مسقط - يوسف بن محمد البلوشي
يوضح التقرير السنوي الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن نسبة التعمين في قطاع الفنادق تبلغ 29.2 في المئة فقط، وذلك بحسب الأرقام المسجلة في العام 2016.
ويعدّ قطاع الفنادق البنية الأساسية للقطاع السياحي الذي يشكّل بدوره إحدى ركائز التنويع الاقتصادي، ويشهد نموًا ملحوظًا في الاستثمارات، ورغم ذلك فإن نسبة التعمين فيه هي الأقل بين القطاعات الرئيسية، ما يطرح أسئلة حول التحديات التي يواجهها القطاع وإمكانية رفع نسبة توظيف العمانيين فيه.
ويقول عضو مجلس إدارة شركة المدينة للمنتجعات والفنادق م.عبدالرحمن بن عِوَض برهام: «عند احتساب التعمين بقطاع الفنادق يجب النظر إلى الوظائف غير المباشرة التي يُوجِدها هذا القطاع، كالنقل الخاص والتسوق وغيرها»، مشيرًا إلى أن النظرة الكلية للقطاع ستعزز من الفرص الوظيفية للشباب العماني.
ويوضح برهام: «إن قطاع الفنادق بحد ذاته غير جاذب للشباب العماني بسبب تدني بعض الوظائف به وانخفاض مزاياها الوظيفية نتيجة التنافسية العالمية لهذا القطاع مما يستدعي خفض الكلفة التشغيلية للفندق للمحافظة على جاذبيته للنزلاء والذي ينعكس بدوره على الجاذبية للبلد بشكل عام».
ويفيد برهام بأن «النسب الحالية يمكن رفعها إلى متوسط 40 % إذا توافرت الجهود اللازمة»، مؤكدًا أن «ثمة فنادق حققت نسب تعمين تزيد عن 40 % بينما لم تستطع فنادق أخرى القيام بالأمر نفسه لظروف مختلفة من بينها أنها منشآت جديدة أو بسبب منافسة الوظائف الحكومية خلال الفترة الفائتة قبل تداعيات أسعار النفط».
وأكد برهام أن «تحقيق القيمة المُضافة في قطاع الفنادق وزيادة الكوادر الوطنية به يحتاجان إلى توحيد المظلة المشرفة على هذا القطاع لتتولى تلك الجهة تنظيم العمل في القطاع بما فيه الموارد البشرية».
من جانبه قال الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشركة الصاروج، سمعان كرم: «إن النظرة المجتمعية للوظائف الفندقية وانخفاض مرتباتها من أهم أسباب عدم إقبال الشباب العماني عليها».
وأضاف كرم أن «التسمية الوظيفية لها أهمية كبيرة لدى الشباب العماني مما يستدعي مراجعة تسمية الوظائف الفندقية وجعلها أكثر جاذبية للشباب مع ضرورة زيادة الحوافز الوظيفية لها».
وأشار كرم إلى أن «الوظائف الفندقية تحقق فرصًا كبيرة لشاغليها منها سهولة التدرج الوظيفي وكذلك كسب المعارف والعلاقات التي تساعد في الحصول على وظائف بمرتبات أعلى».
وشدّد كرم على «ضرورة تغيير النظرة المجتمعية لقطاع الفنادق والعاملين به إذ إن الدول المتقدمة تولي أهمية عالية له لكونه من واجهات البلد والمسوّق لها أمام النزلاء، ويتقاضى الموظفون في القطاع مرتبات جيّدة».
وأضاف كرم أنّ «على الجهات الحكومية التنسيق مع الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والخاصة لإدخال بعض الاختصاصات الفندقية والضيافة ضمن برامجها مع ضرورة إكساب الشباب اللغات الأجنبية للعمل بالقطاع الفندقي».
وبحسب التقرير، بلغ عدد العمانيين العاملين في فنادق فئة 5 نجوم 1272 عاملًا وبنسبة 33 في المئة من إجمالي العاملين، بينما بلغ عدد المواطنين العاملين في فنادق فئة 4 نجوم 930 عاملًا وبنسبة 30.9 في المئة، أما المواطنون العاملون في فنادق 3 نجوم فيبلغ عددهم 308 وبنسبة 18.8 في المئة.