برلين - ش
الفوضى تعم شوارع هامبورج، إلا أنه من الواضح أن الوضع لم يختلف كثيراً خلف جدران قمة العشرين، فيما عدا أن أطراف المباحثات لم يسددوا لبعضهم اللكمات كما حدث في الشارع، إذ إن الأمر بعيد تماماً عن الوصول لاتفاق مشترك بين أطراف القمة، وتعدّ أبرز مواضع الخلاف بينهم هي تضارب الآراء في قضية حماية المناخ، ونزاعات حول التجارة، بالإضافة إلى السلبية فيما يخص مشاكل أفريقيا.. هكذا بدأ موقع "أر تي أل نكست" الألماني تقريره عن قمة العشرين، الذي ذكر فيه أن اجتماعات قمة العشرين اتسمت بالنزاعات والخلافات حول التجارة العالمية خاصة بين أمريكا والاتحاد الأوروبي وحول مشاكل أفريقيا، إذا تتقاعس دول القمة عن إيجاد حلول، مسلطين الضوء على سبل منع الهجرة غير الشرعية لأوروبا، معتبراً توصل الطرفين الأمريكي والروسي لهدنة في سوريا هو النجاح الوحيد في القمة.
"ترامب" والحرب التجارية
منذ أن تولى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه دائماً ما يشاع الحديث عن "حرب تجارية"؛ إذ يعتمد كل من "ترامب" والإدارة الأمريكية الجديدة في إطار برنامج "أمريكا أولاً" على سياسة قومية واحتكار السوق العالمية لخدمة اقتصاد بلاده.
غير أن حكومة "ترامب" تنظر إلى العالم على أنه ليس "مجتمعاً دولياً" بل إنه "حلبة مصارعة"، يسعى كل واحد داخلها للحصول على "مصالحه الخاصة"، بينما ترى أوروبا ومناطق أخرى من العالم الأمر بطريقة مختلفة، ما يثير التساؤلات حول كيفية تخطي الفجوة بين الرأيين المختلفين تماماً.
تضارب الرؤى في قضية حماية المناخ
ولعل حماية المناخ أحد المواضيع الشائكة العالمية؛ فبعد خروج "ترامب" من اتفاقية باريس لحماية المناخ تسعى دول قمة العشرين لإصدار بيان مشترك، موضحين فيه فقط الاختلافات التي طرأت بعد خروج "ترامب"، ولهذا بدا "ترامب" منعزلاً.
فيما تتسم مطالب الولايات المتحدة بالغرابة، إذا تحاول الولايات المتحدة أن تلعب دوراً في الاستخدام النظيف للوقود الأحفوري، الأمر الذي يعدّ أكثر المواضيع خلافًا؛ لأنه سيتم التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري نهائياً، إذ حققت اتفاقية باريس أهدفها في تقليل الاحتباس الحراري لدرجتين.
أوروبا تبذل القليل ضد كوارث الجوع في أفريقيا
كما تطرّق الحديث إلى أفريقيا، إذ قدّمت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مبادرة "اتفاقية أفريقيا" التي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الخاصة في أفريقيا خاصة في مجال البنية التحتية، الأمر الذي سيدعم نمواً متوازناً ومستداماً، بينما لا تقتنع منظمات الإغاثة بهذا؛ إذا يرون أنه يجب محاربة الفقر وعدم المساواة الاجتماعية أكثر.
وبحسب التقرير فإن دول قمة العشرين لم تفعل ما هو كافٍ من أجل القضاء على كوارث الجوع في نيجريا وجنوب السودان والصومال واليمن؛ إذ تحتاج الأمم المتحدة 4.3 بليون يورو، كمساعدة لها في هذا الأمر وإلى الآن تمت الموافقة على منح أقل من نصف المبلغ، ذاكراً أن 20 مليون شخص ما زالوا مهددين بالموت.
إجراءات رادعة ضد الهجرة غير الشرعية
وفيما يخص اللاجئين يرى الموقع أن هناك عدم توافق في الرؤى فيما يخص التعامل مع قضية اللاجئين، فطالب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بإجراءات رادعة ضد عصابات الهجرة غير الشرعية، مصرحاً: "يجب أن يفعل الكثير على الصعيد الدولي من أجل القضاء على تجارة التهريب".
والتمس "توسك" من رؤساء قمة العشرين تطبيق عقوبات أشبه بحظر السفر؛ إذ قال: "هذا هو أقل شيء يمكن أن يفعل على الصعيد الدولي، وحتى أنه لم يعد هناك دعم كامل لهذا العمل القليل"، مضيفاً: "إذا لم نحصل على هذا الدعم، سيعدّ هذا دليلاً على نفاق بعض أعضاء قمة العشرين".
هدنة سوريا نجاح القمة الوحيد
وأشار التقرير إلى أن لقاء الرئيس "ترامب" مع الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين" دام لما يزيد على ساعتين، وبذلك تحدث الرئيسان على هامش قمة العشرين أكثر مما هو مخطط لهما، وصرّح كل منهما بأنهما يأملان في تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أنهما تفهما من أجل هدنة في جنوب غرب سوريا.
وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إنه من المفترض أن تبدأ الهدنة، التي تشارك فيها الأردن، يوم الأحد، وبالرغم من كل شيء يعدّ هذا نجاحاً في حد ذاته.