صلالة - عادل اليافعي
نشأت في الجانب الغربي من صلالة بحيرة مائية من بقايا مياه الصرف الصحي وهي متاخمة للمنطقة الصناعية ونمت حول هذه البحيرة أشجار القرم وبعض الحشائش والطيور، وهذه البحيرة تكون على مسار وادي غارب في المنطقة الصناعية من ريسوت وتبعد عن ولاية صلالة 17 كيلومتراً من مركز المدينة، إذ تقع محطة معالجة الصرف الصحي وتحديدا في الجهة الشرقية الشمالية وتقع الهيئة العامة للمناطق الصناعية في الجهة الشرقية الجنوبية، كما تقع مصانع الطابوق والانترلوك وكذلك مصانع الخرسانة الجاهزة في الجهة الغربية للوادي كما يوجد من الجانب الجنوبي للوادي بعض الكسارات ومعدات تصنيع الرمل.
المجلس البلدي
رئيس لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والبيئية بالمجلس البلدي لمحافظة ظفار م.احمد بن محمد بيت علي سليمان أكد أن المجلس وقف على وجود تجمع المياه الراكدة بمجرى وادي غارب والتي تراكمت عبر السنين الفائتة ما جعل هذه البركة الراكدة بيئة قابلة لأن تصبح ناقلة للتلوث، وقد ناقش المجلس هذا الموضوع حرصاً منه على الاهتمام بقضايا البيئة. ولكي يعطي المجلس الموضوع حقه من النقاش الكافي على أسس علمية ومنهجية لدراسة هذا الأمر أحال الموضوع إلى لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والبيئية بالمجلس، وتقوم أمانة سر المجلس البلدي حالياً بالتنسيق اللازم مع جهات الاختصاص تمهيدا لعقد اجتماع للجنة مع هذه الجهات للتعرف على أسباب المشكلة بغية دراسة الأثر البيئي للوضع القائم وآلية حله، وسيتم عقد الاجتماع خلال الأيام المقبلة لبحث هذا الأمر للخروج بتوصيات مناسبة ليتم رفعها في اجتماع المجلس البلدي المقبل.
مردود اقتصادي
من جانبه قال رجل الأعمال ياسر بن حافظ النهدي إن مياه الصرف الصحي تعد مورداً اقتصادياً مهماً ينبغي الاستفادة منه خاصة في المناطق الجافة لدينا في السلطنة ودول الخليج إذ نحتاج إلى أي مورد مائي يمكن أن يسهم في الجانب الاقتصادي إذ يمكن أن تتم الاستفادة من الكميات الكبيرة من هذه المياه المعالجة في العديد من المشاريع الاقتصادية التي يمكن أن تدر على السلطنة دخلاً كبيراً، هذا إلى جانب معالجة الهدر الكبير للمخزون المائي الذي يهدر بشكل يومي بولاية صلالة لدرجة أن هذا المخزون الجوفي أصبح ممزوجاً بمياه البحر، فالأولى بنا أن نحقن هذه المزارع ونغذيها بهذه المياه المعالجة بدل الهدر وصبها بالبحر، إضافة إلى التوسع في إدخال العديد من المحاصيل الحقلية العلفية الموسمية والمعمرة باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً ومراقبة الاستخدام المستمر لهذه المياه على التربة والنبات من خلال الاستمرارية في التحليلات المختبرية للمعادن الثقيلة. والسلطنة بحاجة دائمة ومستمرة إلى وجود حشائش وعلى مدار العام لتغذية المواشي وسهل صلالة أصبح سهلاً متصحراً ومن خلال هذه المياه يمكن إنعاش هذا السهل وجعله كالسابق سهلاً رعوياً وبذلك تكون التكلفة على المزارع أو أصحاب المواشي اقتصادياً أخف درجة مما هو حاصل الآن.
الصرف الصحي
ووجهت «الشبيبة» أسئلة عن هذه البحيرة لشركة صلالة لخدمات الصرف الصحي إذ قالت في ردها: منذ بدء عمل معالجة مياه الصرف الصحي تم الاتفاق مع جميع الجهات الحكومية على أن يستخدم وادي غارب للحالات الطارئة لمحطة المعالجة كما هو منصوص عليه في الدراسة الأولية التي تمت من قبل الاستشاري المصمم للمحطة في العام 1992، وذلك بأن يستخدم الوادي في الحالات الطارئة لتفريغ مياه الصرف الصحي، وكذلك المياه المعالجة الزائدة في هذا الوادي وتم تصميم المحطة بناء على هذا الأساس إذ تم إنشاء أحواض الطوارئ وكذلك مخرج المياه المعالجة الزائدة للوادي بوادي غارب.
وتضيف الشركة في ردها: كان يتم تفريغ المياه الزائدة منذ بدء المشروع العام 2002 إلى تاريخه في هذا الوادي وأكدت الشركة أنها قامت بجهود مكثفة لاستخدام المياه إلا أن الزيادة في معدلات المياه المعالجة كانت أكبر بكثير من المياه المستخدمة إذ بدأت المحطة في العام 2002 بإنتاج 12000 متر مكعب يومياً وارتفعت إلى 42000 متر مكعب يومياً خلال الفترات العادية وتصل إلى 50000 في فترة الخريف، الأمر الذي أدى إلى تراكم هذه المياه في وادي غارب مع الإشارة إلى أن هذه المياه تتوافق مع الاشتراطات البيئية حسب المرسوم السلطاني 115/2001 ولا تحتوي على ملوثات بيولوجية أو صناعية، إذ يتم تحليل هذه المياه يومياً قبل تفريغها بالوادي، كما تم عمل عدة تحاليل للمياه في الوادي.