مسقط -
تشكل علوم البيانات واحدة من أسرع مجالات العمل نمواً على مستوى العالم، إذ يزداد إدراك الحكومات والمؤسسات للفوائد التي تنطوي عليها البيانات التحليلية ونتائج علوم البيانات في مجالات التطوير والتنمية والقدرة على الابتكار بما يواكب احتياجات زبائنها ومواردها الداخلية. وأدى الاهتمام المتزايد بتحليلات البيانات إلى حدوث هوة في أعداد المهارات المتمرسة في هذا المجال حول العالم، إذ أشارت توقعات شركة «ماكنزي» الاستشارية العالمية إلى حدوث نقص في المهارات يتراوح بين 40-60%. وسيحتاج قطاع علوم البيانات في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها إلى 190 ألف موظف إضافي بحلول العام 2018.
الحاجة الماسة للمؤسسات
من ناحية أخرى، ترجح أحد التقارير الصادرة مؤخراً عن شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز» أن يتم توفير حوالي 2.7 مليون وظيفة في مجال علوم البيانات وتحليلاتها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وذلك انطلاقاً من الحاجة الماسة للمؤسسات القائمة على البيانات إلى الحصول على الرؤى الاستشرافية التشغيلية التي توفرها البيانات بهدف توفير الدعم اللازم لاتخاذ القرارات الاستراتيجية للأعمال على نحو سريع وفاعل. ومن جانبها، تسعى «ساس»، الشركة الرائدة في مجال برمجيات وخدمات التحليلات، بشكل حثيث لمعالجة النقص الحاصل من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات. وضمن إطار جهودها الرامية لتوفير مهارات رفيعة المستوى في مجال علوم البيانات وتحليلاتها، تتعاون «ساس» حالياً مع أكثر من 4 آلاف جامعة حول العالم من خلال مبادرة «برامج ساس الأكاديمية العالمية».
لتمكين التعليم ورفع سويته
ويتجلى ذلك من خلال التعاون الذي عقدته «ساس» مؤخراً مع «الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا» في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي كانت على الدوام المؤسسة الرائدة في اعتماد التكنولوجيا وتبنيها لتمكين التعليم ورفع سويته في لبنان، وكانت الجامعة أول مؤسسة في لبنان تطلق برامج أكاديمية متخصصة في تحليلات الأعمال وعلوم البيانات على مستوى درجة البكالوريوس والدراسات العليا أيضاً. وبالتوازي مع ذلك، تتعاون الجامعة اليوم مع مركز الرياضيات والمعلومات التجارية في جامعة «نورث إيست» في جنوب أفريقيا لاستكشاف إمكانات تقديم برامج دراسات عليا متقدمة ومرتبطة بسوق العمل في مجال التحليلات المصرفية في لبنان.
مجالات مهمة
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال رائد صقر، نائب رئيس «الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا»: «نؤمن في الجامعة بأهمية التحليلات وعلوم البيانات، فهي ليست مجرد مقررات يتوجب على الطالب اجتيازها للنجاح، بل مجالات هامة تطلبها الشركات المحلية والإقليمية والدولية، فهي تتضمن دراسة المهارات والتقنيات وأساليب اتخاذ القرارات على أرفع المستويات، لتحقيق أعلى مستويات القيمة للشركات والأعمال». وقال وليد سمعان الرئيس التنفيذي لـ«ماتريكس تي أر سي» «منذ إطلاقه في العام 2016، حرص البرنامج على استشراف واستهداف أفضل خبراء علم البيانات وتحليلاتها في المنطقة. لدينا 10 دورات تغطي جميع جوانب ما يحتاجه السوق من تحليلات البيانات والجوانب التقنية، إلى جانب أكثر من 4500 شريحة تعليمية مصممة من قبل أفضل الأساتذة والمهنيين من ذوي الخبرة والمؤهــــلات العالية. ومن خلال شراكتنا مع ساس، سنقوم بإدراج حلول خاصة بقطاعات محددة، وأنا متأكد من أنـــها سوف الـــبرنامج ليمثل مرجعا عالميا مهما».
نمو متسارع
وبهذه المناسبة، قال يجيت كاراباج، مدير ممارسات إدارة المعلومات والتحليلات لدى شركة «ساس»: «ثمة نمو متسارع في الطلب على خبراء البيانات ضمن المؤسسات، القادرين على جمع وتنظيم وتحليل البيانات التي تساعد صانعي القرار على الوصول إلى حلول سليمة للأعمال التي تشهد نمواً متسارعاً. ومع دخولنا في العصر الرقمي الجديد. ومن خلال فهمها العميق لاحتياجات ومتطلبات الأعمال، تسعى «ساس» إلى تحقيق هدفها المتمثل في ردم هوة مهارات علوم البيانات والتحليلات من خلال مبادراتها المختلفة».
خطوة مهمة
وقال البروفيسور دي جونج: «يواصل التطبيق المتنامي لعلوم البيانات وتحليلاتها على أنشطة الأعمال في القطاع المصرفي ترك أثر إيجابي ملحوظ على مستويات الكفاءة التشغيلية. وضمن إطار الرؤى المعمقة التي توفرها البيانات التحليلية، تلعب المؤسسات التعليمية دوراً محورياً في توفير الفرص التي من شأنها المساهمة بشكل كبير في ردم الهوة العالمية للمهارات. ولا شك أن التعاون بين «الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا» وشركة «ساس» يشكل خطوة مهمة نحو تزويد الجيل القادم بالمهارات اللازمة ضمن عالم اليوم القائم على التكنولوجيا». و بدوره قال جيري أوجليسبي، مدير أول البرامج التعليمية العالمية في شركة «ساس»: «يبرهن هذا التعاون على الإمكانات الهائلة التي يمكن تحقيقها عندما تعمل الشركات الرائدة في القطاع جنباً إلى جانب الجامعات، حيث يشكل الطلاب والمشاركون الرابح الأكبر من تنظيم هذه البرامج التعليمية».
تحقيق التميز
من جانبه، قال موري دي فيليرس، مدير أول البرامج التعليمية العالمية في شركة «ساس»: «ضمن إطار الجهود المبذولة لمعالجة تحديات بيئة الأعمال العالمية المعاصرة والمستندة إلى التكنولوجيا، يتعين على الجامعات تحقيق التميز عبر تقديم عروض الدورات والجلسات التعليمية واعتماد التقنيات المتطورة بما يضمن قدرتها على استقطاب أفضل الشركات والطلاب المتميزين والتمويل الكافي. ويعني ذلك أنه يتعين على المؤسسات التعليمية والشركات العاملة في القطاع التعاون بشكل وثيق لإعداد الطلاب على النحو الأمثل الذي يؤهلهم لدخول «أجواء العمل الحقيقية». ويشمل ذلك إقامة دورات تعليمية مختصرة ومتنوعة وموجهة نحو القطاع وتقديم الإرشاد الأكاديمي للخريجين. ويمكن للجامعات في عالم اليوم المتسارع تطوير البرامج التعليمية بشكل أسرع من خلال التعاون فيما بينها والاستفادة من بعضها عن النحو الأمثل».