مكانة مهمة لأسماك «العومة» في المنظومة السمكية للسلطنة

مؤشر الثلاثاء ٠٦/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
مكانة مهمة لأسماك «العومة» في المنظومة السمكية للسلطنة

خاص–
تحتل أسماك العومة مكانة مهمة في المنظومة السمكية للسلطنة، إذ يتزايد الإقبال عليها في مختلف أسواق السلطنة ويتميز هذا النوع بأهمية اقتصادية لتزايد الإقبال عليها، كما تتميز العومة أيضا بأهميتها الغذائية فقد اشتهرت العومة منذ القدم أنها من الأسماك التي تهاجر في قطعان تقترب من السواحل ليطالها الصياد بشباكه بسهولة ويسر، وهي غذاء للكثير من الأسماك والكائنات البحرية وتحتل قاعدة الهرم الغذائي في السلسلة الغذائية ولذا يصطادها العمانيون ليستخدموها طعماً لصيد الأسماك كما اصطادها العمانيون لتجفيفها واستخدامها غذاء غنياً بالبروتينات والدهون سواء للحيوانات أو للإنسان ودخلت العومة في الصناعات الغذائية عالمياً، منذ فترة ليست بالقصيرة أهمها التعليب والتمليح وما زالت العومة من الأسماك المحببة في المائدة تستخدم بالطبخات والوجبات الغذائية كافة.

رفع سقف الإنتاج

وأشارت الدراسات التي نفذها مركز العلوم البحرية والسمكية إلى إمكانية رفع سقف إنتاج العومة من البحار العمانية وأوصت برفع إنتاج السلطنة من العومة بواقع 18.9% خلال السنوات المقبلة. كما قدرت الدراسات الحجم الأدنى المقترح للصيد في بحر عمان بـ 17 سم والحجم الأدنى المقترح للصيد في بحر العرب بـ 19 سم ويمكن أيضا توسيع نطاق الصيد ليشمل أعالي البحار باستخدام شباك البرسين للتحويط العميق على نطاق محدود والتخفيف على المصايد الساحلية، ويعني ذلك التوسع في الصناعات السمكية ورفع جودة المنتجات البحرية وقيمتها المضافة والتحكم في مسارات تسويق أسماك العومة على وجه الخصوص بشكل يرفع مساهمتها في الدخل الوطني من قطاع الثروة السمكية.

كثيرة الترحال

كما أوضحت الدراسة أن أسماك العومة المهاجرة كثيرة الترحال في أسراب منذ صغرها، وحتى كبرها ما يوفر لها الحماية من الكائنات المفترسة ويساعدها على التكاثر والتغذية بشكل جيد وتنتشر أسراب العومة في الجزء الغربي للمحيط الهندي الذي يشمل خليج عدن وبحر العرب وبحر عمان، وكذلك في الخليج العربي والبحار المحيطة في شرق وجنوب القارة الهندية هذه البحار والخلجان توجد فيها أسراب العومة بكثافة وربما تمتد إلى البحار المجاورة في مواسم معينة من العام. وأسماك العومة أو العيد كما تسمى محلياً والتي هي محور هذه الدراسة من أسماك السردين (Sardinella longiceps) المنتمية إلى العائلة Clupeidae والتي يوجد حوالي 21 نوعاً منها في البحار العُمانية هي من أسماك السطح الصغيرة وتسمى أيضا بالسردين الهندي الزيتي Indian oil sardine.

خارج مواسم التكاثر

وأسراب أسماك العومة تتحرك بسرعة كبيرة في البحر وأثناء هجرتها تقترب من سطح البحر متغذية على العوالق النباتية والتي هي عبارة عن كائنات وحيدة الخلية تتكاثر بالانقسام الثنائي البسيط وتمثل العوالق النباتية ما يقارب 56% من غذاء أسماك العومة غير أنها تتغذى أيضا على بيوض الأسماك الأخرى خلال فترة التغذية وتتغذى العومة بشكل أكبر خارج مواسم التكاثر بين شهري أبريل ويوليو وتقل تغذيتها أثناء فترة الإخصاب والتكاثر وبينت الدراسات التي قام بها مركز العلوم البحرية والسمكية أن العومة الصغيرة تتغذى بنهم أكبر عن العومة الكبيرة.

دليل على وفرة الصيد

إن هجرة أسماك العومة تجذب الكثير من الأسماك والكائنات الحية الأخرى وتجعلها تغير مسارات هجرتها، وقد أصبح معلوماً لدى الصيادين أن أسماك التونة والدلافين والحيتان تتبع هجرة أسماك العومة وهي دليل على وفرة الصيد إن وجدت في الموقع، وكذلك طيور النورس والبط البحري والسلاحف البحرية تهاجر معها وذلك لغنى لحم العومة بالبروتين والدهون التي تعطي الطاقة والحيوية لهذه الكائنات البحرية. وقد بينت الدراسات الهيدروغرافية العلاقة المباشرة بين تغيرات البيئة البحرية بما تحمله من مواد غذائية غنية خلال مواسم الخريف وازدهار العوالق البحرية التي توفر الغذاء الطبيعي للعومة، وهذا ينعكس إيجابياً على تكاثر ونمو أسماك العومة بما يعزز قدرة المخزون واستدامته.