إعداد: د. مي محمد نجا*
ها نحن نودع شهر رمضان، لنستقبل أيام العيد بجسم سليم، وبجهازمناعي أكثر قدرة على التصدي للأمراض، فلقد حسَّن الصيام من وظائف الجسم الفسيولوجية، فانتظم جهازه الهضمي، وتحسَّن جهازه العصبي، وتخلص من السموم والفضلات؛ لذلك فمن المهم العودة تدريجياً إلى النظام الغذائي العادي بعد رمضان، وعدم المبالغة بالطعام من حيث الكمية والنوعية.
ولكن خلال أيام العيد، وعند العودة للنظام الغذائي المعتاد قبل الصوم، قد يضيع علينا كل ما قمنا به خلال الشهر الكريم وقد تصاب أنظمة الجسم ببعض الإضطرابات غير المستحبة، كعسر الهضم، حرقة المعدة، والإنتفاخ خصوصاً معكثرة الوجبات الإحتفالية بالعيد، والتي غالباً ما تكون عبارة عن أطباق دسمة أو مطبوخة بطرق غير صحية مع غياب شبه تام للخضروات والفواكة.
وخلال أيام العيد أيضا تتناول الأسرة كميات كبيرة من اللحوم مع الأرز، ويتم تناول هذه الوجبة أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، مما يرفع كمية اللحوم التي يتناولها الفرد بحيث تفوق احتياجاته بصورة كبيرة.
وإلى جانب الصعوبة التي يواجهها الجسم في هضم هذه الكمية من اللحوم، فإن الجسم لا يحتاج في حقيقة الأمر إلا إلى كمية محدودة منها. وينتج عن عملية الهضم الغذائي للبروتينات في هذه الظروف كميات كبيرة من اليوريا وحمض اليوريك، مما يؤثر على مرضى الكلىومرضي الكبد والنقرس، كما يرفع نسبة ما يتناوله الإنسان من الدهون الحيوانية التي ترفع من نسبة الكولسترول في الدم. لذلك، ينصح بتناول اللحوم مرة واحدة فقط خلال اليوم
.
خطوات النظام الغذائي المثالي لأيام العيد:
قال الله تعالى :
"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (31) سورة الأعراف.
* طبيبة أولى في الصحة العامة وطب المجتمع، دائرة التثقيف وبرامج التوعية.