خاص -
التقت “الشبيبة” مع البطل العُماني الكابتن عيسى الحسني بطل بناء الأجسام، لنقترب أكثر من شخصية هذا البطل المحبوب صاحب الشعبية الكاسحة، ونتعرّف على تحضيراته ومشاركاته المقبلة، وممارساته اليومية التي جعلت منه بطلاً مشهوراً، ولنستطلع رأيه عن الرياضة وواقعها في السلطنة، وما هي طموحاته؟ فاستقبلنا الحسني برحابة صدر وبالشفافية والصراحة المعهودة عنه، فكان هذا الحوار:
المشاركات المقبلة
قال البطل العُماني لبناء الأجسام عيسى الحسني عن مشاركاته المقبلة: “ستكون مشاركتي المقبلة في بطولة BCA التي ستقام في لندن وانطلقت البطولة من يوم الجمعة 12 إلى يوم الأحد 14 مايو الجاري، وستكون البطولة لفئتين من الأوزان وهي ما دون 95 كلج وما أعلى من ذلك، وبذلك هي بطولة صعبة جداً، ولكن أنا دائماً أحب المنافسة على المركز الأول، وبعدها بأسبوع ستكون بطولة الـــــواوان بدولة الكويت، ومن المحتمل أن تكون خلال سبتمبر المقبل بطولة الواوان كلاسيك وهي من أقوى البطولات وأكثرها جوائز، وقد تصل الجوائز فيها إلى 200 ألف دولار، وهي بطولة عالمية”.
سفير الأخلاق
وعن طموحه قال الحسني: “طموحي أن أكون قدوة أخلاقية وسفير الرياضيين ورياضة بناء الأجسام خصوصاً في الأخلاق والتواضع، سواء على مستوى السلطنة أو مستوى الخليج أو العالم، وهناك صورة نمطية مأخوذه على رياضيي بناء الأجسام بأن لديهم “أجساماً” فقط.
ولكن لا بد من وجود الأخلاق والصفاء الداخلي، وأما المناصب والمراكز فنحن وصلنا إلى مراحل متقدمة وحققنا ميداليات للدولة وحققتُ إنجازات كبيرة في بطولة مستر أولمبيا وبطولة أستراليا في السنة الفائتة وبطولة كلاسيك وبطولة العالم وبطولة آسيا وبطولات عُمان بطبيعة الحال وبطولات دولة الإمارات وقطر والبحرين وفي أوروبـــــا لمرتين، ولكن لا تهمني الإنجازات بقدر ما يهمني احترام الناس”.
أهداف ممارسي الرياضة
وأضاف الحسني متحدثاً عن أهداف ممارسي رياضة بناء الأجسام فقال: “هناك هدفان من ممارسة رياضة بناء الأجسام لا ثالث لهما، إذ لا يبني الشاب جسمه بهدف المشاجرات إلا المتخلّف، والهدفان هما: بناء جسم لذات الشخص حتى يكون جسمه بشكل متناسق، والهدف الثاني هو للمشاركة في البطولات. وأقرب رياضة لتحقيق الألقاب هي رياضة بناء الأجسام، وتضع اللاعب أقرب إلى الشهرة، إذ إن المنافسة تحتدم في الرياضات الأخرى كالرياضات الجماعية مثل كرة القدم التي يصعب فيها الوصول إلى الألقاب”. كما أضاف الحسني أن رياضة بناء الأجسام تشغل الشباب في كل أوقاتهم وتجعلهم أبعد عن طرق الانحراف والإجرام، وذلك لطبيعة حياة لاعب رياضة بناء الأجسام.
المركز الأول
وعن توقعات الحسني للمراكز التي سيحققها في المشاركات المقبلة قال: “حقيقة، المنافسات ستكون قوية جداً ولكن أنا دائماً متفائل، وأشارك في البطولة وأقصد المركز الأول، ولا يهمني مَن الذي سيشارك وإنما عليّ أن أكون بكامل جاهزيتي حتى أقدِّم الذي عليّ”.
واقع الرياضة في السلطنة
وعن رياضة بناء الأجسام في السلطنة قال الحسني: “أنا من أقدم لاعبي بناء الأجسام في السلطنة فقد لعبت مع أغلب الأبطال الموجودين حالياً والذين رحلوا عن الساحة مثل حاجي هو بطل العالم، وجميعهم رحلوا عن الساحة وبقيت أنا”.
