مسقط – حنان العمدوني تصوير – طالب الوهيبي
أقيم بمقر وزارة التربية والتعليم أمس حفل تدشين الحملة الإعلامية لاختيار المواد الدراسية «بخياراتي.. أبني عُمان» لطلبة الصف العاشر، برعاية وزيرة التربية والتعليم معالي د. مديحة بنت أحمد الشيبانية، وحضور عدد من أصحاب السعادة الوكلاء ومديري عموم ومسؤولي وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى عدد من أخصائيي التوجيه المهني وطلبة الصف العاشر وأولياء أمورهم.
تأتي أهمية هذه الحملة لتوعية طلبة الصف العاشر وأولياء أمورهم إعلاميا لاختيار المواد الدراسية وفقا لقدراتهم الشخصية وميولهم المهنية. وتستهدف الحملة الإعلامية (44409) من طلبة الصف العاشر وأكثر من 88 ألفا من أولياء الأمور بمختلف المحافظات التعليمية وتوعية (30) من طلبة ذوي الإعاقة وذلك من خلال إضافة لغة الإشارة للمواد الإعلامية، بالإضافة إلى مديري المدارس والمعنيين بالتوجيه المهني.
ونظرا لأهمية هذه المرحلة الحاسمة في مسيرة الطلبة الدراسية فقد عمل المركز الوطني للتوجيه المهني على توفير كافة الوسائل التي تعين الطلبة وأولياء أمورهم على فهم غايات ومضامين التوجيه المهني ومن أهم تلك الوسائل استخدام التكنولوجيا الحديثة والرقمية في توعية الطلبة بأهمية التحضير لمهنة المستقبل وتكوين فكرة واسعة حول المراحل التي تمر بها عملية اختيار المواد الدراسية، حيث تحتاج هذه المرحلة إلى توفير الوسائل التعليمية والتقنية الحديثة التي تعين الطلبة على تخطيط مستقبلهم الأكاديمي والمهني واختيار التخصص بطريقة علمية مبنية على التوافق بين قدراتهم والمتطلبات الفعلية لسوق العمل وإكسابهم مهارات اتخاذ القرار وتوعيتهم بالفرص التعليمية ومساعدتهم على اختيار التخصص الأكاديمي.
وتعد تقنية Motion Graphic وفن الكاريكاتير من الوسائل الأساسية التي يتم توظيفها في الخدمات التي يقدمها المركز الوطني للتوجيه المهني نظرا لفاعليتها في إيصال الرسالة بطريقة مشوقة وبسيطة وهي أداة مهمة بخاصة إذا ما تم توظيفها لاستهداف طلبة الصف العاشر وطلبة ذوي الإعاقة وذلك من خلال تصميم أفلام ورسومات وفواصل توعوية تشمل مختلف المراحل التي يمرون بها بطريقة علمية وعملية جذابة ومشوقة تتناسب مع المرحلة العمرية للطلبة ابتداء من المراحل التعليمية والأكاديمية وانتهاء بالمهنة.
حفل التدشين
وقامت معالي د. الشيبانية بتدشين المواد الإعلامية مع انطلاق الحفل الذي بدأ بكلمة التدشين التي تضمنت عرضاً تقديميا للتعريف بأهمية الأفلام التوعوية والمراحل التي مرت بها عملية إنتاج وتصميم الأفلام التعليمية والكاريكاتيرات والإعلانات الإذاعية.
وتهدف المواد الإعلامية إلى التنوع في استخدام الأساليب الحديثة والمعينة لأخصائيي التوجيه المهني في تقديم التوعية باختيار المواد الدراسية وإبراز جهود ودور الوزارة الإعلامية ممثلة في المركز الوطني للتوجيه المهني واستخدام أساليب الإبهار والإثارة في التوعية التي تتناسب والمرحلة العمرية للصف العاشر وتفعيل الشراكة بين البيت والمدرسة من خلال توجيه أولياء الأمور لمساندة أبنائهم في اختيار المواد الدراسية وتكوين وعي واضح وفهم لدى الطلبة وأولياء أمورهم للخطوات العلمية في عملية اتخاذ القرار ومعالجة التحديات التي تواجه الطلبة بطريقة مشوقة وجذابة.
