مسقط - فريد قمر
لم يكن صدفة اختيار السلطنة كأول بلد عربي لاستضافة مؤتمر «كوندي ناست» الذي يعد الأهم من نوعه في عالم الفخامة والعلامات التجارية الراقية. فهذا المؤتمر الذي يتخذ «الفخامة الأخاذة.. إعادة استكشاف طريق الحرير» كعنوان له، يحط في السلطنة التي كانت تاريخياً نقطة أساسية على هذا الطريق الذي سيؤدي دوراً أســـاســـياً في تطوير الاقتصاد العالمي، والتجارة الدولية بعد إعادة إحيائه. كما أن الســـلطنة مهيأة لتكون في صلب هذا الطريق من جديـــد، مع خطــطـها للتنـويع الاقتصــادي.
ويقول أمين عام وزارة الخارجية معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي إن السلطنة دولة عريقة لديها تاريخ وثقافة وصلات متعددة ووثيقة مع مختلف شعوب الأرض. ولقاء من هذا النوع يثري شبكة العلاقات القائمة أصلاً ويوثقها ويدعم نمو فرص جديدة ومبادرات لا شــك أن لها مردوداً نافع للجميع.
ويعتبر معاليه في تصريح خاص لـ«الشبيبة» إن الضيوف سيأخذون معهم قصـــصاً وأخبــاراً عن عمـــان وسيأتون أيضاً بأفكار ومشاريع، ما سيصنع الكثير من الفرص.
وحول قدرة السلطنة على أن تؤدي دوراً عالمياً في القطاع، يؤكد معاليه أن لدى السلطنة مقومات كبيرة في المجالات شتى، ومنها السلع ذات القيمة الفاخرة. ويعطي معاليه مثالاً عن اللبان، «الذي يعد إرثاً حضارياً وتاريخياً عريقاً قدمه من قدم الزمن، ومن الممكن أن يكون مصدراً أساسياً لسلع فاخرة وعلامات تجارية عمانية أصيلة». ويؤكد معاليه «أن ثمة علوماً واكتشافات جديدة تظهر فوائد اللبان المتعددة والتي لا تنحصر بالعطور وحسب»، معتبراً «أن اللبان يمثل قيمة مستدامة وازدهرت وتزدهر في السلطنة، والوضع يبشر بأن الأجيال الجديدة ستستثمر في هذا الكنز وفي الصناعات المرتبطة فيه مستقبلاً».
ويوضح معاليه أن السلطنة تنعم بنقاط جذب متعددة في جميع المجالات. ويؤكد أنه من الصعب تعريف الفخامة، لكن ما يتفق عليه أنها مرتبطة بـ«راحة البال» ونحن نسعد بأن السلطنة تقدم راحة البال.
بدورها، تعتبر صاحبة السمو السيدة بسمة آل سعيد أن اختيار السلطنة لإقامة هذا الحدث العالمي يؤكد أن السلطنة بلد مضياف ويتمتع بفخامة نادرة بجماله وأهله. وتؤكد أن ثقافة الجمال والأناقة والفخامة متأصلة في السلطنة أكان من خلال العطور والأزياء أو الجمال. وتضيف: «بالطيع لست مستغربة من اختيار السلطنة لكنني فخورة بكونها الدولة العربية الأولى التي تستضيف هذا الحدث».
وتعتقد أن مؤتمرات كهذه قادرة على تشجيع المبادرات العمانية والثقافية. وتؤكد أن التجارب والقصص الناجحة التي يرويها كبار المشاهير، وعن مســـيرتهم التي بدؤوها من الصفر تشكل مصـــدر إلهام لمجموعة كبيـــرة من المواهــب العمــانيـــة الطموحة».
ويقول مؤسس شركة «ليست مجرد علامة تجارية» ستيفان سيجل، وهو أحد المتحدثين في المؤتمر، إن الفخامة تتغير كثيراً عبر العصور، واليوم تتجه لتكون بحثاً عن الأصالة والفرادة، ولعل هذا ما قد يشكل عاملاً أساسياً لاختيار السلطنة لإقامة المؤتمر فيها هذا العام.
ويعتبر في تصريح لـ«الشبيبة» أنه في إمكان المواهب العمانية أن تستفيد من الفرصة السانحة في العالم اليوم مع التكنولوجيا، فإنه باتت بناء علامة تجارية أسهل ويمكن الوصول إلى جميع أنحاء العالم بتكلفة أقل.
ويعتقد أن السلطنة تتمتع بهوية خاصة، ومختلفة عن كل ما يوجد في المنطقة، ما يشكل مصدر إلهام ونقطة انطلاق قوية لجميع الطامحين العمانيين الذي يرغبون في صنع بصمة تميزهم في هذا العالم.
ويعتقد أن عمان يمكنها أن تؤدي دوراً في سوق الفخامة العالمي لاسيما من خلال اللبان الذي يشكل كنزاً للبلاد وفي إمكان القطاع أن يتطور بشكل كبير مستقبلاً.