مسقط -
أكّد رئيس العمليات الإقليمية لدى واحدة من كبرى شركات صناعة السيارات العالمية أن مسؤولية ربط الركاب أحزمة الأمان في السيارة تقع على السائق. ودعا مايك سونج، رئيس عمليات هيونداي في أفريقيا والشرق الأوسط السائقين إلى الأخذ بمسؤولياتهم عبر التأكّد من أن الركاب في سياراتهم، حتى أولئك الجالسين في المقاعد الخلفية، قد ربطوا أحزمة الأمان. ورأى سونج أن قلّة الالتزام بربط حزام الأمان ما تزال «عادة سيئة واسعة الانتشار»، بالرغم من أن القوانين في معظم بلدان العالم تتطلب وجود أحزمة أمان لكل راكب في المركبات الجديدة، وأن كثيراً من تلك البلدان لديها قوانين تفرض على الركاب ربط أحزمة الأمان. وأعرب المسؤول في صانعة السيارات الكورية عن شعوره بالقلق لكثرة ما يرى من ضعف التزام الركاب بربط حزام الأمان، قائلاً: إن حزام الأمان «ما يزال أهم ميزة من مزايا السلامة في السيارة»، وأضاف: «تبذل هيونداي جهوداً كبيرة لجعل السيارات الجديدة أكثر أماناً وسلامة، إلاّ أن حزام الأمان يبقى أهم مزايا الأمان المنفردة في أية سيارة؛ إذ إن خطر الإصابة أو الوفاة يزيد كثيراً ما لم يتمّ تثبيت الراكب في مكانه بقوّة أثناء وقوع حادث ما».
وقد أصبحت حديثاً دولة الإمارات، حيث يقع المقر الإقليمي لشركة هيونداي، أحدث بلدٍ يضع قوانين تفرض على جميع الركاب ربط أحزمة الأمان حتى في المقاعد الخلفية، في حين أعلنت الجهات المعنية بأنها تعتزم التأكّد من تطبيق القوانين على الجميع. وتُظهر إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن ربط حزام الأمان يقلّل من خطر الإصابات القاتلة بنسبة تصل إلى 50 في المئة لركاب المقاعد الأمامية و75 في المئة للجالسين في المقاعد الخلفية. أما القوانين التي تفرض ربط الأطفال بأحزمة الأمان ووضع الأطفال الصغار في مقاعد خاصة بهم مثبّتة بإحكام، فضلاً عن منع الأطفال من الجلوس في المقاعد الأمامية، فتقلّل من خطر الوفاة بنسبة 70 في المئة تقريباً للرضع وما بين 54 و80 في المئة للأطفال الصغار.
وأشار سونج إلى «اعتقاد خاطئ سائد بين الناس» بأن المقعد الخلفي في السيارة أكثر أماناً في حال وقوع حادث، ولكنه أكّد «عدم صحة هذا الأمر»، وقال: «لا يقتصر الخطر المحدق بالركاب الجالسين في المقاعد الخلفية على أنفسهم فحسب، وإنما يمتدّ لغيرهم؛ فالقوة الهائلة التي يمكنها أن تُلقي بجسم الراكب إلى الأمام في حادث ما تُشكّل أيضاً خطراً كبيراً على الآخرين».
من جانب آخر، قد تصبح الوسائد الهوائية، التي صُمّمت أساساً لتوفير حماية إضافية لأجزاء الجسم الضعيفة مثل الرأس والوجه، خطراً على شخص يندفع جسمه بسرعة في اتجاهها لحظة انتفاخها، فالخطر الذي قد يتعرض له الأطفال غير المربوطين بأحزمة الأمان جراء الاصطدام بالوسادة الهوائية أعلى من الخطر الذي يتعرض له البالغون، وفقاً لسونج، الذي أوضح أن ذلك هو السبب في أن كثيراً من البلدان بدأت توصي بعدم ركوب الأطفال الصغار في المقعد الأمامي بالسيارة وأن أخرى غيرها حظرت هذا الأمر تماماً».