تعرَّف على ثاني طبيب شرعي في السلطنة

بلادنا الأربعاء ١٥/مارس/٢٠١٧ ١٨:١٤ م
تعرَّف على ثاني طبيب شرعي في السلطنة

مسقط - ش

النقيب طبيب جمال بن بدر الحبسي، أخصائي الطب الشرعي بمستشفى الشرطة - وهو طبيب شرعي حاصل على درجة الامتياز في رسالة الماجستير في هذا الاختصاص، ويعدُّ ثاني طبيب شرعي عماني في السلطنة .

وعن بدايته في هذا المجال وكيف جاءت الفكرة للولوج فيه، أجاب: كنت كأي طالب أجدُّ واجتهد لألتحق بكلية الطب لممارسة تلك المهنة الإنسانية التي تهدف إلى معالجة الناس وإنقاذ الأرواح. لكن أحد التخصصات في كلية الطب قد يكون مغايراً لهذا الهدف ويتجه نحو أهداف أخرى ليست أقل أهمية عن غيرها وهو تخصص الطب الشرعي الذي جذبني أثناء فترة الدراسة فهو تخصص ذو طبيعة خاصة يجمع بين مهمتي الطبيب والمحقق في الوقت نفسه.

وحول أهمية هذا التخصص أشار النقيب طبيب جمال الحبسي إلى أن الطب الشرعي يلعب دوراً مهماً في خدمة العدالة والمجتمع، ويسهم بفعالية في إزالة اللبس والغموض الذي يكشف القضايا الجنائية ليثبت أو ينفي الادعاءات المنسوبة فيها؛ لذا تعد مهنة الطبيب الشرعي واحدة من أصعب المهن وأكثرها حساسية، فهي تتطلب مواصفات وسمات شخصية ونفسية خاصة؛ فالأطباء الشرعيون يتعاملون في غالب الأحيان مع الجثث وحالات الوفاة سواء الطبيعية أو الناتجة عن حوادث شخصية أو حتى كوارث طبيعية مما يجعل الكثير من طلبة كلية الطب يحجمون عن الالتحاق بهذا التخصص، ويفضلون التخصصات المعتادة رغم اعترافهم بمدى أهميته.

ولتميز الطبيب نقيب جمال الحبسي في هذا المجال وحصوله على درجة امتياز في شهادة الاختصاص العالي في الطب الشرعي حاورناه عن سر تميزه وتفوقه في هذا المجال، وقال: كلما كنت أسمع أن الطب الشرعي علم معقد وواسع ومتشعب الفروع والمجالات ازداد إصراري وتصميمي للمضي قدماً، فمنذ بداية ابتعاثي لدراسة الطب الشرعي كنت شغوفاً بهذا التخصص وأطمح للعودة للوطن والعمل على تطوير الطب الشرعي لتكون سلطنة عمان ضمن مقدمة الدول في هذا المجال. ولله الحمد نجحت وبتفوق والفضل يعود بعد الله تعالى إلى شرطة عمان السلطانية التي ساندتني وتابعت دراستي أولاً بأول.

وعن تطلعاته المستقبلية أوضح النقيب طبيب بأنه يتطلع على المستوى العام أن يقدم الطب الشرعي خدماته بجودة عالية، وتسهيل البعثات والدورات التدريبية المستمرة للأطباء الشرعيين العمانيين تمهيداً لافتتاح أقسام للطب الشرعي في المحافظات البعيدة وذلك لتكوين قاعدة متينة للطب الشرعي في سلطنة عمان. أما على المستوى الشخصي فإنني أتطلع لإكمال دراسة الطب الشرعي في تخصص فرعي ألا وهو (Forensic Ballistics) المقذوفات النارية والذي يناقش الإصابات النارية على جسم الإنسان. وأتمنى أن نستضيف أول مؤتمر للطب الشرعي في السلطنة، يستقطب الأطباء الشرعيين من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات العلمية والعملية لمعرفة كل ما هو جديد في هذا المجال.

وختم النقيب طبيب جمال بن بدر الحبسي حديثه قائلاً إن ما نلمسه اليوم من تطور كبير في تقديم الخدمات في كافة القطاعات بشرطة عمان السلطانية، ومنها التطور الملحوظ في الخدمات الصحية بالإدارة العامة للخدمات الطبية والتي من بينها الطب الشرعي الذي يقدم المساعدة الفنية للنظام القضائي والأمني من خلال تقديم الخبرة الطبية الشرعية في حالات الوفاة المشتبه بها، وحالات فحص الأحياء في الاعتداءات المتنوعة، ما هو إلا انعكاس طبيعي للجهود المبذولة من القيادة العامة للشرطة سعياً للتطوير والتحديث في شتى المجالات التي تخدم الصالح العام.