متى يبلغ البيان تمامه؟

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٩/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
متى يبلغ البيان تمامه؟

علي بن راشد المطاعني
ali.matani@hotmail.com

يقول الشاعر:

متى يبلغ البنيان يوما تمامه... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

هذا البيت ينطبق على ما نشاهده من تخريب وعبث بالمرافق العامة في البلاد من قبل بعض الذين لا يقدرون أهمية هذه المكتسبات الوطنية التي تضطلع الحكومة ببنائها لخدمة عامة الناس، وكيف نساهم في الحفاظ عليها وليس تدميرها والعبث بها وفيها، كما نرى ذلك في بعض المرافق العامة والسياحية على وجه الخصوص، من توسيخ للشواطئ والأماكن السياحية وغيرها، إنه وحسب رأي الشاعر بأنه لا يمكن أن تستقيم معها أي جهود في النهوض بأي قطاع ولن تثمر أي إمكانيات في تعقب كل عبث في مرفق عام نالت منه الأيادي الآثمة.

فإذا كانت الحكومة تبني هذه المرافق العامة والبعض الآخر لا يحافظ عليها، فهل يمكننا أن ننتظر وجها حضاريا وسيما لمدننا وقرانا ولمعالمنا الحضارية قديمها وحديثها، بالطبع لا.

إذ يكفينا فخرا أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- وفي الكثير من خطاباته ولقاءاته كان يحض على أهمية الحفاظ على المكتسبات التي تحققت على هذه الأرض الطيبة، فهذه التأكيدات تعكس دلالات كبيرة لعل أهمها حجم الجهد الذي بذل والإمكانيات التي سخرت لتشيد وبناء المرافق العامة، طوال السنوات الفائتة.

للأسف ما إن تنقضي إجازات الأعياد والمناسبات، إلا ونرى أكواما من الفضلات والقاذورات تلطخ الأماكن السياحية وتعكس صورة غير إيجابية عن الممارسات الخاطئة التي تحــدث في الشواطئ، وهو ما تم استنكاره على نطاق واســع في مواقع التواصل الاجتمــاعي عبر تغــريــدات تجــاوزت الآلاف.

تحاول أجهزة البلديات إيجاد أطر وتشريعات عقابية في تعقب المخالفين لكنها تفتقر إلى القوة والصرامة والآليات والمتابعة اللصيقة لهذه المرافق، فبلدية مسقط سنت عقوبات على التخريب للمرافق العامة منها البصق في الأرض بغرامة 20 ريالا عمانيا، ولكن كيفية ضبط تلك المخالفة لم تحدد للأسف، الأمر الذي يجعل البعض يتمادى في مثل هذه الممارسات، وفي المقابل نقول لماذا نصل أصلا لهذه المرحلة التي ترغمنا على التلويح بالعصا للمخالفين.

لقد أخذت الظاهرة تطفح على السطح بنحو مخيف وأصبح السؤال ملحا في كيفية التعامل الأمثل مع مرافقنا العامة، هل يا ترى عبر المزيد من آليات جديدة للحزم ومن خلال تشريعات صارمة ووسائل تنفيذية دقيقة تضبط الممارسات الخاطئة، أم من خلال توعية مستمرة نهدف من ورائها لغرس أبجديات ودلالات الحس الوطني في نفوس الناشئة وتجسيدها في الحفاظ على هذه المكتسبات، أم عبر كليهما معا.

نتطلع فعلا أن يستتب الأمر للوعي الحضاري بأهمية هذه المكتسبات حتى لا يصدق فينا قول الشاعر أعلاه.