الشروط تنسف خيال الهدنة في سوريا

الحدث الاثنين ٢٢/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
الشروط تنسف خيال الهدنة في سوريا

عواصم – ش – وكالات

يتمسك طرفي النزاع في سوريا بشروطهما حيال تنفيذِ هدنةٍ لوقفِ إطلاق النار في سوريا، حيث قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه مستعد لوقف إطلاق النار بشرط ألا يستخدم "الإرهابيون" وقف القتال لصالحهم وأن توقف الدول التي تساند مقاتلي المعارضة دعمها لهم، وفي المقابل أعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب أن فصائل المعارضة المسلحة أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية.
وبينما أعلنت الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف ضرورة التوصل إلى وقف لاطلاق النار في سوريا في أسرع وقت ممكن، وعدت روسيا بمواصلة تقديم الدعم للحكومة السورية لمحاربة المجموعات "الارهابية"، ما يجعل من موسكو وواشنطن على مفترق طرق حيال الأزمة السورية.
ويأتي موقف لموسكو حيال الحرب في سوريا، انطلاقاً من حفظ المصالح الوطنية لروسيا، حيث أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن القوات الروسية تدافع في سوريا عن مصالح روسيا الوطنية، مشيراً إلى إن الإرهابيين في سوريا، يصفون روسيا صراحة بـ"العدو"، ولا يخفون خططهم التوسعية.
وفي العودة إلى تصريحات الأسد؛ قال الرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة الباييس الإسبانية "أعلنا أننا مستعدون.. المسألة تتعلق أولا بوقف النار.. لكن أيضا بالعوامل الأخرى المكملة والأكثر أهمية.. مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم." وأضاف أن أي هدنة يجب أن تضمن "منع البلدان الأخرى.. وخصوصا تركيا.. من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة.. أو أي نوع من الدعم اللوجيستي"، وذلك بحسب النص الذي نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) نقلاً الباييس الإسبانية.
وتستخدم دمشق كلمة إرهابيين لوصف كل المسلحين الذين يقاتلون ضد الجيش السوري. وتدعم تركيا وقوى إقليمية أخرى وكذلك دول غربية المسلحين الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد في حين تقدم إيران وروسيا وجماعة حزب الله اللبنانية الدعم لقوات الحكومة السورية.
وردا على سؤال بشأن احتمال إرسال قوات برية تركية وسعودية إلى سوريا قال الأسد "سنتعامل معهم كما نتعامل مع الإرهابيين ... وبالنسبة لنا كمواطنين سوريين فإن خيارنا الوحيد هو أن نقاتل وأن ندافع عن بلدنا."
وفشلت محاولات للاتفاق على هدنة في الشهور الأخيرة. وتتقاسم روسيا والولايات المتحدة رئاسة أحدث جولات المحادثات في مقر الأمم المتحدة بجنيف. واتفقت القوى العالمية في ميونيخ في 12 فبراير على وقف العمليات القتالية في سوريا للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى هناك.
وللمعارضة السورية شروطها؛ إذ رياض حجاب بتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر في وفد المعارضة السورية إلى جنيف قوله إن المحادثات الأمريكية الروسية التي عقدت قبل يومين خرجت بنص مشترك لوقف الأعمال العدائية في سوريا، سيدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع من إعلانه، لكنه أشار إلى أن نص الاتفاق يستثني تنظيم داعش وجبهة النصرة.
ميدانيا؛ قتل 46 شخصا على الأقل وجرح العشرات في تفجيرين بوسط مدينة حمص السورية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وجاء في وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن التفجيرين تم سيارتين مفخختين في شارع الستين، وأسفرا عن مقتل 25 شخصا، وجرح العشرات.
ونقلت الوكالة عن محافظ حمص، طلال البرازي، قوله إن التفجيرين وقعا قرب مدخل حي الأرمن، بكميات كبيرة من المتفجرات، وإن الجرحى إصاباتهم بالغة الخطورة.
وألحق التفجيران أضرارا كبيرة في المنازل المحيطة، وحافلات النقل العامة والخاصة، لأن المكان مركز لانطلاق الحافلات على خط الكورنيش الشرقي، حسب الوكالة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن أغلب الضحايا من المدنيين، ويرجح أن يرتفع عدد الضحايا، نظرا لخطورة الإصابات. وكانت منطقة الزهراء تعرضت الشهر الفائت إلى تفجيرين أسفرا عن مقتل 19 شخصا.
إلى ذلك؛ ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان إسرائيل غيرت تعاملها مع الحرب الأهلية السورية، وأكد المحلل العسكري - السياسي لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل على ضوء الانتصارات التي حققتها الحكومة السورية بمساعدة روسية وإيرانية، يبدو أن تعامل إسرائيل مع ما يحدث في سوريا قد تغير.
وتابع: "نجحت إسرائيل في أن تتجنب قدر الإمكان التدخّل في الحرب الأهلية التي ستظهر كميل إلى جانب أحد الأطراف ورغم أن مسؤولين في إسرائيل قد أدانوا بشدة استخدام السلاح الكيميائي والإضرار بالسكان المدنيين، لم تتخذ أية خطوة معلنة ضد الحكومة السورية.
وفي السنوات الأخيرة، يقف في أول سلم الأولويات الإسرائيلي منع نقل السلاح المتطور إلى أيدي حزب الله اللبناني، وهو موقف منسق، كما يبدو، مع الحكومة الروسية. وأشار هرئيل إلى أن الحرب في سوريا خدمت، حتى الآن، المصالح الإسرائيلية دون أن تضطر إسرائيل للقيام بأية خطوة. وكتب "في نظر إسرائيل، سيعتبر انتصار الأسد نتيجة سيئة لأنه سيعزز موقف إيران، والذي تحسن بكل الأحوال بشكل ملحوظ منذ الاتفاق النووي في فيينا.