مسقط - سعيد الهاشمي
أكد عضو لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى سعادة سالم بن حمد المفرجي أن القلاع والحصون والأبراج والمساجد الأثرية والحارات القديمة تمثل أهمية تاريخية للسلطنة، إذ إنها شاهد على حضارة هذا الوطن العزيز وعلى إبداع أهله.
وقال المفرجي في تصريحات خاصة لـ«الشبيبة»: إن القلاع والحصون والأبراج والمساجد الأثرية والحارات القديمة تمثل بناءً هندسيًا معماريًا دقيقًا من حيث مساحاتها وتنوع مرافقها ودقة تحصينها ومتانة بنائها وجودة إنشائها، كما أن المواد المستخدمة فيها -ومعظمها محلية الصنع- تشير إلى تطور صناعي وحرفي ومهني تمتعت به السلطنة في كل حقبها الفائتة، كما أن هذه القلاع والحصون تعدُّ أماكن دفاعية من الطراز الرفيع فهي توفر كل سبل الحماية لقاطنيها وغالبًا تزود بكل الاحتياجات للتصدي للأعداء أو عند التعرض للحصار.
وأضاف المفرجي: لا تقل المساجد والحارات القديمة أهمية فهي شاهد آخر على حرص العُماني على الالتزام بتعاليم الدين الحنيف وبناء المساجد لتكون تحفة هندسية بديعة الصنع تزينها الآيات الكريمة والنقوش الحسنة، ثم تأتي الحارات لتعبر عن مدى ترابط المجتمع العُماني فتلاصق البيوت واتصالها دليل واضح على حسن العلاقات والألفة بين أبناء المجتمع وهي وجه آخر من وجوه الحضارة العمانية، لذلك، فمن الضروري الاهتمام بهذه المعالم وتوظيفها بما يعزز من مكانة عمان ويبرز حضارتها وتاريخها الضارب في القدم والممتد لآلاف السنين.
وأكد المفرجي أن القلاع والحصون والأبراج والمساجد الأثرية والحارات القديمة تعدُّ تراثًا ثقافيًا بارزًا فمن الممكن توظيفها من خلال السياحة التاريخية والثقافية لتكون مزارًا بارزًا يأتي إليه السياح من داخل السلطنة وخارجها، وإن أحسن المهتمون بهذا الشأن إبراز هذه المعالم فستكون رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني ومصدرًا فاعلًا من مصادر الدخل الوطني في ظل السعي الحثيث لتنويع مصادر الدخل في البلاد وسترتفع نسبة العائد من القطاع السياحي.
وأوضح المفرجي أنه لتحقيق الهدف المراد من توظيف هذه المعالم سياحيًا فإن الأمر يتطلب تجهيزها وإعدادها والقيام بحملة تسويقية واسعة وموجهة لمختلف الأجناس والبلدان؛ ذلك أن التسويق يمثل أساسًا مهمًا لأي صناعة ولأن السياحة في حد ذاتها صناعة رائجة، وكثير من الدول تعتمد عليها فإنها تهتم بالتسويق وتوليه كل عناية لازمة، فبدون التسويق لا يمكن تحقيق الهدف وهو زيادة معدلات الدخل والإسهام في تنويع الاقتصاد؛ لذلك من الضروري التسويق لهذه المعالم التاريخية.
وأشار المفرجي إلى أن القلاع والحصون والبيوت الأثرية والمساجد بشكلها الحالي تتطلب إضافة بعض المرافق والتحسينات لتكون أكثر جاذبية للزائرين وتفي بكل الاحتياجات اللازمة لهم وهو أمر بالغ الأهمية شريطة ألا يؤثر على شكلها ومعالمها وعدم المساس بها أو إزالة أي جزء منها، وبالتالي إضافة المرافق اللازمة مع الحفاظ على هويتها الأصلية.
من جانب آخر أكد التقرير الصادر من دائرة الإعلام بوزارة التراث والثقافة حول التراث الثقافي والسياحة المستدامة أن الوزارة تواصل تنفيذ برنامجها في الترميم والصيانة، إذ إنها تواصل ترميم مجموعة من المواقع التاريخية، ومن أهم تلك المشاريع مشروع ترميم حارة البلاد بولاية منح الذي قطعت الأعمال فيه شوطاً كبيراً، فقد جرى الانتهاء من ترميم 86 بيتاً و3 مساجد أثرية وعدد من المداخل والصباحات المؤدية إلى تلك البيوت، كما جرى الانتهاء من ترميم أجزاء من السور الخارجي للحارة بالإضافة إلى أحد الأبراج، علمًا أن أعمال الصيانة بالحارة انطلقت منذ العام 2008 وهناك خطة طموحة لدى الوزارة بالتعاون مع وزارة السياحة لتشغيل الموقع سياحيًا، وستستمر أعمال الترميم خلال الخطة (2016-2020).
وأوضح التقرير أن الوزارة تواصل ترميم حارة الجامع بولاية أدم التي انطلقت الأعمال فيها في العام 2009 ويبلغ عدد البيوت التي جرت المحافظة عليها نحو 50 بيتاً، كما جرى الانتهاء من ترميم الصباحات المؤدية إليها، وقد بدأ خلال هذا العام ترميم منزل الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي والبرج الملاصق له، وهناك خطة لتكملة أعمال التنظيف والتدعيم لباقي البيوت في الحارة وستتواصل الأعمال خلال الخطة (2016-2020)، كما جرى الانتهاء من أعمال ترميم حصن الحمام بولاية دماء والطائيين وقد بلغ متوسط طول الحصن 50 متراً وعرضه يتراوح ما بين 20 إلى 30 متراً ويقع فوق تلة جبلية ترتفع عن سطح الأرض نحو 50 متراً، كما تواصل دائرة أعمال الترميم العمل بمشروع ترميم حصن المنيخ بولاية ضنك فانتهت أعمال التنظيف وإعداد المسوحات الهندسية له وأُعدت خطة لترميمه، وهناك مجموعة من مشاريع الترميم جرى الانتهاء منها وهي: مشروع ترميم حصن أسود بولاية شناص، ومشروع ترميم حصن الواصل بولاية بدية، ومشروع ترميم حصن العدفين بولاية وادي بني خالد، ومشروع ترميم جامع أبي سعيد الكدمي بولاية الحمراء والذي سُلِّم لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومشروع ترميم مسجد الجبل بولاية نخل، ومشروع ترميم مسجد الخبيب بولاية المضيبي.. وغيرها من المشاريع الأخرى.
وأشار التقرير إلى أن هناك خطة طموحة لدى دائرة الترميم والصيانة لتنفيذ مجموعة من المشاريع خلال العام الجاري 2017 تتجاوز 40 مشروعاً خاصة بالقلاع والحصون والأبراج والمساجد الأثرية والحارات، وقد سخَّرت الدائرة جميع الطاقات المتاحة لها من أجل تنفيذ برامجها.