مسقط - حمدي عيسى عبدالله
أكد أمين المال بغرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة شمال الشرقية علي بن سالم الحجري، في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن ملتقى صاحبات الأعمال الثاني بشمال الشرقية الذي اختتم أعماله أمس حقق أهدافه وبالعلامة الكاملة، وهذا الحدث الذي شهد تفاعلاً كبيراً وتجاوباً من الجميع يجسّد الجهود التي يبذلها فرع الغرفة بشمال الشرقية لتنشيط الاقتصاد وتفعيل دور صاحبات الأعمال اللائي أثبتن وجودهن وأكدن فاعليتهن في تنشيط الحركة الاقتصادية بفضل عملهن الدؤوب وفق خطط مدروسة، ولا شك أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التوهج بعد أن تمكن الملتقى من رسم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة.
مشاريع نموذجية
وأضاف: ملتقى صاحبات الأعمال الثاني يهدف إلى استثمار الفرص الهائلة المتاحة لعمل المرأة العمانية لإطلاق استثمارات مشتركة تعود بالنفع عليها وعلى مجتمعها وتسويق منتجاتها بين فئات الشركات الكبيرة وإيجاد مصدر دخل دائم لمشاريعها وإتاحة المجال لها للاستفادة من مصادر التمويل في افتتاح مشاريع نموذجية تدر عليها بالفائدة. جاء ذلك على هامش اختتام ملتقى صاحبات الأعمال الثاني الذي نظمه فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة شمال الشرقية بمشاركة أكثر من 30 صاحبة عمل، برعاية مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة بوزارة السياحة محمد بن محمود الزدجالي.
تشجيع المؤسسات الصغيرة
تخلل الملتقى طرح ورقتي عمل، إذ تناولت الأولى تدشين وزارة السياحة لمنتجات سياحية جديدة في القطاع السياحي تتمثل في النزل التراثية والنزل الخضراء وبيوت الضيافة، قدّمها المكلف بأعمال مدير إدارة السياحة بمحافظة شمال الشرقية طلال بن خلفان الشعيبي، أوضح فيها أن الهدف من المنتجات السياحية الجديدة هو تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في القطاع السياحي وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين بخاصة في القرى الحاضنة لهذه المشاريع واستحداث عناصر جذب سياحية تفاعلية جديدة بين السائح والبيئة المحلية وتنشيط الاقتصاد المحلي وإيجاد قيمة مضافة في العائد السياحي للسلطنة بالإضافة إلى الاهتمام بالإرث الثقافي للبيوت التراثية والحرص على استدامتها وتطوير المجتمعات المحلية وتنشيط حركة السياحة الداخلية.
المحافظة على الموروث
وأوضح طلال الشعيبي أيضاً أن بيوت الضيافة هي عبارة عن منشآت إيوائية سياحية تعتمد على استخدام بعض البيوت (ذات الاستخدام السكني) كمرافق إيواء سياحي مع توفير المتطلبات الأساسية من النظافة والهدوء، وتوفير وجبة الإفطار كحد أدنى، وذلك وفق شروط معيّنة وتناول المعايير التصنيفية لبيوت الضيافة ومشاريع النزل التي هي قيد التنفيذ حتى 30 سبتمبر 2016، فيما يقصد بالنزل التراثية هي المباني القديمة ذات الطابع المعماري التقليدي تستخدم لإيواء وخدمة السياح، توفر المتطلبات الأساسية من النظافة والهدوء ووجبات الإفطار، هدفها المحافظة على الموروث المعماري للسلطنة، وأوضح أيضاً معاييرها التصنيفية وبعض النماذج الدالة عليها، وأشار أيضاً إلى النزل الخضراء وهي منشآت إيوائية تعتمد على استغلال الأراضي الزراعية للأغراض السياحية على أن تكون بمستوى جيّد من النظافة والخدمة وتتوفر فيها مساحات خضراء ذات الشجيرات والنباتات المثمرة ولها عدة شروط ومستندات يجب إرفاقها عند تقديم الطلب.
دعم القطاع السياحي
وتناولت ورقة العمل الثانية التي قدّمها ضابط علاقات عملاء ببنك التنمية العماني حمود بن ناصر العامري، دور البنك في دعم القطاع السياحي في محافظتي الشرقية، وقال: نظراً لما تتمتع به السلطنة من مقومات سياحية عمل البنك على تشجيع الاستثمار في هذا القطاع من خلال قيامه بمنح قروض لإنشاء مشاريع سياحية جديدة أو توسعة مشاريع قائمة فمنذ العام 2008 قام البنك بتمويل أكثر من 306 مشاريع سياحية في السلطنة بإجمالي 43.000.000 ريال عماني، وقام البنك بتمويل 49 مشروعاً سياحياً في محافظتي الشرقية إذ بلغ إجمالي التمويل 6.340.000 ريال عماني وبنسبة 16 % من إجمالي التمويل السياحي لمحافظات السلطنة كافة، وتتمثل الأنشطة الأكثر تمويلاً في الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية والمخيمات السياحية والمقاهي السياحية والنقل البري والبحري السياحي.
استضاف الملتقى شذى بنت عبدالله الجابرية، صاحبة مشروع ميشان للتمور والحلويات، إذ تحدثت عن تجربتها في العمل التي ابتدأت برأس مال صغير وبإمكانيات محدودة إلى أن نما مشروعها وتطور وتمكنت منتجاتها من تحقيق الجودة العالية وبمواصفات ومعايير عالمية مكنتها من التغلب على الصعوبات التي واجهتها. كما تحدثت المديرة التنفيذية للشركة العالمية للمنتجات الحرفية زوينة بنت سلطان الراشدية، عن فكرة مشروعها، وقالت: إن تلبيتنا للاحتياجات الفريدة لزبائننا بخاصة أثناء المناسبات من شأنه أن يسهم في الحفاظ على التراث العماني ودعم الاقتصاد المحلي، ونعمل جنباً إلى جنب مع الحرفيين العمانيين من أجل تحسين نوعية ومستوى الحرف اليدوية العمانية ضماناً وتلبيةً لتوقعات زبائننا المحليين والدوليين، ورؤيتنا هي أن نكون منصة عالمية لعرض المنتجات العمانية في مختلف أنحاء العالم وتمكنا من تسويق وتعليب المنتجات الحرفية وعمل حلقات تطويرية للمنتجات والاهتمام بالجودة وتشجيع الأسر العمانية على تأسيس شركات خاصة بهم.
في مخيم سفاري الصحراء
الملتقى واصل فعالياته في مخيم سفاري الصحراء بولاية بدية، إذ عقدت اللقاءات الثانية وجلسات العمل المفتوحة التي جمعت صاحبات الأعمال بنظيراتهن من محافظات السلطنة، كما التقين بممثلي بعض الشركات السياحية وأعضاء لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عُمان ودار الحديث حول النهوض بالمشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من منتجات وخدمات مشاريع صاحبات الأعمال والعمل على تطويرها وتوسعتها لتصل إلى الأسواق الإقليمية.