«الترصد».. معضلة جلبها على نفسه هل يتصيّد العالم أخطاء ترامب؟

الحدث الأحد ٢٦/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٨ ص

مسقط – محمد البيباني

آراؤه غير المسبوقة والتي بدأت مع ظهوره السياسي كمرشح محتمل للرئاسة الأمريكية ربما هي التي دفعت باتجاه صعوده ووصوله للبيت الأبيض، إلا أنها من المحتمل أيضاً أن تدفع به خارج أسوار هذا البيت..

لا شك أن أهم ما يواجه الرئيس دونالد ترامب هي حالة الخوف والقلق من تبعات تلك الآراء والتي دفعت باتجاه الترصد له وربما محاولة اصطياده وتصيد أخطائه ليس فقط على صعيد الداخل الأمريكي بل أيضاً على الصعيد الخارجي.
ماذا حدث بالسويد... تساؤل أثير بعد خطاب ترامب الذي صرّح بتعرّضها لحادث إرهابي وهو الأمر الذي أثار سخرية واسعة بعدما أشيع أن شيئاً مما قاله لم يحدث..
ربما يكون البحث فيما حدث بالسويد من عدمه وفيما قصده ترامب من حديثه أمراً كاشفاً لحقيقة وجود حالة ترصد بالرجل من عدمه..

اتهامات للإعلام السويدي بالتستر

من جانبهم اتهم مؤيدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسائل الإعلام السويدية بمحاولة «التستر» على الهجمات الإرهابية في السويد، وذلك بعدما تعرّض الرئيس لموجة انتقادات واسعة، لزعمه تعرّض السويد لعمل إرهابي.

القصة ليست مختلقة

قال «ترامب» في وقت سابق، إن تصريحاته اعتمدت على قصة إخبارية نشرتها شبكة «فوكس نيوز»، وكانت القناة قد نشرت لقطات تزعم أن السويد تشهد ارتفاعاً في العنف وحالات الاغتصاب في أعقاب تدفق المهاجرين.
ونقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، عن خبير إرهاب سويدي، قوله إن حجم الجريمة في السويد تمّت «المبالغة فيه بشكل فاضح»، منتقداً تقرير «فوكس نيوز»، ومؤكداً أن القناة دمجت بالخطأ، العنف المرتبط بتجارة المخدرات في المدن السويدية، مع تصاعد وتيرة الجرائم التي يرتكبها اللاجئون.
وأضاف الخبير ماجنوس رانستورب، مدير الأبحاث بالمجلس السويدي الوطني للدفاع، أن الإعلام في السويد منفتح للغاية، وينشر تقارير عن الجهاد وغيره من الموضوعات، متابعاً: «لا أرى أي جهد لمحاولة التستر على أي شيء».
من جانبه حاول الرئيس الأمريكي توضيح حديثه عن مشاكل السويد الذي أدلى به الأحد 19 فبراير وتمخض عنه وابل من السخرية من قِبل خصومه.
وقال ترامب إنه لم يتحدث عن عمليات إرهابية، بل تناول في تصريحه موضوع المهاجرين الذي نوقش في شريط وثائقي بث على شاشة تلفزيون «Fox News». وكتب في هذا الصدد يقول: «تصريحي عمّا يحدث في السويد كان قائماً على برنامج فوكس نيوز الذي تطرّق إلى موضوع المهاجرين في السويد».
وشدّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي هي الأخرى على أن ترامب تحدّث عن تصاعد الجريمة في السويد ولم يقصد أي حادث هجوم محدد.

