جامعة السلطان قابوس تحتفل بالذكرى السنوية الـ17 للزيارة السامية .. الربيعي: التعليم هو الركيزة الأساسية للسلطنة ويحظى بجل اهتمامها

بلادنا الأربعاء ٠٣/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
جامعة السلطان قابوس تحتفل بالذكرى السنوية الـ17 للزيارة السامية ..

الربيعي: التعليم هو الركيزة الأساسية للسلطنة ويحظى بجل اهتمامها

مسقط - سعيد الهاشمي

أكد الأمين العام لمجلس التعليم سعادة د.سعيد بن حمد الربيعي أن السلطنة تنظر إلى التعليم على أنه الركيزة الأساسية، إذ يحظى باهتمام كبير وعظيم.

وقال في تصريح خاص لـ«الشبيبة» إن هناك اهتماماً كبيراً بالتعليم من قبل جميع المؤسسات التعليمية. فعلى مستوى التعليم المدرسي هناك جهود كبيرة جداً ومتواصلة لتطوير منظومة التعليم ما قبل المدرسي والمدرسي، كما أن هناك اهتماماً كبيراً على مستوى التعليم العالي بأطيافه كافة: «الأكاديمي والتقني والمهني» وسنجني ثماره في المستقبل.

وحول جهود الجهات المعنية لتحسين جودة التعليم قال الربيعي: بالنسبة لجودة التعليم فهناك مبادرات كبيرة قامت بها وزارة التربية والتعليم في ما يتعلق بإعداد وتأهيل المعلمين فيما يتعلق بالتقويم التربوي وفيما يتعلق بإعادة بناء المناهج الدراسية، كما أن هناك جهوداً أخرى متعلقة بالمؤشرات التعليمية سواء على مستوى التعليم المدرسي أو التعليم العالي، وهناك جهود على مستوى الوزارات الأخرى المشرفة على منظومة التعليم فيما يتعلق بجودة التعليم سواء في وزارة التعليم العالي وما تبذله من جهود في هذا الجانب، أو في وزارة القوى العاملة والمؤسسات ذات الصلة، وكل هذه الجهود ستصب في رسم مستقبل أفضل ومشرق للتعليم في وطننا الغالي.
وعن تقييم الجامعات والكليات قال الربيعي: بالنسبة للتقييم فهو على أكثر من مستوى، أولها تقوم هذه المؤسسات بتقييم ذاتها بالاهتمام بتقييم جودة التعليم فيها من خلال مكاتبها لضمان الجودة، وهناك أيضاً دور تقوم به الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي في تقييم هذه المؤسسات بناء على معايير موثوق بها.
كما أن وزارة القوى العاملة تعمل على مؤشرات تعليمية، بحيث تقيس مستوى المؤسسات التعليمية سواء كانت مؤسسات حكومية أو خاصة.
وأضاف الربيعي: أن هناك جامعات ومؤسسات تعليمية حظيت بالحصول على اعتماد مؤسسي واعتماد برامجي وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك تقدماً بالنسبة لجودة التعليم في السلطنة -والحمد لله، وهناك تطور ملحوظ من عام إلى آخر، كما أن لدينا مؤسسات في التعليم العالي أثبتت وجودها على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي وحتى على المستوى الدولي في طبيعة ونوعية البرامج، وحتى في نوعية المخرجات التي أخرجتها خلال الفترة الفائتة، ونأمل من خلال مؤسسات التعليم كافة أن نرتقي بجودة التعليم سواء في التعليم المدرسي أو التعليم العالي.
وحول سؤال «الشبيبة» عمّا يثار من عدم مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل قال الأمين العام لمجلس التعليم: هذه المسألة تحتاج إلى علامة استفهام، لأننا دائماً ما نسأل ماذا يريد الاقتصاد؟ وماذا تريد جهات الإنتاج من مخرجات التعليم؟ وهنا لابد أن ننظر بعين واسعة فيما يتعلق بنوعية الاقتصاد الموجود في السلطنة ومدى تنوعه وتوسعه حتى نستطيع الحكم بأنه لا توجد مواءمة بين ما يحتاجه الاقتصاد وبين ما تخرّجه مؤسسات التعليم، فقد أصبحت المؤسسات التعليمية الآن قادرة على إيجاد مخرجات متنوعة من خلال برامجها وبمستويات عالية، ولكن يجب أن ننظر من الجهة الأخرى ما هو مستقبل المخرجات، فلابد للقطاع الاقتصادي والقطاع الصناعي والإنتاجي أن يكونا قريبين من المؤسسات الأكاديمية، وأن تكون هناك شراكة في بناء البرامج الأكاديمية والمناهج التعليمية، وأيضاً المشاركة في التقييم وصنع القرار، كذلك لابد لها أن تتيح المجال للتدريب الميداني لهؤلاء الطلبة، فعلينا أن نؤهل المخرجات بالجانب النظري والتطبيقي، وهذا لا يتهيأ إلا من خلال فتح الفرص لهم في المؤسسات الاقتصادية والإنتاجية، فلابد من وجود تكاملية بين المؤسسات الأكاديمية وبين المؤسسات الاقتصادية والصناعية، بحيث نستطيع أن نهيئ الخريجين للانخراط المباشر في سوق العمل.
