مسقط-
تنظم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمهرجان مسقط لعام 2016 م معرض "رسالة وإبداع وريادة " للفنانات التشكيليات بنادي الواحات وذلك عند السابعة والنصف من مساء اليوم برعاية وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية سعادة د. حمد بن سعيد العوفي، حيث يشارك في المعرض 40 فنانة تشكيلية عمانية. ويسلط المعرض الضوء على تجارب عديده من الفنانات العُمانيات الأسبق حضوراً مثل الفنانة التشكيلية رابحة محمود، والفنانة التشكيلية سهير محمد، والفنانة التشكيلية زكية البروانية، والفنانة التشكيلية ياسمين محمد، والفنانة التشكيلية شميم محمد، والفنانة التشكيلية مريم الزدجالية، والفنانة التشكيلية نوال عتيق من محافظة ظفار.
ولكل فنانة منهن قصص و أحاسيس و مشاعر ترويها، ورسائلُ ثقافية و إبداعية توصلها من خلال أعمالها الفنية، فكان لرابحة فضل الريادة في المشهد التشكيلي العُماني حيثُ أبرزت المرأة العُمانية بكل تجلياتها الثقافية والفكرية والتراثية من خلال بصمتها التي اعتمدت على نقل المرأة العمانية بكل ملامحها كونها كانت المحور الأساسي لأعمالها، بينما أتت الشاعرة و الأديبة و الفنانة العُمانية سهير فوده بالمرأة كرمز للحب راسمة بقصائدها أعمالا فنية متنوعة تأخذ المشاهد إلى الطبيعة و الحياة الاجتماعية و الفنون الشعبية العُمانية، أما الفنانة التشكيلية زكية البروانية فكانت الفنانة المتطورة لأبعد الحدود في أساليبها الفنية والتي إستطاعت خلق أسلوبها الفني الخاص في التعامل مع فن الكولاج لتخلق الكثير من المشاهد الحركية و التي ميزت أعمالها وجعلت لها تفردا خاصا بها، كما إتجهت للرسم والنحت على الخشب مطوعةً كل هذا الإبداع لإظهار التراث العُماني من خلال ملكاتها الإبداعية الغزيرة، وأتت الفنانة التشكيلية ياسمين محمد بأعمالها الواقعية لتحاكي الطبيعة العُمانية مستوحيةً كل المشاهد من وطنها الذي تُحب وجاعلةً من العمل الفني ذلك التوثيق الثري لمشهد يومي يطل من نافذة الحياة العمانية اليومية، أما الفنانة التشكيلية شميم محمد فكانت تتربع على عروش الاتجاه الواقعي التعبيري حيث ظلت أعمالها محصورة في أطر البيئة العُمانية، ساردةً بهذا التخصيص لمواضيعها مشاهد من الطبيعة و الموروث الثقافي العماني من خلال ازياء النساء و الحلي الفضية و هي حاصلة على ماجستير كيمياء تحليلية من جامعة مانشستر المملكة المتحدة مما ساعدها على الإنفتاح على الثقافات الأخرى لتتألق في عدد من المحافل من خلال مشاركاتها الفنية محلياً و دولياً.
وأما الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية مديرة الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية فلاتزال تلك الرسالة الروحانية المستمرة و التي تمتد من شعورها الفني الدائم لتظهر جلية في تجربتها الفنية الزاخرة التي إستطاعت من خلالها الموازنة بين مبادئها و هويتها العمانية الراسخة وبين فكرها المتجدد، حيث تميز أسلوبها بأعمالها الفنية القادرة على الدمج بين الهوية والحداثة من خلال موضوعاتها الفنية التي تسردها للمشاهد كالمفردات التراثية والقباب و الزخارف و النساء، وهي حاصلة على الماجستير في إدارة الفنون في العام 2003 من جامعة RMIT الأسترالية و لا تزال تلك الفنانة المؤثرة في الجيل الجديد ليثبت الواقع على اهمية الإستمرارية في مسيرة الفنانات الرائدات، لتسطع أخيرا الجوهرة الظفارية نوال عتيق و التي لفتت لفنها عددا من المهتمين والنقاد والمثقفين، فهي تلك الفنانة التي استطاعت إبراز المفردات التراثية العُمانية في حلل جديدة تربط بين الأصالة و المعاصرة بأسلوب فني شيق لا بد أن يثير الذاكرة و الكثير من الحب و الحنين.
لتكون هذه المسيرة هي مسيرة رائدات الفن العُماني تلك المسيرة التي تستحق كل الإجلال و التقدير و تسليط الضوء على هذه الأسماء التي شقت طريق الفن النسائي في عُمان، و التي كونت اللبنة الأولى و شجعت الأجيال الفنية في الحقبة الثانية التي ظهرت مع تأسيس الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية لإكمال المشوار والانخراط في مجالات الفنون التشكيلية المختلفة من نحت و أعمال تركيبية و أساليب مفاهيمية والتي كان لها الريادة في هذه التجارب الفنية في السلطنة، ليستمر مشوار العطاء أجيالاً تستقي من خبرة الرواد و تمتد بحماسة الأجيال الجديدة و التي تولد من رحم الفن التشكيلي العُماني في كل يوم، معلنة إمتداد هذا العطاء من معينه الذي لا ينضب و رافعة سمو الفكر و عظمة الرسالة إلى أعلى مراتب الحب الوطني المقدس.
كما يشارك في المعرض مجموعة من الفنانات العمانيات ذات الاعمال الجيدة حيث أن هذا المعرض يتح الفرصة لتبادل الخبرات وتدفقها بين أجيال الفنانات المتلاحقة مما يساهم في دعم الحراك الفني التشكيلي في السلطنة.