وجاء تصميم المواد تحت ثلاثة عناوين رئيسية وهي: دور ولي الأمر في اختيار المواد الدراسية، وتأثير الأقران في اختيار المواد الدراسية (تقليد الآخرين)، والتخطيط المهني، وهي عناوين تم اختيارها بناء على ملاحظات أخصائيي التوجيه المهني بالمحافظات التعليمية والزيارات الفعلية التي قام بها فريق توعية طلبة الصف العاشر لاختيار المواد الدراسية للعام الدراسي 2014/2015 حيث تمت قراءة التحديات التي تواجه الطلبة في عملية اختيار المواد الدراسية وتم استنتاج الملاحظات المشتركة الواردة من المحافظات التعليمية وتم تصنيفها تحت تلك العناوين الرئيسية. وبناء على تلك التحديات فقد عمل فريق التوعية على معالجتها بوسائل إعلامية مختلفة تضمنت: تصميم ثلاثة أفلام تعليمية توعوية بتقنية الموشن جرافك،. وتصميم ثلاثة كاريكاتيرات وتصميم إعلانين إذاعيين بالإضافة إلى الرسائل النصية.
جهود مثمرة
وقالت معالي الوزيرة عقب الانتهاء من عرض المادة الإعلامية للحملة التي سينطلق بثها اليوم عن طريق التلفزيون والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية: «أشكر المركز الوطني للتوجيه المهني وأخصائي التوجيه الذين ساهموا منذ إنشاء المركز قبل ست سنوات مساهمة فاعلة في النقلة النوعية بجهودهم المثمرة في التحديات التي تواجهنا في قطاع التعليم وفي مسألة مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل، ومن المؤكد أن هذه الجهود ستسهم في جعل نظام التعليم والمخرجات أكثر قدرة على أن تتماشى مع متطلبات سوق العمل محليا. ونعتقد أن شبابنا لا ينقصهم شيء، وقد أثبتت التجربة ذلك فلدينا الكثير من المخرجات في مناصب جيدة وقطاعات مختلفة. ومن هنا وجبت ضرورة التقصي والبحث قبل اتخاذ القرار في اختياراتهم. وأنا على ثقة أن كل طالب قادر على أن يحقق ذاته ويخدم وطنه».
دور ولي الأمر
ويعد دور ولي الأمر مهما جدا في مساندة الأبناء عند اختيار المواد الدراسية لطلبة الصف العاشر، كما أن له تأثيرا مهما في عملية الاختيار. وينقسم هذا التأثير إلى نوعين هما: التأثير السلبي والتأثير الإيجابي، لذا فإن المواد الإعلامية تساعد ولي الأمر على مشاركة أبنائه عند اختيار موادهم الدراسية وتوجيههم للمسار المناسب مع مراعاة عدم فرض اختيار مواد دراسية معينة قد لا يرغب الطلبة بدراستها وتوضيح أن وقوع الطلبة في الحيرة بين رغباتهم ورغبات أسرهم سيؤثر على مستقبلهم الدراسي والمهني.
وتعمل المواد الإعلامية على تشجيع أولياء الأمور على زيارة المدرسة والالتقاء بأخصائي التوجيه المهني ليتعرفوا على دورهم في التخطيط السليم لمستقبل أبنائهم الدراسي. لذا تم تصميم فيلم تعليمي توعوي مدته دقيقة وعشر ثوانٍ، وكاريكاتير وإعلان إذاعي ورسالة نصية توجه أولياء الأمور إلى مساندة الأبناء عند اختيار المواد الدراسية. واللون المستخدم في الأفلام التعليمية والكاريكاتير هو اللون الأزرق المستوحى من الخلفية المستخدمة في البوابة التعليمية كلون أساسي، كما تمت إضافة عنوان الحملة الإعلامية «بخياراتي.. أبني عُمان» لجميع المواد في جميع المواد الإعلامية والذي يهدف إلى ربط خيارات الطالب بالانتماء والولاء لوطنه الذي يبنيه مستقبلا.
تأثير الأقران
ونظرا لضعف الإدراك المبكر لبعض الطلبة بأهمية مستقبلهم الجامعي، ما يجعلهم يلجأون إلى تقليد زملائهم دون المواءمة بين قدراتهم الشخصية وميولهم المهنية، فقد عمل الفيلم على معالجة هذه المشكلة من خلال استشارة الطلبة لزملائهم في الصفين الحادي عشر والثاني عشر أو من هم على مقاعد الدراسة الجامعية من خلال السؤال والمناقشة مع تذكير الطلبة بالثقة بقدراتهم وتجنب السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على خياراتهم من المواد الدراسية مثل تقليد زملائهم في خياراتهم الدراسية دون النظر إلى قدراتهم الشخصية ورغباتهم المهنية فهنالك فرق بين الاستفادة من زملائهم وتقليدهم. لذا تم تصميم فيلم تعليمي توعوي مدته دقيقة وخمس ثوانٍ وكاريكاتير وإعلان إذاعي ورسالة نصية حول الفرق بين تأثير الأقران وبين الاستفادة من تجاربهم.
