيبة التكافلية يتم توزيع الخل وهو جانب من جوانب مظاهر الأعياد وواحدة من العادات والتقاليد العريقة التي تتميز بها ولاية الحمراء منذ القدم، والتي تمسك بها المواطن نظرا لكونها واحدة من صور التكافل الاجتماعي، والخل عنصر مهم لتجهيز خلطة البهارات التي يعتمد عليها في إعداد الوجبات الغذائية التقليدية من اللحوم والتي من بينها الشواء والمشاكيك وغيرها، وقد تم تخصيص وقف للخل حيث يوزع على المواطنين قبل العيد بيوم واحد.
اليوم الأول
يتم في أول أيام العيد أداء صلاة العيد ثم تبادل الزيارات فيتجمع المواطنون من جميع قرى ومناطق الولاية في مصلياتهم المعتادة، كما أن البعض منهم يكون في ضيافة مكتب سعادة الوالي لتقديم التهاني، والتي تحمل الطابع الرسمي يتم فيها تجديد العهد والولاء لقائد البلاد المفدى متضرعين الى الله عز وجل أن يحفظ جلالته، وأن يمده بالصحة والعافية ويتم خلال استقبال سعادة الوالي للمواطنين تبادل الأحاديث حول ما يهم الولاية والمواطنين الى جانب تبادل التهاني في مجلس السحمة العام والمجالس العامة في مركز الولاية والمناطق التابعة لها، كما يتم تبادل الزيارات بين الأسر كما أن الأغلب يضحي في اليوم الأول من أيام العيد.
اليوم الثاني
أما اليوم الثاني فيتم تجهيز المشاكيك وأعمال إعداد الشواء ودفنه والتجمع على مستوى الأقارب والجيران لأكل لحم المقلي وفي عصرية اليوم الثاني تتم إقامة العيود «العزوة» وهي من العادات المتوارثة يتم من خلالها تقديم الرزحات الشعبية في مواقع الاحتفالات بمرتفع السحمة وفي مسفاة العبريين بينما يتجمع الأهالي من النساء والأطفال والزوار على امتداد المدرجات لمشاهدة ما تقدمه فرقة الفنون التقليدية من رقصات وأهازيج معبرة عن فرحة المواطنين بهذه المناسبة الجليلة، والتي عادة ما تصاحبها فرقة السيف والعازي إلى جانب فرقة البرغام التقليدية وخلال احتفالات العيد فإن هناك تجمعًا للباعة الذين يقومون ببيع لعب الأطفال والحلويات والمرطبات حيث يسعى الأطفال لاقتناء اللعب وما يودون شراءه من المواد الغذائية كالمرطبات والحلويات وغيرها.
كما تتواصل زيارات الأقارب والأرحام والتجمع لتناول الوجبات الغذائية الخاصة بالعيد كالمشاكيك والحلوى العمانية والخضروات والفواكه وغيرها من الوجبات التي يتم إعدادها بالمنزل.
اليوم الثالث
التصبيحة عادة من عادات الأعياد الدينية، والتي تقام في اليوم الثالث للعيد إحياء للموروث التقليـدي الذي توارثه أبناء هذه الولاية أبا عن جد والتصبيحة عادة تميزت بها ولاية الحمراء وهي أيضا أحد مظاهر الاحتفال بالعيد حيث جرت العادة منذ القدم أن يكون هذا اليوم يوم لقاء بين المواطنيـــن بمركـــز الولاية من ناحية والمواطنين من مختلف القرى والمناطق الجبليـــة منها والسهلية التابعة لهذه الولاية إلــى جانــب المواطنين الذين يأتون من ولايات أخرى بحكم رابط العلاقات مع المواطنين كالصداقة أو النسابة والمصاهرة هنا ومشاركاتهم هذه الولاية في أفــراحهــا بالأعياد خاصة منذ القدم حيث يأتي أولئك المواطنون إلى موقع إقامة التصبيحة.