مسقط –ش
أدب بطعم السياسة ورواية بطعم المرار العربي، وجلسة تمازج فيها الأدب مع السياسة حتى أصبح الفارق شعرة لا تكاد تنقطع بفضل الخبرة الهائلة لروائي بمستوى واسيني الأعرج الذي وضع الواقع العربي الكئيب على مشرحة الرواية فتحدث عن المآلات في ظل الثورات العربية والتآمرات الدولية والصراعات الطائفية والنووي وإسرائيل وغيرها من الحكايات العربية التي مر عليها مطولا وسط نقاش واسع من الحضور.
وكان النادي الثقافي قد أقام مساء أمس الأول بالتعاون مع مختبر السرديات العماني واللجنة الثقافية لمهرجان مسقط حوارا مفتوحا مع الروائي الجزائري واسيني الأعرج تم خلاله تسليط الضوء على أبرز منعطفات مشواره الأدبي الطويل و أهم محطات حياته وجاءت المحاضرة تحت عنوان "المآلات العربية في رواية 2048 ... حكاية العربي الأخير".
تسرد رواية "2084..حكاية العربي الاخير"، جملة حكايا وقصص تفسر وتتنبأ بمآل العرب داخل دوامة التحلل والتفكك التي قذفت بهم خارج التاريخ وحولتهم إلى شعوب ضائعة، بلا أرض ولا هوية، يبحثون عن معاشهم وسط عالم جشع، وعودة محمومة إلى الحاضنة الأولى، الصحراء . وكأن تاريخهم المقبل والقاسي يبدأ من تلك اللحظة. كما إن أكثر ما يستدعيه واسيني الاعرج في الرواية بصورة رمزية، إسرائيل إذ شبهها بالقلعة المليئة بالظلم. ويتجاوز واسيني ذلك إلى توقعه بانهيار دولة اسرائيل.
والرواية عموما، تشرح وتحلل، الوضع السياسي في العالم العربي منذ العام 2011 وإلى غاية الوقت الحالي، ضمن سياق دولي مترابط، بدءاً من تحالفات دولية واستقطابات..ووصولا إلى هزيمة العرب ووقوعهم بين جبهات الصراع الدولية. وتبدو الرواية، في نهاية المطاف، كاشفه، يفند الاعرج في محطاتها، شتى جوانب الحياة الحالية.
و الروائي واسيني الأعرج هو أستاذ جامعي وروائي جزائري يشغل منصب أستاذ في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس. و يعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي.
تنتمي أعماله إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائمًا عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها. و يكتب هذا الروائي اعماله باللغتين العربية والفرنسية، و من أهم إصداراته الكثيرة رماد الشرق، مملكة الفراشات، شرفات بحر الشمال، حارسة الظلال، سيدة المقام،ضمير الغائب، نوار اللوز، طوق الياسمين والبوابة الحمرا. وقد فازت روايته "الأمير" بجائزة الشيخ زايد للكتاب وهي كما فاز مؤخرا بجائزة كتارا بالدوحة عن روايته مملكة الفراشة.