مسقط - كاظم العجمي
أعلن ميثاق للصيرفة الإسلامية من بنك مسقط حصوله على الموافقة النهائية من الهيئة العامة لسوق المال والبنك المركزي العُماني وذلك لإطلاق أول برنامج صكوك مفتوح للجميع بمن فيهم الأفراد وذلك بقيمة 100 مليون ريال عماني، كأول مؤسسة مصرفية إسلامية تحصل على الموافقة لإصدار صكوك إسلامية بالقطاع.
ويؤكد نائب الرئيس التنفيذي للأعمال المصرفية الإسلامية ببنك مسقط سليمان بن حمد الحارثي، الدور الكبير للنوافذ الإسلامية في دعم الاقتصاد الوطني فهي توظف ما يزيد عن ألفي شاب وشابة، وأعطت إمكانية لكثير من الشباب لدراسة مجالات لم تكن متاحة سابقاً في السلطنة.
ويشير الحارثي في تصريح خاص لـ«الشبيبة» إلى أن «أصول ميثاق للصيرفة الإسلامية تجاوزت 1.2 بليون ريال عماني، ومعظمها استُخدمت لتمويل مشاريع تنموية كبيرة في قطاعات عدة في السلطنة كالصناعة، والزراعة، والتعدين، والطب، والصناعة الدوائية».
ويكشف الحارثي أن ميثاق للصيرفة الإسلامية وقّع مؤخراً مذكرة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لإطلاق المؤسسات الوقفية في السلطنة، معتبراً أن ذلك «يُعد من أكبر الإنجازات التي حققتها الصيرفة الإسلامية حتى الآن».
وحول الشرائح المستهدفة من هذا البرنامج يقول سليمان بن حمد الحارثي إن «البرنامج يركز على المستثمرين المبتدئين، الأمر الذي يمنحه ميزة خاصة، إذ إن الطرح الأول مخصص للمستثمرين الصغار، بالإضافة إلى المؤسسات والشركات وصناديق التقاعد، وأي شخص يريد الاستثمار»، موضحاً أن «الحد الأدنى لاستثمار هذه الصكوك هو ألف ريال عماني والقيمة الاسمية لها هي ريال عماني وبيستان كرسوم الإصدار، فيما ستكون مدة هذه الصكوك خمس سنوات، والعوائد في حدود 5 في المئة تدفع كل ستة أشهر».
ويوضح الحارثي أن «المؤشرات الأولية تبيّن إقبال المستثمرين على الاكتتاب في الصكوك والاستفادة من هذه الفرصة الاستثمارية التي تقدّم عوائد مجزية، ونحن بدورنا سنتابع عملية الاكتتاب، ويمكن زيادة مبلغ شهادات الصكوك في المرحلة الأولى من 25 مليون ريال إلى 50 مليون ريال عماني وذلك بحســب متطلبات وإقبال المستثمرين»، مؤكداً الحارثي أن هذه الخطـــوة ستعطي دفعة قويــة لميثاق لتقديم تسهيلات وخدمات مصرفية تلبي احتياجات الزبائن من الأفراد والمستثمرين والشـــركات، وتســـاهم في الوقت نفسه في تعزيز مجال التمـــويل الإسلامي لمختلف المشاريع التي يمكن طرحها خلال الفترة المقبلة.
صكوك للأفراد
من جانبه يؤكد مدير المنتجات والصيرفة الرقمية بمجموعة ميثاق للصيرفة الإسلامية أسعد الخروصي أن ما يميّز صكوك ميثاق أنها مقدمة للأفراد وليست محصورة على المؤسسات، وتأتي في هذا التوقيت دعماً من ميثاق -الرائد في الصيرفة الإسلامية بحصصه السوقية التي تصل إلى 35 %- للمخططات المستقبلية وللرؤى الاستراتيجية، بما يتسق مع الرؤى المتعلقة بالحكومة، خاصة ما يتعلق ببرنامج «تنفيذ» والمشاريع التي تعمل عليها الحكومة في الوقت الحاضر في مختلف القطاعات اللوجستية والأمن الغذائي والسياحة، وحرصاً من ميثاق بأن يحتل موقع الصدارة ويكون داعماً لهذه المشاريع ورافداً لها بما يضمن لها النجاح، إذ من المؤمل أن تسهم هذه المشاريع في تنويع مصادر الدخل، وكذلك إيجاد وظائف للشباب العُماني.
ويضيف الخروصي أن «قطاع المصارف الإسلامية أثبت وجوده ونجاحه مقارنةً بالتجارب الأخرى، فالحصة السوقية لهذه المصارف من إجمالي القطاع المصرفي تقارب 12 في المئة، وهو ما يعتبر إنجازاً كبيراً جداً في 4 سنوات، مدعوماً بالرغبة الكبيرة من قِبل المجتمع بأن يتعامل مع هذا النوع من المصارف وبما يتوافق مع مبادئهم وقيمهم». أما ميثاق فيُعد أكبر مؤسسة مصرفية إسلامية بواقع 18 فرعاً ولديه خطط للتوسع على مستوى الأفرع وأجهزة السحب والإيداع، ويطمح لأن يكون قريباً جداً من الزبائن في مختلف الولايات ولديه خطط طموحة في هذا الجانب.
