«المستهلك»: احذروا ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬المعرّضة‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس

مؤشر الأربعاء ٠٢/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
«المستهلك»: احذروا ‬عبوات‭

‬المياه‭ ‬المعرّضة‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس

مسقط-
للوقاية‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬الاستخدام احذروا‭ ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬المعرّضة‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس، يُمثّل‭ ‬الماء‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬مُطلقًا، ‬ونظرًا‭ ‬لهذه الأهمية‭ ‬فقد‭ ‬تسابق‭ ‬المستثمرون‭ ‬والمصانع‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الماء‭ ‬للمستهلكين‭ ‬عبر‭ ‬عبوات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬مختلفة‭ ‬الحجم‭ ‬والشكل، تخضع‭ ‬لمواصفات‭ ‬قياسية‭ ‬أقرتها‭ ‬منظمات‭ ‬عالمية‭ ‬وإقليمية.‬ لكنّ‭ ‬الماء‭ ‬الذي‭ ‬يُعطي‭ ‬الصحة‭ ‬للإنسان‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ضارًا‭ ‬به‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬إنتاجه‭ ‬ونقله‭ ‬وتوزيعه،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تعريضه‭ ‬المباشر‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس خصوصا‭ ‬في‭ ‬المركبات‭ ‬حيث‭ ‬يتسبب‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تفاعلات‭ ‬تنتج‭ ‬عنها‭ ‬مواد‭ ‬ضارة.

‬في‭ ‬البداية‭ ‬يقول‭ ‬هلال‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬مدير‭ ‬دائرة‭ ‬تنظيم‭ ‬ومراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬إن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك ‬تقوم‭ ‬بجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬مراقبة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمس‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المستهلك،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسلامة‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬فإنه‭ ‬تتم‭ ‬معاينة‭ ‬أماكن‭ ‬حفظها‭ ‬بالمحلات‭ ‬والمراكز‭ ‬التجارية‭ ‬المختلفة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬المحلات‭ ‬والمراكز‭ ‬التجارية‭ (‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توزيع‭ ‬منشورات‭ ‬إرشادية‭) ‬بضرورة‭ ‬مراعاة‭ ‬طرق‭ ‬تخزين‭ ‬المياه‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬المضرة،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إخلال‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬المياه، ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬الهيئة‭ ‬بمخاطبة‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬بضرورة‭ ‬إلزام‭ ‬شركات‭ ‬تعبئة‭ ‬المياه‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬أثناء‭ ‬نقل‭ ‬وتوزيع‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬المحلات‭ ‬والمراكز‭ ‬التجارية‭ ‬والمنازل‭ ‬والمنشآت‭ ‬الأخرى‭ ‬كالوزارات‭ ‬وشركات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاصة‭.‬
وأضاف‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬قامت‭ ‬بتسجيل‭ ‬بعض‭ ‬المخالفات‭ ‬لبعض‭ ‬الشركات‭ ‬وفقا ‬للمادة‭ (‬22‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬رقم‭ ‬66‭/‬2014‭ ‬والمادة‭ (‬21‭)‬ مــن‭ ‬اللائحـة‭ ‬التنفيذيـة‭ ‬لقانون‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬رقم‭ ‬77‭/‬2017‭ ‬يتم‭ ‬مخالفة‭ ‬المنشآت‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬والقرارات‭ ‬واللوائح‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

بين‭ ‬المستهلك‭ ‬والتاجر

ووجه‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬المستهلكين‭ ‬إلى القيام‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬لأجل‭ ‬سلامة‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المستخدمة‭ ‬كعدم‭ ‬تعريض‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬داخل‭ ‬المحل‭ ‬وحفظها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬غير‭ ‬مواجه‭ ‬للأشعة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حفظها‭ ‬وتخزينها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مواد‭ ‬ضارة‭ ‬وملوثة‭ ‬وعن‭ ‬مصادر‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة،‭ ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬للمزودين‭ ‬أيضا‭ ‬الالتزام‭ ‬بعدم‭ ‬بيع‭ ‬وعرض‭ ‬وتسويق‭ ‬المياه‭ ‬خارج‭ ‬المحل،‭ ‬مما‭ ‬يعرضها‭ ‬لحرارة‭ ‬الشمس‭ ‬وظروف‭ ‬الطقس‭ ‬الأخرى،‭ ‬بل‭ ‬يتم‭ ‬حفظها‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬مناسبة‭ ‬داخل‭ ‬المحل‭ .‬ وعلى‭ ‬المستهلك‭ ‬بدوره‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬لوجودها‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬تخزين‭ ‬موائمة‭.‬

