استطلاع - ليلى بنت حمد العامرية
تصبح العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة في أوجها في سنتها الأولى حيث يبدأ الشريكان في العام الأول بالتعرف والتعايش مع طباع بعضهما البعض لذا فإن المصادمات عادة ما تتأخر إلى ما بعد العام الأول حيث يبدأ الروتين المعتاد في الحياة الأسرية بالتغيير وغالبا ما ينصرف الرجل إلى حياته التي سبقت فترة الزواج ويصبح مستعدا لأن يعود عازبا أحيانا من خلال نمط الحياة الذي يسعى لإعادته. ومن بين الأمور التي قد تتغير تلقائيا مع مرور الأيام في الحياة الزوجية مسألة الاهتمام، فعندما يبدأ الرجل بإعادة نمط حياته السابق يدفعه ذلك لإهمال الحياة الأسرية والابتعاد شيئا فشيئا عن حياته الأسرية، ولأن الكثير من الإشكاليات تقع بسبب الإهمال الأسري و»الزوجي» تبدأ الخلافات بالتسلل إلى الحياة الأسرية لتصل أحيانا إلى طريق مغلق. «7 أيام» تتطرق للموضوع من خلال الاستطلاع التالي الذي يبين رأي بعض النساء.
تشتكي الكثير من النساء من تسلل شبح الإهمال إلى الحياة الزوجية من جهة الزوج حيث يبدأ الرجل بالانشغال والتشاغل بأمور الحياة ويتجاهل بذلك الناحية العاطفية تاركا الزوجة وأمورها جانبا.
حيث توصلت دراسة حديثة أجريت على 2000 زوج وزوجة إلى أن المرحلة التي تبدأ فيها العلاقة بالبرود هي بعد مرور 3 سنوات و6 شهور، فعندها تفقد العلاقة بريقها حيث يبدأ الزوجان بالتوقف عن التعبير عن حبهما لبعضهما البعض.
وأكدت الدراسة ان مسألة التحدث معا فترة المساء تتلاشى بعد هذه المدة حيث يلجأ الزوجان إلى النوم في أوقات متفاوتة، بل ويتناولان الطعام كل في الوقت والغرفة التي تناسبه، مفضلين مشاهدة التلفاز خلال الأكل بدل المشاركة في حوار ثنائي على المائدة.
وكشفت الأرقام الصادرة عن الدراسة أن 82% من المستفتين أبدوا رضاهم عن علاقتهم الزوجية، لكن 49% يفضلون لو كان الشريك أكثر اهتماما ورومانسية.
في استطلاع رأي حول الموضوع تؤكد بعض الزوجات وجود هذه الإشكالية في حياتهن الأسرية حيث تقول منى النبهانية: في الواقع هي مشكلة حتمية لابد من ظهورها مع مرور الوقت والسنوات، فالحياة الزوجية غالبا ما تكون في أولى أعوامها كالحلم الجميل الذي سرعان ما ينتهي بانتهاء مدة قد تطول أو تقصر.
