مسقط -
وسط بهجة طفولية، وترانيم تراثية، وأزياء تقليدية عمانية، أحيت بلدية مسقط ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك «القرنقشوه» باحتفالات بهية، جمعت العائلات والأطفال في ليلة تجلى فيها البدر في أوج ضيائه، واستنارت تقاسيم الأطفال بفرحة الأنس والانشراح، ضمن باقات تجانست فيها الفعاليات والعروض، والمسابقات والهدايا.
فقد نظمت إدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط حفلين بهذه المناسبة أقيما على المركز التجاري (مسقط جراند مول) بولاية بوشر، وفي متنزه بحيرة قريات، وتوافدت مواكب الزوار للاستمتاع بهذه الاحتفالات في وقت مبكر، حيث بدأت الاحتفالات عند الساعة الثامنة والنصف مساء، واستمرت لغاية الساعة الحادية عشرة ليلا.
جراند يبتسم
وقد شهد رواق المركز التجاري «مسقط جراند مول» الموقع الأساسي للفعالية إقبالا جماهيريا غفيرا، التَفَّ حول مسرح الفعالية، من أطفال بنين وبنات، يرتدون الملابس العمانية، والأثواب التقليدية، بحضور الأمهات والآباء، وفئات من الشباب والنشء، وجموع من كبار السن مشاركين تجليات هذه التظاهرة الاجتماعية التراثية، التي يترقبها الجمهور مرة كل عام، وازدان مسرح الفعالية الذي يتوسط المركز التجاري بالتجمع الأسري وبراءات الطفولة.
وجاء الحفل متنوع المضامين، حيث شارك الأطفال بالزي التقليدي العماني في عبور ردهات المركز التجاري وصولا لخشبة مسرح الفعالية بمشاركة أطفال من المدارس بجانب الأطفال الحضور، مرددين أهازيج الأغنية الشعبية «قرنقشوه يو ناس.. اعطونا شوية حلوى.. دوس دوس في المندوس.. حارة حارة في السحارة».
وطبعت فقرات الحفل بمزيج من البرامج والمسابقات الترفيهية والعلمية الهادفة، فاشتمل الحفل الذي قدمته أمجاد الحوسنية، وأصايل العادية على فقرة ترحيبية بالجمهور، تلتها فقرة إنشادية صدح بألحانها الشاب مكرم الجابري بأصوات من الأناشيد الاجتماعية والوطنية.
وتضمنت فقرة المسابقات طرح أسئلة متنوعة موجهة للحضور، تنوعت أسئلتها بين الثقافية، الاجتماعية، وأسئلة عن العمل البلدي، وأخرى حول محافظة مسقط، وعن أبرز الشخصيات والأحداث، والمشاريع التنموية بالسلطنة، كما قدم الشاب عباس العجمي حركات مدهشة من ألعاب الخفة أبهرت الحضور، بعدها قام بنك مسقط أحد رعاة الحفل بإجراء سحوبات على سحب المزيونة للأطفال، وسحب المزيونة «عيد ميلاد الأطفال».
كما تم تقديم عرض مسرحي بطابع فكاهي ترفيهي حول القرنقشوه، من تأليف الفنان محمود بن عبيد الحسني، وأداء عدد من الممثلين البارعين، وقدم الشاب محمد النوفلي فقرة، استعرض فيها مهارات كرة القدم والتحكم بها بفنيات وتكتيات عالية المستوى، أبهر من خلالها المتابعين. بعدها تم إجراء مسابقات للعائلات والحضور من أطفال وكبار، بطرح مجموعة من الأسئلة الفردية في مجالات التوعية البلدية، والخدمات والمرافق، وأسئلة حول ولايات محافظة مسقط، والمدن العمانية، والمواقع الأثرية، والمعالم الحضارية، وفتح المجال لمشاركات مواهب الأطفال من إنشاد، وإلقاء، وتمثيل وهوايات متنوعة. وقد تم توزيع الهدايا على الفائزين في المسابقات والمشاركين في فقرات الحفل.