وعي‭ ‬المستهلك‭ ‬

وأشار‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬إلى أن‭ ‬المستهلك‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لديه‭ ‬وعي‭ ‬جيد‭ ‬بعدد‭ ‬مرات‭ ‬استخدام‭ ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬البلاستيكية‭ ‬للشرب، ‭‬ففي‭ ‬استطلاع‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الهيئة‭ ‬بتويتر‭ ‬تبين‭ ‬أن ‭‬‮48‬%‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬يستخدمون‭ ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬صحي‭ ‬وجيد،‭ ‬بينما ‭‬‮14‬%‭ ‬منهم‭ ‬يستخدمونها‭ ‬لمرتين‭ ‬و‭‬‮38‬%‭ ‬فقط‭ ‬يستخدمونها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرتين،‭ ‬ولكننا‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يتزايد‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬مستقبلاً‭.‬

خطر‭ ‬الحرارة‭ ‬والبرودة

ويعتبر الباحث‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬التربة‭ ‬والمياه‭ ‬والهندسة‭ ‬الزراعية‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬الزراعية‭ ‬والبحرية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس د.‬منصور‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬الهدابي أنه ‬كي‭ ‬نفهم‭ ‬الأخطار‭ ‬والمشاكل‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعلب‭ ‬البلاستيكية‭ ‬المستخدمة‭ ‬لحفظ‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أولاً‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬الداخلة‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬هذه‭ ‬العلب‭ ‬والعوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬عليها‭ .‬ويضيف: «‬عندما‭ ‬تتعرض‭ ‬العلب‭ ‬البلاستيكية‭ ‬للبرودة‭ ‬الزائدة‭ ‬أو‭ ‬الحرارة‭ ‬الزائدة‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سيؤثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬سلبيًا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬هذه‭ ‬العلب‭ ‬ستتحرر‭ ‬وتنتقل‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬مصنفة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مواد‭ ‬مسرطنة‭ .‬ويوضح‭ ‬الهدابي‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬نقل‭ ‬علب‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬وحفظها‭ ‬تحت‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬معينة‭ ‬ويجب‭ ‬أيضا‭ ‬حفظها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكاثر‭ ‬الطحالب‭ ‬فيها‭.‬ من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬أشار‭ ‬الأستاذ‭ ‬منصور‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العلب‭ ‬البلاستيكية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬إلا‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط، ‭ ‬لذلك‭ ‬لجأت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬لوضع‭ ‬علامة‭ ‬أسفل‭ ‬العلبة‭ ‬توضح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العلبة‭ ‬للاستخدام‭ ‬الواحد‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬استخدامها‭ ‬و‬تدويرها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة».

فلاتر‭ ‬المياه

ويؤكد ‬الهدابي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬طلبة‭ ‬جامعة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬تُعنى‭ ‬بجودة‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متعلق‭ ‬باستخدام‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعبأة ‬والظروف‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أبحاثًا‭ ‬أخرى‭ ‬أجريت‭ ‬لدراسة‭ ‬جودة‭ ‬مياه‭ ‬المنازل‭ ‬بعد‭ ‬استخدام‭ ‬الفلاتر،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يلجأ‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬لتركيب‭ ‬الفلاتر‭ ‬المنزلية‭ ‬لتنقية‭ ‬المياه‭ ‬الموجودة‭ ‬بخزانات‭ ‬المنازل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬استخدامها‭ ‬للشرب‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬الفلترة‭ ‬لتقليل‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬المعبأة،‭ ‬لكن‭ ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يجهل‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة،‭ ‬وإن‭ ‬هناك‭ ‬عمرًا‭ ‬افتراضيًا‭ ‬لأي‭ ‬فلتر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬استبداله‭ ‬بعد‭ ‬فترة،‭ ‬ولذلك‭ ‬تجد‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفلاتر‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للشرب‭ ،‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬منزوعة‭ ‬الأملاح‭ ‬وكذلك‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشوائب‭ ‬والبكتيريا‭ .‬ويتمنى‭ ‬الهدابي‭ -‬كونه‭ ‬مستهلكًا‭ ‬للمياه‭ ‬المعبأة‭ -‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعة‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬العلامة‭ ‬الخاصة‭ ‬بنوعية‭ ‬العلبة‭ ‬ومدى‭ ‬إمكانية‭ ‬استخدامها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬سطح‭ ‬العلبة‭ ‬بخط‭ ‬واضح‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أسفلها، ‬كما‭ ‬يتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬رقابة‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬بها‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬وحفظها‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬للمستهلك‭ ‬وهي‭ ‬بجودة‭ ‬عالية‭.‬

