مسقط -العمانية
تسعى حكومة السلطنة لمواكبة التسارع العالمي في مجال الاتصالات الذي يعد بمثابة أحد الأعمدة الأساسية للتنمية وجلب الاستثمارات الخارجية لما يقوم به من دور أساسي في نمو وتطوير مختلف المجالات خاصة التجارية والصناعية.
وفي هذا الإطار عملت وزارة النقل والاتصالات بالاستعانة بأحد دور الخبرة على إعداد دراسة استراتيجية وطنية للنطاق العريض أقرها مجلس الوزراء في عام 2013م وتعتبر استراتيجية طموحة ومتوازنة في آن واحد، وروعي في إعدادها تمكين السلطنة من مواكبة التطورات العالمية في مجال تزويد واستخدام النطاق العريض من ناحية ودعم قوى السوق والاستثمارات من قبل المشغلين في مجال النطاق العريض وعدم الحلول محلهـا من جانب آخر، كما تم إنشاء شركة حكومية تحت اسم "الشركة العمانية للنطاق العريض" تـهدف الى توفير شبكة وطنية متكاملة تفي باحتياجات السلطنة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض المهندس سعيد بن عبدالله المنذري إن الشركة تسعى بخطى حثيثة إلى مد شبكات الألياف البصرية في جميع محافظات السلطنة وترقيتها وتوسيعها فضلاً عن تطوير التقنية المستخدمة مع تعزيز التكامل فيما بينها في إطار جهود الحكومة لتحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي.
واضاف أن السلطنة تسعى الى تعظيم الاستفادة من النطاق العريض في زيادة الاقتصاد المعرفي والفاعلية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية وزيادة فرص العمل في تلك القطاعات وبالتالي المساهمة في زيادة الناتج الإجمالي المحلي مشيرا إلى أن الشركة منذ تأسيسها في يناير عام 2014 كشركة حكومية وهي تسعى الى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض التي تهدف الى توفير شبكة متكاملة للنطاق العريض تفي باحتياجات السلطنة الحالية والمستقبلية من خلال استخدام الألياف البصرية أو إي تكنولوجيا أخرى مناسبة وتوفير تغطية واسعة فائقة السرعة لكافة المؤسسات العامة والخاصة وأكبر عدد ممكن من المنازل وبمستوى عالٍ وبأسعار معقولة.
وأوضح في تصريح لوكالة الانباء العمانية انه "سيتم خلال العام الحالي 2017 تغطية أكثر من 55 بالمائة من محافظة مسقط بشبكات الألياف البصرية حيث قامت الشركة حتى الآن بتغطية ما يقارب 120 الف وحدة سكنية وبنهاية هذا العام سغطي ما يقارب 200 الف وحدة سكنية من اصل 350 الف وحدة سكنية حسب الاحصائيات الرسمية التي تم الاعتماد عليها عند وضع الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض، ونسعى الى تغطية ما نسبته 85 بالمائة في محافظة مسقط بنهاية عام 2020 و30 بالمائة في المحافظات الاخرى بحيث تكون النسبة المتبقية خارج محافظة مسقط عن طريق تدعيم ابراج المشغلين لقطاع الاتصالات لتوفير سرعات أعلى في النطاق العريض المتنقل اوعن طريق الاقمار الصناعية والشبكات اللاسلكية".
وأشار إلى أن عدد المستخدمين الحاليين للشبكة يبلغ ما يقارب 25 ألف مستخدم وهو ما يعد إنجازًا للشركة والشركاء المشغلين لهذا القطاع. وأكد ان توصيل خدمة النطاق العريض الى المناطق الريفية تحظى بأهمية كبيرة وأولوية في خطط الشركة التنفيذية تماشيا مع خطط وتوصيات الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض والتي تسعي إلى سد الفجوة المعرفية من خلال ربط تلك المناطق بشبكات النطاق العريض عبر الأقمار الإصطناعية أو أية حلول أخرى مناسبة، موضحًا ان الشركة تنظر الى حلول عدة عبر استخدام الشبكات اللاسلكية "بحيث نمد التغطية الى تلك المناطق لتحصل على الاقل على السرعات المطلوبة من الانترنت"، مشيرا الى نجاح التجربة التي اجريت مع الشركة العمانية لنقل الكهرباء التي تتمتع ببنية اساسية كفيلة بأن تستخدم في تحقيق أهداف الحكومة لتوصيل خدمات النطاق العريض لمختلف أرجاء السلطنة.
واضاف أن الشركة حاليا في المراحل الاخيرة من تحديد المواصفات الفنية للاستفادة من الألياف البصرية التابعة للشركة العمانية لنقل الكهرباء حيث " تم اعداد كتيب بالمواصفات الفنية المطلوبة وتم الاتفاق عليه وسيساعد ذلك على الانتقال بشبكتنا الى خارج محافظة مسقط وخصوصا الى المناطق الريفية ومن المؤمل ان يتم في مطلع العام القادم 2018 البدء في استخدام هذه الشبكات لتغطية بعض المناطق الريفية".
وقال إن الشركة بدأت خلال هذا العام بتفعيل شبكة الألياف البصرية فائقة السرعة في منطقتي الغبرة والعذيبة وسوف يتم تفعيل المناطق الأخرى تباعًا خلال الأشهر القادمة، وهي القرم وشاطئ القرم ومدينة الاعلام وروي ودارسيت ومطرح والمناطق المحيطة بها وهي تشكل الدفعة الثانية من المناطق في محافظة مسقط وذلك بعد أن تم تفعيل شبكة الألياف البصرية فائقة السرعة مطلع العام الفائت في كل من المعبيلة والخوض والحيل والموالح، مبينا أن "الشركة بدأت في تنفيذ مشاريعها في المحافظات الاخرى كذلك في كل من صحار وصلالة والمصنعة ومدحا ومنطقة سمائل الصناعية وهناك مزيد من المناطق سيتم الاعلان عنها خلال الفترة القريبة القادمة، حيث ان معظم المشاريع بتلك المناطق يتم تزويدها بخطوط الألياف البصرية بالتزامن مع مشاريع الخدمات الاخرى كالمياه والصرف الصحي والكهرباء".
وحول ربط جميع المؤسسات الحكومية في محافظة مسقط بخطوط ربط الألياف البصرية، قال المهندس سعيد بن عبدالله المنذري انه يتم تنفيذ المرحلة الأولى لشبكة الربط وهي تتمثل في ربط معظم الوزارات والهيئات بمحافظة مسقط، وقد تم الانتهاء من توصيل عدد من هذه المؤسسات من خلال ربطها بمركز البيانات الوطني ومركز البيانات البديل، وما زال العمل قائم لإتمام المواقع الأخرى التي تم الإعلان عنها مسبقا.
واضاف ان "الشركة تسعى لجعل مسقط مدينة ذكية جاهزة سواء في الطرق او الموانئ او القطاعات الاخرى وبالتالي مبادرتنا هي تشجيع المستثمرين في التطبيقات الذكية من خارج السلطنة للاستثمار في هذا المجال".