وأضاف الحسني: “وزير الرياضة السابق والحالي لم يقصرا، وربما يكون العيب في اللجنة المكلَّفة بإدارة اللعبة، فقد تكون غير مؤهلة لإدارة هذه الرياضة، فربما يُعيّن أشخاص لا يفهمون في الرياضة، وهذا هو سبب الفشل في كل شيء، والإنجازات التي يحققها اللاعبون لا تعود إلى اللجنة وإنما تعود إلى الناس الذين يعملون خلف اللجنة، وعلى سبيل المثال الكابتن فاضل والكابتن بدر العامري، فالإنجازات التي تحققن سببها المدرِّبون، والمنتخب العُماني محروم من المدرّب. نعم نحن نحقق الإنجازات باسم السلطنة ولاعبو بناء الأجسام تحت مظلة اللجنة ولكن في الحقيقة اللجنة ليست كل شيء”.
خامات مهيأة
وأكد الحسني أن عُمان لديها خامات الأبطال ولكن تنقصهم التدريبات والمعسكرات الخارجية، ولوجود التقصير في حقه كلاعب بناء الأجسام ابتعد عن المنتخب ويشارك باسمه وباسم السلطنة واتحاد الواوان والشركة الذي يمثلها.
الجماهيرية
وأكد الحسني أهمية رياضة بناء الأجسام في السلطنة واستحقاقها الحصول على دعم: “إن رياضة بناء الأجسام في السلطنة تحظى بجماهيرية تعد الأقوى في الشرق الأوسط، والمتابع للبطولات المختلفة سيجد أن الجمهور العُماني هو أقوى جمهور على مستوى الشرق الأوسط، وأتوقع في السنوات القليلة القريبة أن تكون هذه الرياضة لعبة تكتسح الوسط الشبابي ويكون الفكر الرياضي لديهم هو فكر بناء الأجسام”.
بطولة عُمان
وعن بطولة عُمان لبناء الأجسام الرابعة عشرة تحدّث الحسني عن رأيه فيها فقال: “إن بطولة عُمان لبناء الأجسام كانت قوية وفيها أبطال، فعلى كل المقاييس البطولة نجحت، وأبطالنا العمانيون شرّفونا في دول الخليج، وأفتخر بوجود أبطال عمانيين كعمر المسكري ومحمد الماس وأسماء كثيرة، وبطولة عُمان صنعت أبطالاً داخل عُمان”.
تطوير اللعبة
وعن تطوير اللعبة قال الحسني: “لا بد أن تكون هناك مخالطة للدول الأخرى لتبادل الخبرات والاطلاع على طبيعة التمارين. والاستمرار على حكر أبطال اللعبة داخلياً لن يطوّر منهم واللعبة”.
ظاهرة الاختفاء
وعن أسباب عدم استمرار اللاعبين في الرياضة قال: “إن من أسباب عدم مواصلة لاعبي بناء الأجسام في اللعبة هو أنها لعبة مكلّفة، إذ إنني أصرف 1350 ريالاً عمانياً على التغذية خلال الشهر فقط، وأجور المواطنين العمانيين لا تتحمّل هذه الكلفة، فالرياضة هذه تتطلب تضحيات كبيرة، وقدمت تضحيات خلال الـ21 سنة منذ بدأت في بناء الأجسام إذ إن أول بطولة شاركت بها كانت العام 2004 ولم أتوقف من حينها إلى اليوم، وهذا يعد رقماً قياسياً في الاستمرار باللعبة، وكان وزني في أول بطولة 58 كيلوجراماً، وكان عمري حينها 24 سنة، والآن بعمر الـ37 سنة وفي الفترة الراهنة يبلغ وزني 93 كيلوجراماً”.
غياب داخلي
وعن عدم مشاركته في بطولة عُمان لبناء الأجسام علّق قائلاً: “لم أشارك في بطولة عُمان لبناء الأجسام، وهذا يعود إلى سببين: فنحن أبطال عُمان نترك الفرص للآخرين لإبراز أنفسهم، والسبب الثاني أنني التحقت باتحاد الواوان وخرجت من اتحاد عُمان وهذا لا يسمح لي بالمشاركة في البطولات التابعة للاتحاد، إلا في حالة تركت اتحاد الواوان ومن بعدها أُعطَى عقوبة الإيقاف لمدة سنتين ومن ثم يمكنني العودة مرة أخرى للاتحاد”.