إثبات نظرة ترامب

في نفس السياق استجاب المئات من المراسلين الصحفيين لدعوة مدوِّن الفيديو البريطاني والصحفي في موقع InfoWars التابع لحركة Alt-Right، بول جوزيف واتسون، الذي عرض على الصحفيين دفع تكاليف رحلة زيارتهم إلى السويد لمشاهدة «الجريمة المُتفشِّيَة» هناك على أرض الواقع. وأطلق البريطاني دعوته أمام آلاف المُتابعين على تويتر ويوتيوب، في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى وقوع هجوم إرهابي خياليّ في الدولة الاسكندنافية خلال إجازة نهاية الأسبوع.
وكتب واتسون الاثنين 20 فبراير في تَحدٍّ للحقائق: «أي صحفي يدَّعي أن السويد مكانٌ آمن، سأقوم بدفع تكاليف سفره وإقامته ليعيش في ضواحي مالمو المليئة بالمُهاجرين وسط الجريمة المُتفشِّيَة».
تحمل فيديوهات واتسون على يوتيوب عناوين مثل: «أعزائي المشاهير من مُدَّعي الفضيلة: حان الوقت لتشاركوا، أو تصمتوا للأبد»، وبدا وكأنه يحاول إخراس من يدَّعون أن السويد آمنة.
لكن منذ أن عرض على الصحفيين رحلةً مدفوعة الأجر إلى السويد، أصبح واتسون هادئاً بشكل ملحوظ، ولم يقُم بالرد علناً على عشرات الصحفيين الذين استجابوا بالموافقة على دعوته.
واستجاب جوي أيوب- الصحفي بشبكة الأصوات العالمية- لدعوة واتسون، حيث قال: «أنا موافق. سأُرسل لك حسابي البنكي وصور السيلفي من مالمو. وإن لم تدفع ستصبح محلاً للسخرية».

واشنطن - رويترز: ربما تكون الخيارات المطروحة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مسعاه ضد تنظيم داعش في سوريا لا يحسد عليها.. فإما إبعاد تركيا الحليفة في حلف شمال الأطلسي بالاعتماد على المقاتلين الأكراد أو تبنّي خطة قد تبطئ الهجوم وتتطلب قوات قتالية أمريكية إضافية كثيرة.

وهدف الهجوم القادم المدعوم من الولايات المتحدة هو مدينة الرقة معقل داعش الذي يعتقد مسؤولون أمريكيون إن التنظيم يستخدمه كمركز لتدبير المؤامرات على الغرب.

ورغم الجهود الأمريكية المستمرة منذ شهور لتهدئة المخاوف التركية، تصر أنقرة على أن ينفذ الهجوم مقاتلون عرب محليون بدعم من القوات التركية على عكس قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة التي تضم علاوة على المقاتلين العرب مقاتلين أكراداً ترى تركيا أنهم يمثلون تهديداً.
وفي حين تحذّر تركيا من صدع كبير في العلاقات إذا تم تجاهل مخاوفها، قال مسؤول أمريكي إن مسؤولين عسكريين أمريكيين وأتراكاً عكفوا في الأيام الأخيرة على مراجعة اقتراحات تركية لحملة الرقة. وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم إنهم لم يتوصلوا إلى قرار.
وقدر مسؤول تركي كبير طلب أيضاً عدم نشر اسمه أن هناك ما يصل إلى عشرة آلاف مقاتل يمكن إتاحتهم لحملة الرقة بالإضافة إلى القوات التركية وأي قوات أمريكية تدعمهم.
ومع ذلك فقد تساءل مسؤولون أمريكيون عمّا إذا كانت القوات المدعومة من تركيا على قدر المهمة على الأقل في أي وقت قريب، وأشاروا إلى الصعوبات التي واجهها المقاتلون المدعومون من تركيا في الأيام القليلة الفائتة أثناء عملية طرد داعش من مدينة الباب السورية وهي أصغر كثيراً من الرقة وهدف أيسر.
وفي تذكرة بالتهديد القائم حتى بعد انتزاع السيطرة على مدينة الباب يوم الخميس أدى انفجار سيارة ملغومة تابعة لداعش إلى مقتل ما يربو على 50 شخصاً في قرية سورية مجاورة يوم الجمعة.
ومن غير الواضح أيضاً كيف ستصل القوات التركية إلى الرقة ربما عن طريق شق طريق عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أو الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد.
وأشار مسؤول بالمخابرات الأمريكية أيضاً إلى أن تركيا قد ترغب في تطهير مدينة منبج السورية من الأكراد قبل الزحف إلى الرقة.
وربما لا تزال القوات المدعومة من تركيا تحتاج إلى تدريب وقد تكون بحاجة إلى تعزيزات بأعداد أكبر كثيراً من قوات العمليات الخاصة الأمريكية الموجودة في سوريا حالياً وقوامها 500 فرد. وكل هذه عوامل قد تؤدي إلى بطء عملية الرقة وتعقيدها.

خيارات ترامب ضد داعش من سيء إلى أسوأ