ريال شهريا من كل موظف للمساجد

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٣/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
ريال شهريا من كل موظف للمساجد

علي بن راشد المطاعني

أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تعميما لوكلاء المساجد بتحمل تكاليف خدمات الكهرباء والمياه للمساجد، وأن الوكيل هو المسؤول عن ‏المسجد في خطوة تهدف إلى تحمل مسؤولية دور العبادة من جانب القائمين على المساجد والمصلين معهم إزاء بيوت الله في أرضنا الطيبة مصدقا لقوله تعالى:

{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.. التوبة آية 18.
فتحديد مسؤولية إدارة المساجد وتسديد فواتير الخدمات يحمل الكثير من الدلالات باتجاه دفع الناس لفعل الخير وهو الهدف الأسمى الذي يتطلع إليه الجميع، فهذه الخطوة تقود إلى مبادرة أفضل في إسهام جميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين بريال شهريا لإعمار بيوت الله في السلطنة، وهي مبالغ تُسخر من قبل المسؤولين وتوجه لصيانة المساجد وتسديد فواتير الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الضرورية، على أن تحول المبالغ إلى حساب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتتولى الإشراف على تسديد فواتير المياه والكهرباء وصيانة المساجد بما يتبقى من المبالغ، وعلى أن يفتح للموظفين ورجال الخير الباب للتبرع لأعمار وصيانة المساجد.
بعض المساجد لها أوقاف وأموال يصرف عليها منها، وبعض الجوامع لها من يصرف عليها، فهذه ستكون غير معنية بهذه الخدمة، فالكثير من دور العبادة في البلاد لها أموال وأصول، ولكن الكثير منها تنفق عليها الحكومة من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والآن هناك اتجاه لخصخصة شركات الكهرباء.
فهذه المبادرة يمكن أن تجمع ما يربو على نصف مليون ريال شهريا، ستة ملايين ريال سنويا تكفي لتسديد فواتير الخدمات وصيانة المساجد وفق الأولويات.
أثناء زيارتنا لسنغافورة سألنا وزير الشؤون الخارجية السنغافوري عمّن يصرف على المساجد والمعابد والكنائس فرد قائلا إن الدولة تخصم دولارا سنغافوريا شهريا من كل صاحب ديانة، ولديهم مبالغ كبيرة لبناء المساجد وصيانتها والصرف على الخدمات فيها.
بالطبع البعض قد يعارض مثل هذه الأفكار المتقدمة الهادفة إلى لم شمل الجميع بأعمال الخير بأبسط المبالغ لكنها لها أثر كبير عليه في الدنيا والآخرة تلك هي الصدقات عينها وذاتها، والتي ستعود بالنفع على بيوت الله لتكون عامرة ومشرقة ومشرفة ونظيفة.
نأمل أن يبدأ تطبيق هذه المبادرة كإحدى الخطوات التي تترجم اهتمامنا الأكيد ببيوت الله عز وجل، فذاك هو المغنم الأهم.