مسقط -
في جريمة هزَّت العلاقة الاجتماعية والأسرية بالمجتمع العماني؛ أقدم أخ بالاشتراك مع أبيه في يوم عيد الفطر المبارك على قتل أخيه الذي يعاني من مرض نفسي بدهسه بمركبة جرى شراؤها لارتكاب تلك الجريمة بأحد شوارع منطقة المعبيلة بولاية السيب، وتركه ينزف على قارعة الطريق وفرَّ هاربًا، لتبدأ بعدها حكاية البحث عن الفاعل.
يقول الملازم أول جمعة بن عبد الله الكعبي من إدارة التحريات والتحقيقات الجنائية بقيادة شرطة محافظة مسقط أحد ضباط البحث والتحري في الحادث: «إن الحكاية بدأت عندما انتقلتُ إلى مسرح الحادث إثر بلاغ تلقته الإدارة، وعند وصولنا وجدنا المجني عليه ساقطًا على الأرض وعليه آثار دماء جرَّاء حادث تعرض له، والدلائل تشير إلى أن الجاني كان يسير بسرعة عالية».
ويضيف الملازم أول جمعة الكعبي: «جرى التعامل مع الحادث في بداية الأمر على أنه حادث دهس وهروب تعرض له المجني عليه، لكن مسرح الواقعة لم يكن يشير إلى ذلك، فلا توجد آثار فرامل على الأرض أو أجزاء من المركبة سوى قطعة صغيرة سقطت من مصباح الإضاءة الجانبية للمركبة وجدتُها على مسافة بعيدة من مكان وقوع الحادث، وقد قادت تلك القطعة إلى معرفة مرتكب الحادث والقبض عليه». ويضيف الملازم أول جمعة الكعبي في كشف ملابسات حادث دهس المعبيلة: «بعد العثور على القطعة كان هناك فصل آخر ينتظر فريق البحث لمعرفة ملابسات القضية حتى يتمكن من الوصول للجناة، فقد كان يتطلب معرفة نوع المركبة التي لها علاقة بتلك القطعة، وكيف يمكن العثور عليها، وبتوفيق من الله تعالى وبالإرادة التي يتمتع بها فريق البحث تمكنا ولله الحمد من تحديد المركبة المستخدمة في الحادث، وهوية مالكها». وأوضح الكعبي أنه بتتبع ملَّاك المركبة اتضح أن الجاني هو شقيق المجني عليه الذي قام بشرائها لاستخدامها في الحادث، وبعد الانتهاء قام بتفكيكها وفصل هيكلها والتخلص منه برميه في أحد الأودية بمساعدة من أبيه، وبعد الوصول إلى تلك الحقائق أُلقي القبض على المتهمَين، وبمواجهتهما بالأدلة اعترف شقيق المجني عليه بارتكابه الحادث وبعلم من أبيه بما كان ينوي الإقدام عليه، بدافع أن شقيقه -المجني عليه- كان لا يعمل وأنه عالة على الأسرة، عوضًا عن أنه كان مصدرًا للإزعاج داخل المنزل. وقد أُحيل المتهمان للادعاء العام لاستكمال باقي الإجراءات القانونية تمهيدًا لتقديمهما إلى عدالة المحكمة.