أركان متنوعة
وتضمن حفل القرنقشوه إقامة عدة أركان بجانب مسرح الفعالية، حيث خصصت إدارة الإعلام والتوعية ركنا توعويا تضمن مجموعة من الإصدارات التوعوية للبلدية، وعرضا مرئيا للأفلام، وعددا من المقاطع التوعوية التي أنتجتها الإدارة وتم عرضها بواسطة شاشة مرئية، بجانب قيام المتخصصين في الركن بشرح الجهود التي تبذلها بلدية مسقط في مجال توعية الجمهور والمستفيدين، وعمليات رصد الظواهر والسلوكيات التي تعاني منها البلدية، وكيفية التعامل معها بمشاركة المجتمع للحد منها، وفتح المجال للاستفسارات والأفكار المتعلقة بالمجال التوعوي البلدي. كما تم تخصيص قسم للتلوين على الوجوه، وقسم للنقش بالحناء.
وحرصت البلدية على تقديم الحلويات، والتغليفات الخاصة بهذه المناسبة، والبالونات بالإضافة إلى الجوائز والهدايا التي ساهمت بها عدد من الجهات الراعية والمشاركة في الحفل.
قريات تبهج الأطفال
كما تم تنظيم حفل في متنزه بحيرة قريات، على مساحة بسطت بالمفاجآت، واستلهمت الحضور والزوار من مختلف الأعمار، وقد اشتمل البرنامج على إقامة فقرة القرنقشوه التي تمت باصطفاف مجموعة من الأطفال ليرددوا ترنيمة القرنقشوه، ويتجولوا بملابسهم العمانية التقليدية بين خشبة المسرح وممرات المتنزه.
واحتوت الأمسية على فقرة الأطفال الذين شاركوا بإبداعاتهم المتنوعة، مع فواصل لطرح الأسئلة على الجمهور، كما فرح الأطفال بمشاركة مجموعة من الشخصيات الكرتونية المحببة لديهم.
وتضمن الحفل كذلك تقديم عروض ترفيهية، وتمثيليات اجتماعية قدمتها مجموعة من الشباب والأطفال أبهجت الحضور، وتم خلال الحفل إقامة المسابقات التوعوية والترفيهية تخللتها فواصل ومقطوعات إنشادية تراثية.
ترنيمة تراثية
يتجمعون.. يصطفون.. بملابس تزدان بعبق التراث.. تكسوها البراءة الطفولية، وتحلق معها سعادة تغمرها مفردات الزمان والمكان، ترتسم على وجوهم أعذب الابتسامات.. يرددون لحن الذكريات الخالد: «قرنقشوه يا ناس.. أعطونا شوية حلوى.. دوس دوس في المندوس.. حارة حارة في السحارة»..
يتكرر صداها في مسامع الطفولة، في حياة اجتماعية تحافظ على إرثها، ترسخ في الأجيال تقاليدها، تتغنى بأمجادها.. جو يتجدد فيه همس الذكريات الحميمة، وترنو معه فيوض السكينة المسائية.
في أروقة متنزه قريات باحت الرياحين بشذاها، وتلألأت معها النسائم القمرية، وسط ليلة انعكست فيها إشراقة البدر على جماليات الوجوه، ورسمت الطفولة لها عنوانا غارت منه درر الأفنان، وتنورت فيه محاسن الفكر، ومنابع الوجدان.
جهات راعية ومساهمة
أقامت بلدية مسقط هذه الاحتفالات بالتعاون مع مجموعة من مؤسسات القطاع الخاص: كبنك مسقط، ومسقط جراند مول، وعمانتل، وشركة الأنوار للسيراميك، ومصنع السيفي للحلوى العمانية، ورعاية إعلامية من قبل مجموعة مسقط للإعلام صحيفة «الشبيبة» بجانب عدد من المحلات التجارية والمطاعم التي قدمت الجوائز والهدايا في هذا الحفل، وتقدم بلدية مسقط جزيل الشكر لجميع الجهات الداعمة والراعية لهذا الحفل، والشكر موصول للجمهور والحضور في كلا الموقعين، الذي ارتقى بالمشاركة، وأسهم في إنجاح هذه الاحتفالات.
جدير بالذكر أن بلدية مسقط دأبت كل عام على تنظيم هذه الفعالية في عدة مواقع، وإبرازها للأجيال، والحرص على مشاركة العائلات والأطفال وإسعادهم بتنفيذ برنامج مخصص للفعاليات، ذي لمسات متجددة، مستوحاة من الخصائص والمفردات العمانية الأصيلة.