جاء ذلك على هامش احتفال جامعة السلطان قابوس صباح أمس بالذكرى السنوية السابعة عشرة للزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- للجامعة التي كانت في العام 2000 وذلك برعاية مستشار الدولة معالي الشيخ محمد بن عبدالله الهنائي.
وقال رئيس الجامعة سعادة د.علي بن سعود البيماني في كلمته بالمناسبة: إن ليومِ الجامعةِ وقعاً عظيماً في نفوسِنا جميعاً، فهو اليومُ الذي حَظِيتْ الجامعةُ فيه بالحَظْوةِ العُليا والمكانةِ الفُضْلَى؛ إذ شَرُفتْ بالمقامِ الساميِ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ قابوسِ بن سعيد -أبقاه اللهُ لعمانَ وشعبِها- فلم نزلْ نذكرُ تلكَ اللحظاتِ، التي لا تفارقُ أذهانَنا، وتلك الكلماتِ المضيئة، التي أنارتْ دروبَنا، فكان لهذا اليومِ إجلالُه وتقديرُه.
وأضاف البيماني: تأتي الذكرى السابعةَ عشرةَ ليومِ الجامعةِ لهذا العام، وهي ضمنَ أفضلِ خمسينَ جامعة على مستوى الجامعاتِ الشابةِ في العالم، حسبَ تصنيفِ التايمزِ للتعليمِ العالي للجامعاتِ الشابة للعام 2017، فالجامعةُ التي تأسستْ في العام 1986، وبدأتْ بـ (500) خمسمئةِ طالبٍ وطالبة، يلتحقُ بها الآن أكثرُ مِنْ (18000) ثمانيةَ عشرَ ألفَ طالبٍ وطالبة، يمثّلونَ أكثرَ مِنْ (38) ثمانيةٍ وثلاثينَ دولة، ولدينا أكاديميونَ مِنْ (69) تسع وستينَ دولة، واتفاقياتِ تعاونٍ مشتركة، مع جامعاتٍ في آسيا وأوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وإفريقيا.
وقال الأمين العام لمجلس التعليم سعادة د. سعيد بن حمد الربيعي في تصريح صحفي لوسائل الإعلام على هامش الاحتفال: إننا نجني ثمار هذه المكرمة السامية طوال السنوات السبع عشرة الفائتة ولا زلنا نجني ثمارها، وما رأيناه اليوم من نتائج وبحوث متقدمة للأكاديميين في جامعة السلطان قابوس ومن مشاركات بحثية ميدانية ومن مشاركات بحثية على مستوى استراتيجي يخدم التنمية المستدامة في السلطنة يثلج الصدر، فحري بنا أن نحتفي بها اليوم في كل عام، وأيضاً لتتجدد هذه الهمم الوثابة للمضي قدماً في المشاركة والمساهمة بفعالية في البحث العلمي وفي خدمة نواحي الحياة عامة الاقتصادية منها والاجتماعية والتربوية والتعليمية.
وفي كلمتها خلال الاحتفال أعلنت نائبة الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة السلطان قابوس د.رحمة بنت إبراهيم المحروقية عن أسماء المشاريع الفائزة بتمويل الدعم السامي لهذا العام.
كما أعلنت عن استحداث منحة جديدة مشتركة قوامها 80 ألف ريال عماني بين الجامعة وجمهورية جنوب إفريقيا، واستحداث منحة جديدة أخرى هي منحة عمادة البحث العلمي التي تهدف إلى تقديم الـــــــدعم للمشاريع البحــــثية بما لا يزيد على ثلاثة آلاف ريال عماني للمشروع الواحد على ألا تتجاوز مدة المشروع البحثي العام الواحد. وأعلنت أيضاً عن مبادرة جديدة لعمادة البحث العلمي لتشجيع المجموعات البحثية إذ ستُسجل هذه المجموعات وسيُسلط الضوء على إنتاجها، كذلك أعلنت الدكتورة عن جائزة عمادة البحث العلمي لأفضل المجموعات البحثية إنتاجاً، وقيمة الجائزة ثلاثة آلاف ريال عماني تمنح سنويّاً في يوم الجامعة بدءاً من العام المقبل إن شاء الله.
كما عُرض فيلم البحث العلمي الذي أعدته دائرة النشر العلمي والتواصل بالتعاون مع شركة عكاسة، بعدها كُرِّم مجموعة من الباحثين، والأكاديميين، والموظفين المجيدين والحاصلين على جوائز علمية إلى جانب عدد من الطلاب المتفوقين علمياً والمجيدين في الأنشطة، بعد ذلك افتُتح معرض البحوث الاستشارية الذي يتضمن أبرز الاستشارات البحثية التي قدمتها جامعة السلطان قابوس لعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة في السلطنة، وأبرز نتائجها.