مواصفة‭ ‬قياسية

ويذكر‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬المعولي‭- ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التحاليل‭ ‬العامة‭ ‬للمياه‭ ‬والمعادن‭ ‬الثقيلة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬مختبرات‭ ‬الأغذية‭ ‬والمياه‭ ‬بوزارة‭ ‬البلديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وموارد‭ ‬المياه‭ -‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مواصفة‭ ‬فنية‭ ‬قياسية‭ ‬خليجية‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعبأة‭ ‬أصدرتها‭ ‬هيئة‭ ‬التقييس‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ،‬ويشير‭ ‬المعولي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المواصفة‭ ‬القياسية‭ ‬تتضمن‭ ‬بنودًا‭ ‬عديدة‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الإنتاج، ‬وانتهاءً‭ ‬بالنقل‭ ‬والتوزيع‭. ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬النقل‭ ‬والتخزين‭ ‬والتداول‭ ‬فإن‭ ‬المواصفة‭ ‬أوجبت‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬نقل‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعبأة‭ ‬بأية‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬مناسبة‭ ‬تفي‭ ‬بحمايتها‭ ‬من‭ ‬التلف‭ ‬والتلوث،‭ ‬تحت‭ ‬نفس‭ ‬الظروف‭ ‬والتخزين‬، ‬وأن‭ ‬تخزن‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعبأة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬مواد‭ ‬سامة‭ ‬أو‭ ‬ضارة‭ ‬وبعيدة‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬وعن‭ ‬مصادر‭ ‬التلوث‭ ‬وفي‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الغرفة‭ .‬وأن‭ ‬تخزّن‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعبأة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬جيدة‭ ‬التهوية، ‭‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬تعرض‭ ‬مياه‭ ‬الشــرب‭ ‬المعبأة‭ ‬عند‭ ‬بيعــها‭ ‬أو‭ ‬تســويقها‭ ‬خارج‭ ‬محـلات‭ ‬البيع،‭ ‬حيث‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تعريض‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المعبأة‭ ‬إلى‭ ‬أشــعة‭ ‬الشـمس‭ ‬وحرارتها، ‬وظروف‭ ‬الطقس‭ ‬الأخرى‭.‬

عدم‭ ‬الاستخدام‭ ‬والإبلاغ‭ ‬الفوري

ويؤكد‭ ‬سعيد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سيف‭ ‬الرواحي -الذي‭ ‬كان‭ ‬مشرفا‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬مصنع‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬قريات‭ -‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الماء‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬عالية، ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحرارة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ذوبان‭ ‬مادة‭ ‬سامة‭ ‬ناتجة‭ ‬من‭ ‬العلبة، ‬بتلك‭ ‬الحرارة‭ ‬وتنتج‭ ‬عنه‭ ‬مادة‭ ‬سامة‭ ‬خطيرة‭ ‬عند‭ ‬استخدام‭ ‬الشخص‭ ‬لذلك‭ ‬الماء، ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬يُنصح‭ ‬بعدم‭ ‬تعريض‭ ‬تلك‭ ‬العبوات‭ ‬للحرارة‭ ‬الشديدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬التبريد‭ ‬العالي‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تجمّد‭ ‬الماء‭ ‬فهو‭ ‬أيضا‭ ‬خطير،‭ ‬فعند‭ ‬الذوبان‭ ‬تنتج‭ ‬تلك‭ ‬السموم‭ ‬وتختلط‭ ‬بالماء‭ .‬وينصح‭ ‬الرواحي‭ ‬المستهلكين‭ ‬بعدم‭ ‬شراء‭ ‬تلك‭ ‬المياه‭ ‬واستخدامها‭ ‬إذا‭ ‬وجدوها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬غير‭ ‬صحي،‭ ‬وأن‭ ‬يقوموا‭ ‬بإبلاغ‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لوقف‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬الصحية،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭.‬

