علي خالد
في السنوات الأخيرة اهتمت الجامعات والكليات الخاصة بالتحول من التوجه الإنتاجي إلى التوجه التسويقي حتى تتمكن من مواجهة المنافسة مع مؤسسات التعليم العالي الداخلية والخارجية. ولقد ظهر المسمى الوظيفي (مدير تسويق الخدمات الجامعية) في منتصف الثمانينيات من القرن الفائت ومنذ ذلك الوقت أصبح تسويق التخصصات والخدمات الجامعية اتجاهاً عالمياً تعمل به عدد كبير من الجامعات، إذ تقوم بتسويق التخصصات الجامعية وإبراز الرابط بين مخرجاتها الجامعية وسوق العمل. ومن خلال هذا التسويق ستتمكن الجامعات والكليات الخاصة من استقطاب الأعداد المطلوبة من الطلبة الجدد. والتسويق يساعد مؤسسات التعليم العالي في بناء سمعة أفضل لها وهذا سيكون له دور مساعد في جذب هيئات تدريس أكثر كفاءة وخبرة. وفي الوقت نفسه، التسويق يساعد مؤسسات التعليم العالي في تحديد التحديات المؤسسية الخاصة بها وتحديد التحديات الخارجية للأسواق التي تعمل بها، وهذا يساعدها في وضع خطط تشغيلية مساعدة لتطوير برامجها الأكاديمية. وقد تواجه بعض الجامعات والكليات الخاصة ضعفاً في التسويق لأسباب عدة أهمها نقص الكفاءات والخبرات التسويقية لدى العاملين في التسويق، وغياب الحوافز المالية والمعنوية للكوادر العاملة في التسويق، فضلاً عن ضعف المخصصات المالية لبند التسويق وعدم تخصيص مبالغ مالية كافية، وغياب الخطة التسويقية السنوية والتركيز على التسويق في مواسم معيّنة فقط (فترة التسجيل والقبول) بالإضافة إلى التشريعات الإدارية التي تضعف القدرة التسويقية للكوادر العاملة في التسويق. وللوصول لمستوى التنافسية يجب على الجامعات والكليات الخاصة توظيف الاستراتيجيات التسويقية التي تقوم بداية على تسويق التخصصات التعليمية.
فللوصول لمستوى التنافسية في التخصصات الأكاديمية على الكليات تصميم برامج تعليمية تتوافق مع احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية وذلك من خلال جمع المعلومات عن بيئة أسواق العمل المحلية والإقليمية والتنبؤ بالفرص الوظيفية لخريجي تلك الكليات. وتقديم نصائح مرتبطة بسوق العمل للطلبة الجدد ومساعدتهم في اختيار التخصصات المناسبة لهم ولسوق العمل. وفي الوقت الحالي على مؤسسات التعليم العالي التعاقد مع المؤسسات المالية التي تقدّم قروض الدراسة لطلبة التعليم العالي بالشروط والدفعات الميسرة. والعمل على تصميم برامج أكاديمية في التخصصات النادرة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إذ ستكون هذه التخصصات عاملاً مساعداً لجلب طلبة من تلك الدول.
وكذلك يجب العمل على تطوير الخطط التسويقية والأدوات التسويقية السنوية. فعلى القائمين بالعملية التسويقية في الكليات الخاصة تصميم خطة تسويقية سنوية، مع تحديد الأهداف التسويقية التي يجب تحقيقها ومراجعة هذه الخطة بشكل أسبوعي للتأكد من أنها تسير في المسار الصحيح وأنها تحقق الأهداف المحددة مسبقاً. وفي الخطة يجب تحديد الأسواق المستهدفة والفئة المستهدفة. وتصميم المواد الإعلانية التي تتوافق مع كل فئة مستهدفة وتحديد القنوات الإعلانية التي سيتم توظيفها للحملات التسويقية التقليدية والإلكترونية. ويجب أن نتذكر أن تسويق مؤسسات التعليم العالي يتطلب جهداً إضافياً في توليد الأفكار التسويقية والمحتوى التسويقي، إذ يجب توفير محتوى تسويقي يلبي احتياجات أفراد المجتمع ككل وتوظيف قنوات تسويقية تستطيع من خلالها الوصول لجميع أفراد المجتمع.
المدير التنفيذي
Marketing Leader Co-Oman