خاص -
يسعى الباحثون عن عمل لإيجاد فرصة وظيفية تلائمهم وتناسب وطموحاتهم، غير أن أخطاء صغيرة يرتكبونها تؤدي- رغم بساطتها أحياناً- إلى حرمانهم من فرصة وظيفية قد تغيّر مسار حياتهم المهني.
وتقول المتخصصة بالموارد البشرية رانيا فغالي لـ«الشبيبة» إن تلك الأخطاء تبدأ منذ لحظة البحث عن عمل ومن خلال إرسال السيرة الذاتية، وتعتبر أن الخطأ الأول يتمثل بإرسال السيرة الذاتية ورسالة التعريف «cover letter» نفسها، إلى جميع الشركات، فيضيع التركيز على الخصائص التي تهم شركة دون غيرها، وتنصح فغالي بإعطاء رسالة مخصصة لكل شركة وسيرة ذاتية يركز فيها على الخبرات أو المهارات التي تهم الشركة التي يتقدم باحث العمل إليها دون غيرها.
وتؤكد فغالي أنه من الأخطاء التي تحصل عند المقابلة هي عدم قدرة الباحث عن العمل على تسويق نفسه وليس بسبب قلة خبراته أو مهارته بل لأسباب ثانوية أحياناً، لذلك فإن الخطأ الثاني الذي يقوم به بعض الباحثين عن عمل هو إهمال المظهر الخارجي، متناسين أن ذلك يؤثر كثيراً في رسم الصورة الذهنية الأولى في المقابلة، وتشرح أن المظهر الخارجي يشكل أول انطباع لدى مقابلة الباحث عن العمل ويساهم في رسم سيرة إيجابية أو سلبية لدى الشخص الذي يقوم بالمقابلة، والذي سيضع التقييم عليها في النهاية.
ويقول المتخصص باستقطاب المواهب طارق الشامي إن الخطأ الثالث والجسيم، هو إهمال الباحث عن العمل البحث عن الشركة التي يود أن يعمل فيها، فلا يعرف طبيعة عملها والنشاطات التي قامت بها من قبل، وبالتالي لا يستطيع أن يحدد ما هي المهارات التي يمكن أن يفيد بها الشركة. وأحياناً قد يسيء الإجابة عن بعض الأسئلة التي تطرح عليه؛ لأنه لا يملك الخلفية اللازمة التي تمكنه من معرفة القصد من هذا السؤال.
ويؤكد أن الخطأ الرابع هو الذي يترافق مع الإجابة حول سؤال «لماذا تركت عملك في السابق»، إن الهدف من هذا السؤال ليس عبثياً ولا يرغب حقيقة في معرفة ما الذي حصل معك «للحشرية» فقط؛ بل الهدف هو أن يرى كيف تتحدث عن شركتك السابقة وإلى أي حد تحفظ أسرارها، لذلك فإن الخطأ الكبير الذي قد يحصل هو أن تكشف أسرار الشركة أو أن تتحدث بالسوء عنها؛ لأنه سيعتبر أنك ستقوم بالأمر نفسه مع الشركة الجديدة في حال اضطررت لتركها.
أما الخطأ الكبير الأخير هو إهمال السؤال عن تفاصيل إضافية تثبت جدية الباحث عن العمل، فعندما يسألونك في المقابلة إذا كنت تود أن تعرف المزيد، فإن البديهي أن تسأل عن الراتب ودوام العمل والتقديمات، لكن هدف السؤال هو أن يرى من يقابلك جديتك ومدى اهتمامك بالوظيفة، فمن الجيّد أن تسأل عن تفاصيل المهمات التي تُطلب منك، وما هي المعايير التي ستحدد نجاحك، وما هي الصعوبات التي قد تواجهك وأنسب طريقة للتعامل معك. إن هذه الأسئلة تعطي انطباعاً لدى من يقابلك بأنك أصبحت تدخل في تفاصيل العمل، وتشجعه على قبولك، إذ إن الانطباع التي تتركه خلفك بعد المقابلة هو الذي يحدد مستقبلك المهني.