جهل‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬الصحية

ويقول‭ ‬محفوظ‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬القصابي ‭-‬رجل‭ ‬أعمال‭ -‬إن‭ ‬الأغلبية‭ ‬تشتري‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‭ ‬للشرب‭ ‬من‭ ‬المحلات‭ ‬الصغيرة‭ ‬أو‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬الكبيرة، ‬والأغلبية‭ ‬تشتري‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬لحفظها‭ ‬لأيام‭ ‬في‭ ‬المنزل، وأيضا‭ ‬أغلب‭ ‬الشركات‭ ‬الكبيرة‭ ‬تشتري‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الموزعة‭ ‬للمياه‭ ‬المعدنية‭ ‬المعبأة‭ ‬في‭ ‬قارورات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬كبيرة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬المستمر‭ ‬الكثير، ‬وأصبح‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‭ ‬منتشر‭ ‬النطاق‭ .‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬سواء‭ ‬الكبيرة‭ ‬أو‭ ‬الصغيرة‭ ‬تتكدس‭ ‬لديها‭ ‬البضاعة‭ ‬مما‭ ‬يضطرهم‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬أمام‭ ‬المحل‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬مما‭ ‬يعرضها‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭ .‬ويؤكد‭ ‬القصابي‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬ربما‭ ‬لجهل‭ ‬بعض‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحلات‭ ‬لشــروط‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الماء‭.‬
‬ويقول‭ ‬القصابي‭ ‬إن‭ ‬دراسة‭ ‬بريطانية‭ ‬حديثة‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬شرب‭ ‬المياه‭ ‬المعبأة‭ ‬في‭ ‬قارورات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬ومتروكة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬يعرضها‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬بمرض‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ .‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬الدراسة‭ ‬ذاتها- ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬الباحث‭ ‬شيريل‭ ‬كرو ‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬جراحات‭ ‬الأورام‭ ‬عام ‭-‬2012 ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬المتروكة‭ ‬في‭ ‬السيارات‭ ‬تتعرض‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬والركود،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحرارة‭ ‬تتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬المصنوعة‭ ‬منها‭ ‬العبوة‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬وتقوم‭ ‬بتحرير‭ ‬مادة‭» ‬الديوكسين‭ «‬شديدة‭ ‬الخطورة،‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عينات‭ ‬الأنسجة‭ ‬المسببة‭ ‬لسرطان‭ ‬الثدي، ‭‬وتمنى‭ ‬القصابي‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالرقابة‭ ‬والمختصة‭ ‬بالقيام‭ ‬بدور‭ ‬فعال‭ ‬لمراقبة‭ ‬المصانع‭ ‬المنتجة‭ ‬للمياه‭ ‬المعدنية‭ ‬وضبط‭ ‬المخالف‭ ‬منها، ‭ ‬وأيضا‭ ‬وضع‭ ‬شروط‭ ‬وأحكام‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬حفظ‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية، ‭ ‬وكذلك‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬للمواطن‭ ‬بكيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬المياه‭ ‬وحفظها‭ ‬للاستهلاك‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المصانع‭ ‬المصنعة‭ ‬والموردة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬لديها‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحماية‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬والإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬حاﻻت‭ ‬الطوارئ‭ ‬وتوفير‭ ‬المعدات‭ ‬المطلوبة‭ ‬والأمكنة‭ ‬المناسبة‭ ‬للحفظ‭ ‬والتخزين،‭ ‬وإلزام‭ ‬الموظفين‭ ‬باتباع‭ ‬الإرشادات‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المناسبة‭.‬

إجراءات‭ ‬وتشديد‭ ‬الرقابة

ويقول‭ ‬إسماعيل‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سالم‭ ‬العامري‭ -‬مستهلك‭ :‬تعودت‭ ‬أن‭ ‬أشتري‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الاضطرار،‭ ‬كأن‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬السفر،‭ ‬لكني‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬أشتري‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المحلات‭ ‬التي‭ ‬أثق‭ ‬بأنه‭ ‬يحفظها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬آمنة‭ .‬ويؤكد‭ ‬العامري‭ ‬أنه‭ ‬يعلم‭ ‬الخطورة‭ ‬التي‭ ‬ترافق‭ ‬وضع‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬الشمس، ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬المعبأة‭ ‬في‭ ‬عبوات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬تتأثر‭ ‬بالشمس‭ ‬ويؤدي‭ ‬التعرض‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬ذوبانها‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مرئيّة‭ ‬لنا، ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الماء‭ ‬يتغير‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الطعم‭ ‬والرائحة، ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يسبب‭ ‬السرطان‭ ‬وأمراضًا‭ ‬أخرى. ‬
‭ ‬ويؤكد‭ ‬إسماعيل‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭ ‬مثل‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬ووزارة‭ ‬البلديات‭ ‬مستمرة‭ ‬للجميع‭ ‬ولها‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬ذلك، خصوصا‭ ‬لمنع‭ ‬وضع‭ ‬المياه‭ ‬خارج‭ ‬المحلات‭ ‬وتعريضها‭ ‬للشمس، ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عقوبات‭ ‬لمن‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية، ‬متمنيا‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬وبحسم‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بتخزين‭ ‬المياه‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬صحية، ‬كما‭ ‬يتمنى‭ ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المخازن‭ ‬التي‭ ‬يملكها‭ ‬الموزعون‭ ‬والتي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬القوى العاملة‭ ‬الوافدة. ‬