وتكمل منى: بالنسبة لي كانت فترة السنة الأولى من زواجي هي الأفضل على الإطلاق، فقد كنا متفاهمين أكثر بسبب قلة الخلافات إلا أن الخلافات ازدادت مع مرور الأيام ووجود عدد من الأطفال، أما بالنسبة للإهمال فأنا والحمد لله لا أعاني من هذه المشكلة كثيرا فهناك إهمال لكن بسيط جدا وغير متعمد أحيانا، فقد ينسى زوجي بعض الأمور المهمة من طلبات واحتياجات بسبب انشغاله بعمله خارج المنزل إلا أن في الواقع هناك الكثير من النساء اللاتي يعانين من هذه المشكلة التي قد تصل أحيانا -مع الأسف- إلى الطلاق، فصديقتي المقربة على سبيل المثال بعد عامين من زاوجها رزقت بمولود لكنها بدأت تشعر بالنقص والتقصير من قبل زوجها فكثيرا ما كانت تسعى للاهتمام بطفلها لوحدها فعندما يمرض لم يكن يأخذه للمستشفى بل كانت هي من يفعل ذلك حتى مرض في إحدى المرات واضطرت للذهاب به إلى الطبيب في ساعة متأخرة من الليل لأنه رفض أن يستيقظ من نومه، كما أنها كثيرا ما كانت تخرج في أوقات متأخرة أحيانا لشراء بعض المستلزمات له مثل الحليب والحفاضات وغيره مما دفعها إلى طلب الطلاق والابتعاد عنه فهو لم يكن مهما في حياتها ولم يكن يهتم بها ولا بطفلهما فما فائدة بقائها معه؟
وتؤكد النبهانية قائلة: في الواقع لو أن الرجل بدأ ينصرف عن واقع حياته الزوجية والأسرية لأصبح الملل سيد الموقف ولحدثت الكثير من المشاكل والخلافات التي توصل إلى نهايات غير سعيدة.
أما بالنسبة لمحمد بن سالم الزكواني فهو يرى أن الإهمال الزوجي يحدث من طرف المرأة وليس الرجل ويقول: حينما تنجب المرأة تبدأ بإعطاء طفلها كل وقتها وتبدأ بإهمال الزوج وحينما يزداد عدد الأطفال يصبح وقت الزوجة مقسما بينهم وبين متطلبات المنزل مما يجعل المرأة تهمل زوجها ليقابلها بعد ذلك بالإهمال ويبدأ في البحث عما يشغل وقته خارج المنزل.
أما زينة البروانية فهي تجد أن الإهمال في الحياة الزوجية يحدث حينما يهتم الزوج بكثرة الخروج من المنزل والانصراف إلى السهر والجلسات مع الأصدقاء لساعات طويلة وبشكل دائم.
وتقول زينة: في الواقع نجد المرأة حينما تتزوج تعطي كل وقتها لبيتها وزوجها وابنائها وعملها -إن كانت عاملة- لذا فإنها تهمل نفسها وليس سواها، أما بالنسبة لعلاقة الرجل بالمرأة بعد الزواج فهي تتغير تماما فسرعان ما تتبدل حياة الحلم الوردي في فترة الخطبة إلى واقع مرير -أحيانا- بسبب أنانية بعض الأزواج وسوء تقدير العلاقة الزوجية، فالكثير منهم يصبح شخصا مهملا لزوجته وابنائه ويترك الحمل برمته على الزوجة التي لا تجد معينا في كثير من الأحيان، وأذكر قصة لإحدى قريباتي حيث أصبحت تشعر بالملل والضجر بعد سنوات قليلة من زواجها فهي لم ترزق بطفل فكانت تجلس ساعات طويلة لوحدها في المنزل حيث يأتي زوجها من العمل ليتناول طعام الغداء ثم ينصرف إلى النوم وبعد أن يستيقظ يخرج مباشرة إلى جلساته مع أصدقائه في المقاهي حتى أوقات متأخرة من الليل وظلت سنوات طويلة على هذا الحال وهي تشتكي من الوحدة والملل بسبب الإهمال إلى أن رزقها الله بطفل ثم بعد ذلك أصبح لديها أكثر من طفل وأصبحت تعطي وقتها لأطفالها، أما زوجها فمنذ سنوات طوال وحتى الآن على حاله خروجات يومية وسهرات خارج المنزل.
واضافت زينة: لذا فأنا لا أريد أن اتعجل في مسألة الزواج فاختيار الشخص المناسب له دور في عدم ظهور مثل هذه المشاكل في الحياة الزوجية وأنا أنصح كل فتاة بأن تتعرف على شخصية خاطبها قبل أن تعطي الموافقة وتقع في مشاكل كثيرة تجعل حياتها جحيما لا يطاق بعد الزواج.