مسقط - فريد قمر
أكدت وزارة النقل والاتصالات أنها تابعت باهتمام ردود أفعال بعض قائدي مركبات الأجرة من جرّاء تطبيق بعض الإجراءات التنظيمية والتطويرية لقطاع مركبات الأجرة بالسلطنة التي تحاول الوزارة جاهدة أن تدفع بها لرفع كفاءة هذا القطاع المهم وزيادة عوائده من خلال تنظيم العمل فيه، ومن دون الإضرار بمقدمي تلك الخدمة من المواطنين. وحثّت الوزارة أصحاب مركبات الأجرة للانضمام إلى خدمتي «مرحبا تاكسي»، و«تاكسي مواصلات».
ويقول مدير المشاريع الخاصة في شركة انجنويتي عمان، يوسف الهوتي، التي أطلقت «مرحبا تاكسي»: إن الحكومة كانت حريصة منذ البداية على عدم الإضرار بأصحاب المركبات، ونحن قبلنا بهذا الأمر لأن الأساس هي المصلحة العامة، ولأن المشروع سيدعم قطاعي السياحة والنقل بالسلطنة». واعتبر «أن فكرة المشروع تقوم على أن يكون دخل الشركة مرتبطاً كلياً بدخل المواطن، وكلما حصل على دخل أعلى تحصل الشركة على دخل أعلى وكلما انخفض دخله ينخفض دخل الشركة».
ويؤكد في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن «المشروع لا ينافس أصحاب المركبات من المواطنين، فهذا النظام لم يكن موجوداً وبالتالي أدخلت خدمة جديدة لم تكن متوفرة، وكذلك نحن لا ننافس أصحاب المركبات لأن أصحاب المركبات الذين نعمل معهم هم من المواطنين الموجودين في السوق وبالتالي (المواطن لا ينافس نفسه)». ويؤكد أن «الشركة قدّمت مجموعة من الخدمات لأصحاب المركبات من خلال توفير أسعار خاصة لأصحاب المركبات وتخفيضات على التأمين».
ويعتبر أن هدف الحكومة من الأساس هو تطوير القطاع السياحي الذي يشكل أساساً للنظرة الاقتصادية المستقبلية للسلطنة، وهو قطاع مرتبط بشكل كبير بقطاع النقل، وتطوير النقل يؤدي إلى دعم الاقتصاد الذي ينعكس إيجاباً على الجميع. ورسالتنا للشركة، أننا لا ننافس المواطن ولا نضر بمصالحه، وهدفنا الرئيسي أن نقدّم خدمة تتميّز بالجودة مما يفيد جميع الأطراف.
مواصلات
بدوره يؤكد الرئيس التنفيذي لـ»مواصلات» أحمد بن علي البلوشي أن خطة الوزارة لا تضر بأصحاب المركبات؛ لأن مواصلات تدير فقط ولا تمتلك أسطولاً، بل هي تعظّم الفائدة لأصحاب المركبات من خلال إدخال التقنية والنظام الجديد إذ لن يضطر صاحب المركبة للانتظار طويلاً أو للتجوال حتى يحصّل الزبون الذي سيأتيه من خلال التطبيق. وكذلك فإن صاحب المركبة سيستفيد من التدريب على الأجهزة والعدادات والقيادة الوقائية وخدمة العملاء وهذا سيخدم القطاع والسلطنة على السواء.
ويعتبر في تصريح لـ»الشبيبة» أن مواصلات تستهدف التعاقد مع 400 أو 500 صاحب مركبة في المرحلة الأولى وهذا سيزيد عوائدهم، وسيستفيدون كذلك من نصف العائدات على الإعلانات لمَن يرغب بذلك، ويؤكد أن العدد النهائي للمركبات ستحدده الحاجة وهو قابل للزيادة. ويؤكد أن سيارات أجرة المطار والسيارات العاملة في المجمعات التجارية من المفترض أن تنضم للشركة، والمطار يحوي الآن 120 مركبة مع احتمال زيادة العدد مع افتتاح المطار الجديد وثمة أعداد كبيرة من السيارات العاملة في المجمعات التي- بحسب النظام الجديد- ستنضم إلى مواصلات لتتمكن من العمل في المجمعات. وعن إطلاق التطبيق والتسعيرة يقول إن الشركة حالياً في طور استعراض العروض لتصميم التطبيق والأمر سيحتاج بضعة شهور، والتسعيرة ستعلن بعد دراستها قبل إطلاق التطبيق بوقت قصير.
وكانت الوزارة أعلنت في بيان لها أمس عن مرتكزاتها لتطوير هذا القطاع، لاسيما بعد منح رخصتين لشركتي «تاكسي مواصلات» و«مرحبا تاكسي» لإدارة خدمة التاكسي عبر الطلب والتي تشمل تشغيل الخدمة كذلك في المطار والمجمعات التجارية والفنادق فضلاً عن ميناء السلطان قابوس.
واعتبرت أن «تطوير قطاع مركبات الأجرة أصبح أمراً حتمياً وضرورياً»، وأكدت أن الوضع الحالي لقطاع مركبات الأجرة في السلطنة «ما زال دون الطموح ويفتقر للتنظيم الفعّال، ويخلو من متطلبات الأمن والسلامة والتدريب»، موضحة أنه ترد للوزارة العديد من الشكاوى في هذا الخصوص.
وأوضحت الوزارة أنه بعد اعتماد قانون النقل البري تم إشراك ذوي العلاقة من الجهات المعنية وفئة المواطنين مقدمي الخدمة، والأخذ بالعديد من مقترحاتهم.
وعن منح رخص «إدارة عمل مركبات الأجرة»، أوضحت أنها منحت ترخيصين الأول لأجرة مواصلات، ويشمل تقديم الخدمة في المطار والمجمعات التجارية، والثاني لأجرة «مرحبا» وتشمل الفنادق وميناء السلطان قابوس، بالإضافة لخدمات مركبة الأجرة تحت الطلب.
وحرصاً من وزارة النقل والاتصالات على عدم الضرر بمالكي مركبات الأجرة في الأماكن المشار إليها، لم تمنح الشركتين المذكورتين رخصاً لممارسة المهنة وإنما لإدارة الخدمة فقط، وعليهم استخدام الرخص الموجودة حالياً لدى مالكي هذه المركبات، بهدف أن تقوم الشركتان بتطوير الوضع الحالي من حيث الأنظمة التقنية، والعدادات، والصبغ، والحجوزات، والتدريب، وجوانب الأمن والسلامة، ومنح السائقين أفضل العروض لشراء مركباتهم وتأمينها وصيانتها.
وحثت الوزارة قائدي مركبات الأجرة العاملة حالياً بالانضمام للشركتين: سائقي مركبات الأجرة بالفنادق والميناء إلى «أجرة مرحبا»، وسائقي مركبات الأجرة في المطار والمجمعات التجارية إلى «أجرة مواصلات». وفي حال عدم رغبتهم، فمن حق الشركتين الإعلان لمَن يرغب بالانضمام لهما من المواطنين المالكين لمركبات الأجرة.