التخطيط المهني
ويعد التخطيط المهني ضرورة مُلحة تسبق عملية اختيار المواد الدراسية وذلك نظراً لارتباط التخطيط المهني بمستقبل الطلبة الأكاديمي والمهني. وقد عملت المواد الإعلامية على توضيح مراحل التخطيط المهني للطلبة بطريقة علمية وعملية وهي كالآتي:
أولا: توجيه الطلبة لاكتشاف ميولهم وقدراتهم الشخصية من خلال الأنشطة والأعمال التي يمارسونها داخل المدرسة وخارجها.
ثانيا: جمع المعلومات عن سوق العمل من مختلف المصادر والخروج بقائمة من الوظائف التي يرغب الطلبة في الالتحاق بها مع استشارة أخصائي التوجيه المهني.
ثالثا: تحديد مهنة المستقبل التي يرغب الطلبة في الالتحاق بها بناء على المعلومات التي جمعوها عن سوق العمل مع وضع مجموعة من البدائل المهنية واختيار الأنسب منها.
رابعا: الاطلاع على البرامج التعليمية المرتبطة بالتخصصات لأنها تساعدهم في الحصول على المهنة الأنسب.
خامسا: التعرف على توصيف المواد الدراسية للصفين الحادي والثاني عشر حيث يساعد ذلك الطلبة على فهم طبيعة المواد المرتبطة بالتخصص لذا تم تصميم فاصل تعليمي توعوي مدته دقيقة وعشرون ثانية وكاريكاتير وإعلان إذاعي ورسالة نصية حول مراحل التخطيط المهني للطلبة.
الهدف الأكبر
وقالت المديرة العامة للمركز الوطني للتوجيه المهني د. سناء بنت سبيل البلوشية: نتمنى أن تصل هذه الحملة الإعلامية إلى جميع الطلبة وأولياء الأمور والأخصائيين وكل المعنيين بالتوجيه المهني فهذا هو الهدف الأكبر من خلال كل الوسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي حتى نتأكد أننا قادرون على تغيير بعض التأثيرات التي يتأثر بها الطالب في اختيار مواده الدراسية سواء من زملائه أو من خلال ضغط أولياء الأمور على أبنائهم لاختيار مواد دون غيرها وذلك من خلال استطلاعنا للأسباب التي تؤثر على الطالب والتي حاولنا التركيز عليها في هذه الحملة التوعوية، ونتمنى أن نصل إلى نسبة كبيرة من الوعي عند أولياء الأمور.
وعن الدافع وراء إقامة هذه الحملة قالت: تأتينا بعض الملاحظات من بعض الطلبة مثل اختيارهم لبعض المواد تقليدا لزملائهم أو ضغطا من أولياء أمورهم وبذلك لا تكون النتائج المرجوة قد تحققت ومن خلال زياراتنا لجميع المحافظات التعليمية التقينا بالطلبة وأولياء الأمور وأخصائيي التوجيه المهني وحصرنا الملاحظات والتأثيرات ونسبة التوعية.
سجل خاص
الجدير بالذكر أن برنامج التوعية لاختيار المواد الدراسية لطلبة الصف العاشر يبدأ منذ بداية العام الدراسي وينتهي بتاريخ 15 مارس من كل عام، كما تم خلال هذا العام إصدار سجل خاص للتوعية بخيارات المواد الدراسية يتضمن خطة التوعية باختيار المواد ينفذها أخصائيو التوجيه المهني بكافة المحاور التوعوية والإعلامية والفنية، بالإضافة إلى التجديد والتطوير في مقياس الميول المهنية للصفوف (9-12) بحيث يشمل المقياس كراسة للإجابة والأسئلة ودليلاً لاستخدام أخصائي التوجيه المهني.
ويهدف المقياس لمساعدة الطلبة على معرفة ميولهم المهنية وفق نظرية جون هولاند، كما تم التجديد في استمارة اختيار المواد الدراسية واعتماد الاستمارة الإلكترونية كمرحلة تجريبية وبنسبة 50 % لجميع المحافظات التعليمية.