مسقط - فريد قمر
يشهد الطلب العالمي على خام نفط عمان ارتفاعاً ملحوظاً، ويؤكد رئيس إدارة التسويق في بورصة دبي للطاقة ميسم حمادة في تصريح خاص لـ«الشبيبة»: «أن بورصة دبي للطاقة استهلت العام 2017 ببداية قوية استطاعت خلالها تعزيز سجلها الحافل بالنجاحات وإرساء معايير جديدة للتميز، فقد سجلت البورصة رقماً قياسياً جديداً في حجم التسليم الفعلي بلغ 36.8 مليون برميل من النفط الخام سيتم تسليمها عبر البورصة في شهر مارس 2017. كما سجلت البورصة في شهر يناير أيضاً رقماً قياسياً جديداً آخر في حجم الخيارات المفتوحة (Open Interest) للعقد الآجل لخام عمان بلغ 40,505 عقود، أي ما يعادل 40.5 مليون برميل من النفط الخام، وذلك في أعقاب عمليات التداول لشهر يناير 2017. ويبلغ معدل التداول اليومي منذ بداية العام حتى اليوم 7417 عقداً».
ويكشف حمادة أن «الطلب على العقد الآجل لخام عُمان من بورصة دبي للطاقة يشهد إقبالاً كبيراً، كونه يُعد المعيار الوحيد الذي يخضع لأطر تنظيمية صارمة لتسعير النفط الخام المتجه للأسواق التي تقع شرق السويس، ويستند إلى النفط المنُتج في سلطنة عمان، والذي يتخطى إنتاجه الآن مليون برميل يومياً. كما أن خام عمان هو النفط الوحيد في المنطقة الذي يعتمد في تسعيرته على العقد الآجل، لذلك فهو الخام الأمثل في المنطقة لعمليات التحوط. نحن نعلم جيداً أن المستثمرين العالميين يتوجهون في غالبيتهم نحو أدوات التحوط، خاصة في أسواق الطاقة. وبناءً على ذلك، نشهد طلباً كبيراً على خام عمان من مختلف الدول الآسيوية وخاصة الصين واليابان والهند».
نموٌّ في التسليم الفعلي
وعن تطور أحجام التداول على خام عمان يقول حمادة: «سجلت بورصة دبي للطاقة نمواً في حجم التسليم الفعلي بنسبة 20 في المائة على أساس سنوي خلال العام 2016، مع تسليم ما يزيد عن 260 مليون برميل. ونتوقع استمرار النمو في أحجام التداول خلال العام 2017 مع تحقيق رقم قياسي للتسليم الفعلي لشهر فبراير من هذا العام بلغ 29.9 مليون عقد. وسجلت البورصة خلال العام الفائت أعلى مستويات في التسليم الفعلي منذ تأسيسها، فقد سلمت ما مجمله 260.7 مليون برميل مقارنة بـ216.1 مليون برميل في العام 2015. وسجّل متوسط حجم التداول اليومي ارتفاعاً ملحوظاً في 2016 بلغ 8 آلاف و762 عقداً، محققاً زيادة بنسبة 19 % مقارنة بالعام 2015، في الوقت الذي ارتفع فيه حجم التسليم الفعلي الشهري إلى 21.7 مليون برميل أي بزيادة بلغت نسبتها 20.5 %. وتدل هذه الأرقام جميعها على الحضور القوي لبورصة دبي للطاقة ودورها المحوي في سوق تجارة الطاقة العالمي».
أسعار النفط
وعن مستقبل أسعار النفط يؤكد حمادة أن أسعار النفط «تحتكم إلى ديناميكية العرض والطلب. وبالتالي فإن زيادة المعروض يدفع الأسعار إلى الانخفاض. لذا فإن أسعار النفط في المستقبل ستكون مرتبطة بشكل وثيق بالقرارات الجديدة التي ستصدر عن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك. فإذا كان القرار يقضي بخفض الإنتاج بشكل أكبر فلا شك أننا سنرى انتعاشاً في الأسعار». ويوضح حمادة أنه «ليس لقرار خفض الإنتاج أي تأثير فعلي على نسبة التداولات في بورصة دبي للطاقة. فآلية التسعير العادلة التي تتسم بالشفافية تجعل منها منصة عالمية تحظى بثقة المتداولين من مختلف الدول».
وعن المقارنة بين خام عمان، والخامات الأخرى في المنطقة، يقول حمادة: «في الواقع يتميز خام عمان بأسعار أفضل من أسعار النفط الأخرى في المنطقة، ويرجع الفضل في ذلك إلى الإقبال المتنامي من المتداولين لعقد خام عمان الآجل من بورصة دبي للطاقة والمشاركة في كل من عملية استكشاف الأسعار والتسليم الفعلي. هناك فارق إيجابي لخام عمان نظراً لشفافية التسعير ولما تتميز به بورصة دبي للطاقة من بنية أساسية عالمية المستوى تستقطب المستثمرين من جميع أنحاء العالم».
وعن الاكتشافات النفطية الجديدة في السلطنة، وإمكانية تأثيرها في أسعار التداول يقول حمادة: «إن التوازن بين العرض والطلب وتجنب تخمة المعروض هو ما يحمي أسعار التداول من الهبوط. لذلك، فإن اكتشاف آبار إضافية في السلطنة لا يؤثر على الأسعار. كما أن بورصة دبي للطاقة قد اتخذت على مدار الأعوام الخمسة الفائتة عدداً من التدابير الرامية إلى تعزيز منصة التداول والبنية الأساسية للتسليم الفعلي لديها، ما يجعلها الخيار الأول للمستثمرين العالميين وخصوصاً من الصين والهند».