مسقط –
أعلنت جمعية البيئة العُمانية عن إكمالها مرحلة أخرى من مشروعها لحماية ودراسة السلاحف البحرية في جزيرة مصيرة. وقد أطلقت الجمعية هذا المشروع في العام 2014 برعاية ميناء الدقم وشركة النفط العُمانية واستمرت حتى 2016. وتضمنت هذه المبادرة دراسة ثلاثة أنواع من أربعة للسلاحف البحرية التي تعشش في جزيرة مصيرة وهي: الريمانيّ، وريدلي الزيتونيّة، والشرفاف. وتعدّ جزيرة مصيرة الغنيّة بتنوعها الأحيائي إحدى أكبر موقعين لتعشيش سلاحف الريماني في العالم. وتشير الأبحاث التي أُجريت مؤخرًا إلى انخفاض أعدادها بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية المتعددة على الشواطئ وعوامل التعرية المختلفة، وأنشطة الصيد غير المستدامة، وتلوّث البيئات البحريّة، والتغيّر المناخيّ، وأنشطة التنمية على شواطئ التعشيش، والصيد الجائر، والتعدي على أماكن التعشيش والتلوث (من المدن، والطرق والفنادق).
وقد أثَّر هذا التناقص الحاد في أعداد سلاحف الريماني التي تستوطن شمال غرب المحيط الهندي والتي تعشش في عُمان في تصنيفها ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى في قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة للأنواع المهددة بالانقراض.
وتعليقًا على ذلك، قالت مديرة البرامج في جمعية البيئة العُمانية سعاد الحارثية: «لقد عاش أفراد المجتمع لأعوام طويلة في تناغم تام مع هذه السلاحف البحرية الرائعة، ولكنها أصبحت اليوم معرضة للعديد من المخاطر التي تهدد بانقراضها. وخلال العقد الفائت، سعت جمعية البيئة العمانية جاهدة نحو تحديد هذه المخاطر البيئية وأسباب انخفاض أعداد السلاحف البحرية وسبل حمايتها». وأضافت بقولها: «معًا ومن خلال دعم وزارة البيئة والشؤون المناخية، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، وميناء الدقم، وشركة النفط العٌمانية، قمنا بمجهودات دؤوبة لتمكين المجتمعات المحلية من أجل حماية مواقع التعشيش على جزيرة مصيرة. ورغم إكمالنا لهذه المرحلة، إلا أنه يجب القيام بمواصلة المجهودات لضمان حماية هذه الكائنات الرائعة المهددة بالانقراض. ونأمل أن نحظى بالدعم والرعاية من شركاء جدد لكي نتمكن من مواصلة هذه المبادرات».
وقد تضمن المشروع دراسة أعداد السلاحف التي تقوم بالتعشيش وعدد الأنشطة المجتمعية والتوعوية الرامية إلى الحفاظ على هذه الكائنات الرائعة وحمايتها من المخاطر البيئية المحيطة بها. وقد قامت الجمعية بعقد العديد من الاجتماعات مع شركائها المحليين مثل الوالي، وجمعية المرأة العُمانية، ومندوبين من مكاتب السلطات المحلية من أجل المساهمة في تعزيز الجهود البيئية المبذولة لحماية السلاحف. وقد ساهم المشروع أيضًا في تحسين الظروف المجتمعية لقاطني جزيرة مصيرة من خلال توفير فرص وظيفية للمقيمين لأكثر من 5 أعوام.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لميناء الدقم ريجي فيرميولين: «نفخر بقيامنا بدورٍ مهمٍ في تحسين الحياة البحرية في عُمان وهو الأمر الذي ينبع من إيماننا المطلق بضرورة حمايتها مهما كانت التكلفة والجهد المبذول لتحقيق ذلك. ومما لا شك فيه أن التنوع البحري يعمل على تعزيز إنتاجية النظام البيئي الذي يلعب فيه كل كائن حي، مهما كان حجمه، دورًا فاعلًا في تكامله واستمراره. كما أن التنوع الحيوي الجيد يعود بالنفع على كل فرد يعيش على هذا الكوكب؛ ولذا فمن الضروري أن نتعاون جميعًا من أجل تعزيز استدامته في كل الأوقات».
كما قال المدير العام لشؤون شركة النفط العُمانية المعتصم بن سعيد السريري: «كونها شريكًا أساسيًا؛ تكرس شركة النفط العمانية جهودها للمساهمة في دعم تنمية المجتمعات المحلية من خلال تبني البرامج والمبادرات ذات الصلة لتنفيذ أنشطة وبرامج المسؤولية الاجتماعية، ويعدُّ مشروع بحوث السلاحف للمحافظة عليها نموذجًا فريدًا يساهم في الاستدامة البيئية». وأضاف السريري: «تمتاز السلطنة بمناطق زاخرة بالحياة الفطرية المتنوعة وتنوع بيئي وجغرافي فريد، ويتعين علينا جميعًا المساهمة في المحافظة عليها. وتعدُّ جزيرة مصيرة واحدة من أهم هذه المناطق البكر، وستسهم الجهود المشتركة في الحفاظ على ما تزخر به لسنوات مقبلة».
جديرٌ بالذكر أنّ جمعية البيئة العُمانية تأسست في العام 2004 على يد مجموعة من المواطنين المهتمين من مختلف شرائح المجتمع، وذلك بهدف نشر الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة في المجالات شتى من خلال عددٍ من المبادرات والحملات المجتمعية والبيئية التي جرى تصميمها لصون معالم الطبيعة الخلابة التي تزخر بها السلطنة. وحتى الآن، تعاونت الجمعية مع العديد من شركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص في إطلاق العديد من المبادرات البيئية الهادفة. وتسعى الجمعية في الوقت الحالي إلى الحصول على المزيد من سبل الرعاية لكي تتمكن من مواصلة هذا المشروع البيئي الرائع.