فترة محدودة
ويوضح مدير المنتجات والصيرفة الرقمية بمجموعة ميثاق للصيرفة الإسلامية أسعد الخروصي أن فترة الاكتتاب محدودة، بدأت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وتستمر حتى الأول من يونيو المقبل، والمشاركة فيها تتطلب الحصول على رقم مستثمر، الذي يمكن الحصول عليه عن طريق شركة مسقط للمقاصة والإيداع، وكذلك أفرع بنوك الاكتتاب الموجودة، بعدها يمكن للمستثمر تقديم الطلب عن طريق أفرع ميثاق أو أفرع بنك مسقط أو بنك نزوى والاكتتاب في هذه الصكوك.
وأوضح المسؤولون في ميثاق للصيرفة الإسلامية خلال الفعالية أن الاكتتاب الأول للصكوك قد بدأ تدشينه بتاريخ 21 مايو 2017 وسيستمر حتى الأول من يونيو المقبل وذلك بقيمة 25 مليون ريال عماني كمرحلة أولى وبمعدل ربح يبلغ 5 % سنوياً ولمدة 5 سنوات مستحقة العام 2022، مضيفين أن الصكوك تستهدف المستثمرين والأفراد والشركات كافة، ويُعد برنامج الصكوك الأول من نوعه بالسلطنة والمفتوح للجميع بمن فيهم الأفراد، وتأتي هذه الخطوة لتؤكد مجدداً ريادة ميثاق للصيرفة الإسلامية من بنك مسقط في تعزيز مجال الصيرفة الإسلامية ونوعية الخدمات والتسهيلات التي يقدّمها بهدف تلبية احتياجات السوق ودعم مجالات التمويل الإسلامي بالسلطنة إذ تعد الصكوك بمثابة استثمار محلي وأداة لإدارة السيولة للمؤسسات المالية في البلاد، كما أوضح المسؤولون أن القيمة الاسمية للصكوك تبلغ ريالاً واحداً وبيستين كمصاريف إصدار لكل شهادة، على أن يكون الحد الأدنى للاكتتاب 1000 شهادة ولا يوجد حد أقصى للاكتتاب، ويمكن الحصول على استمارات طلب الصكوك أو الاستفسار من خلال زيارة أي فرع من فروع ميثاق للصيرفة الإسلامية المنتشرة في محافظات وولايات السلطنة كافة ومن خلال أيضاً فروع بنك نزوى.
النتائج المالية
وتعزيزاً للنجاحات التي يحققها ميثاق للصيرفة الإسلامية أعلن مؤخراً بنك مسقط عن النتائج المالية للأشهر الثلاثة المنتهية في 31 مارس 2017، إذ بلغ صافي التمويل الإسلامي 902 مليون ريال عماني في 31 مارس 2017 مقابل 665 مليون ريال عماني في الفترة نفسها من العام 2016، في حين بلغت ودائع زبائن الصيرفة الإسلامية 780 مليون ريال عماني في 31 مارس 2017 مقارنة بمبلغ 678 مليون ريال عماني في 31 مارس 2016، وبلغ صافي إيرادات التمويل الإسلامي 6.35 مليون ريال عماني في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2017 مقارنة بمبلغ 5.87 مليون ريــال عمـــاني للفترة نفسها من العام 2016.
تمويل المشاريع
وخـلال الفترة الفائتة حقق ميثاق للصيرفة الإسلامية العديد من الإنجازات وقدّم التمويل لعدد من المشاريع الاقتصادية والتجارية في مختلف المجالات، إذ يتمتع ميثاق للصيرفة الإسلامية من بنك مسقط بالخبرة في هذا المجال، والريادة في تقديم التسهيلات والخدمات المصرفية المتوافقة مع مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي تقديم التمويل المناسب لإنجاح مختلف المشاريع الاقتصادية والوقوف مع الشركات ورجال الأعمال لإنجاح مشاريعهم التجارية، فقد قام ميثاق خلال الفترة الفائتة بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتقديم تسهيلات تمويلية لعدد من الشركات والمصانع مثل الطيران العُماني وشركة القمر للحديد والصلب، وشركة الخليج لإنتاج الفطر وشركة سيباسيك عمان لإنتاج مشتقات زيت الخروع وشركة الهايل للسيراميك والبورسلين وشركة الصناعات الدوائية، كما وقع اتفاقيتين تمويليتين في مجال الأمن الغذائي ومع شركات أخرى في مختلف القطاعات، كما يحرص ميثاق على طرح المنتجات والخدمات المختلفة التي تلبي احتياجات الزبائن في مختلف محافظات السلطنة.